محاولة إعدام الرئيس حيًا تشف عن ضغينة متأصلة في نفوس البعض.. والبغض للرئيس يتمثل في "الاستخاف به" أو "التنكيت عليه" أو السخرية من شخصه أو من اسمه أو من شكله، أو من حركات يفعلها البشر على سجيته - منذ آدم وحتى آخر رجل تقوم عليه الساعة- مثل بل إصبعه بلسانه، وهو يقلب أوراقًًا يقرأ منها، أو تعديل بنطلونه أمام ضيفة أجنبية! قد نقبل هذا من الناقدين، وإن كان خارجًا عن نطاق الأدب والذوق العام وعدم اللياقة في النظرة إلى رئيس الدولة الذي يمثلها هيبتها ومكانتها محليًا وعالميًا.. وقد نقبل أيضًا بعض من ينتقد الرئيس في الصحف أو الفضائيات في أسلوبه لإدارة الأزمات أو غلاء الأسعار المفاجئة أو القرارات المثيرة والمزعجة أو التراجع في إصدار قرارات ساخنة، أو أحيانًا في العند فيما يراه هو صوابًا ويراه الناس خطأً أو العكس.. لكن ليس من المستساغ ولا من المقبول أبدًا أن تخرج جريدة مثل "صوت الأمة" تصف الرئيس ب"القاتل !!" وتصور في صدر صفحتها الأولى الرئيس يمسك بمسدسين بيديه اليمنى واليسرى والدماء تنزف في إشعار إلى أنه "سفاك دماء" ومع الصورة آية من سورة قرآنية تقول: "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا" لا أرضى من الصحفي عبد الحليم قنديل وهو معارض قديم أن يفعل ذلك وأن يرضى لنفسه أن يبقى على معارضته للرئيس والرئاسة والحكم والحكومة في تلك الصورة السيئة، وهو يعلم أنه يتنفس الحرية الحقة لا الحرية المزعومة، أيام مبارك حين اختطفه رجال الأمن في سيارة ثم ألقوا به في الصحراء عاريًا كما ولدته أمه، ورجع إلى بيته على هذه الهيئة.. فشتان بين عصر وعصر ومصر ومصر ورئيس ورئيس. عيب على صحافة مصر ألا يكون لها الآن قضية إلا سب الرئيس والنيل من الرئيس ومحاولة قتل الرئيس حيًا بكل الوسائل الشريفة واللئيمة والدنسة والنجسة من أجل الانتصار لمبادئهم الجوفاء.. عيب على صحافة مصر أن تصب مزيدًا من البنزين على النار المشتعلة في مصر حرام عليكم لم تفعلوا ذلك مع من سبقه ولا أظنكم ستفعلون ذلك مع من يلحقه لو انتهت مدته ولم يجدد الشعب له، هل هذا مفهوم الحرية عندكم؟ وعيب على طائفة من أبناء الوطن لم يغفلهم مرسي في خطابه الأول ومنذ توليه الرئاسة واستقبل مهنئيهم واختار منهم مستشارين في الرئاسة وأعني بهم الإخوة الأقباط، ثم يخرج منهم من يتهمه بأرذل القول وقبيحه ويطالب البعض منهم أيضًا (أقباط من أجل مصر) يطالبون بعزل مرسي عن الرئاسة وتكوين مجلس رئاسة مدني يرأسه حمدين صباحي. ويطالب البابا تواضروس في تصريح ليس له علاقة بالروحانية المسيحية لا من قريب ولا من بعيد، ولا من إخلاص الكلمة وصدقها التي وعظنا بها من أيام عندما يطالب بمقاطعة منتجات بعض فصائل الوطن( الإخوان) قائلًا حتى تكون مقاطعة اقتصادية لهم، وهو يعلم أنهم كانوا مع الأقباط قلبًا وقالبًا في كل موقف ومشهد، وتشهد الكنائس التي حضروا اجتماعها مؤكدين وحدة الوطن وألفته بذلك. لقد تكالبت كل الأحزاب – إلا قليلًا – على الرئيس تنهشه وتشوه صورته وتتهمه بما لم تتجرأ أن تقوله سرًا عن رئيس سابق، وصدق بسطاء الشعب الأكذوبة والتلفيق ضد رئيس الدولة حتى بات البسطاء أكثر حنقًا على الرئيس من مدى الوطنية والثورية. حتى إن بعضهم من مدعي الوطنية -وهم "فلوليون" حتى النخاع- قال نرفض دعوة مرسي للحوار. ومثل هذا وجب أن يرد عليه الضمير الحي لكل شريف بسخرية لاذعة وصادقة في الوقت نفسه: "الرئيس قال ندعو الشرفاء للحوار حد جاب سيرتك أنت"؟! ******************************** ◄◄ آخر كبسولة: ◄ منى الشاذلى تسأل فهمي هويدي: ألا تخاف من مولد ديكاتتور أو فرعون جديد؟ رد قائلا: يا شيخة حرام عليكى الديكتاتوريين والفراعنة يزعلوا مننا كده هو في ديكتاتور يسيب حد يشتمه طول النهار والليل وينعته بما ليس فيه ويسمح للناس تتظاهر ضده؟ دى أكذوبة صنعها الإعلام وصدقها من رضي بها هواه". = آه من هذا الإعلام يا عم هويدي، الذي ساهم في تضييع البلد وشله، إنه يكذب الكذبة فتسرى فى الآفاق ويتناقلها الناس فى مشارق الأرض ومغاربها فى لحظة واحدة، وللأسف يصدقها الإعلاميون أنفسهم الذين صنعوها، وينتصرون لها، ويعتبرونها "أم القضايا"، وهم يعلمون أنها" كذب صراح" وباطل زاهق. دمتم بحب [email protected]