جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوى من صديقى!.. مقولة دقيقة وكأن مصر بعلو صوتها ترددها فى اللحظة الراهنة التى تكالبت عليها قوى الشر من كل اتجاه، وكشفت الوجوه الحقيقية، للنخب ولغير النخب، وكل الذين كانوا يناصرون الثورة والرئيس المنتخب "تقية"، وحين أتت الفرصة لنهش مصر لم يترددوا فى الكشف عن وجهوهم الذئبية وقلوبهم القاسية التى قررت ألا تلين إلا بسقوط مصر! وفى سبيل هذا يجتهد كل من هؤلاء النخب، وغير النخب فى الكذب والتزييف، وبعض هؤلاء لا يتورع أبدًا أن يبدأ يومه بالكذب االصريح، ويختمه بالتأكيد على كل كذبه، شاهرًا لسانه السليط لكل من خالفه، وكال له الاتهامات بدءًا من أنه خروف السمع والطاعة، وانتهاء بالعمالة والخيانة! والمؤكد الآن أنها ثورة مضادة، تتوزع فيها الأدوار على إعلاميين وسياسيين ومثقفين وعناصر أمن وبلطجية، كلهم يتحركون فى وقت واحد ويصدون فى وقت واحد عبر وسائل الإنترنت بتلفيق الفيديوهات وترديد الكذب البواح ضد الرئيس المنتخب. وأتساءل عن دور الداخلية فى كل ما يحدث، الداخلية التى تم ضبط عناصر منها يحقرون مقرات الإخوان والحرية والعدالة، الداخلية التى يهاجر بعض منسوبها حاليًا بالإصرار على القتل والتدمير، والعودة واستعادة مصر كما كانوا أيام السجين حبيب العادلى! رئيس الجمهور محاصر بالعديد من المشكلات والعقبات التى تتوالد وتتكاثر بشكل مريب، ويرتبها الأشرار مشكلة تلو الأخرى ليشلوا البلاد بالكامل، ظنًا منهم أنهم قادرون على إسقاط رئيس متخب، وتكميم أفواه النخبة الحقيقية التى لديها كامل الاستعداد أن تضحى بكل ما تملك لإنقاذ مصر وإنقاذ الشرعية، حتى ولو تخاذت الداخلية، وخانت أمانتها، وحتى لو تخلت كل الأجهزة من حول الرئيس ووقفت على الحياد، بما يتيح للمخربين الجرأة والتقدم بلا خوف من رادع! إننا نوقن أن الذين لا يحبون مصر يخوضون معركتهم الأخيرة، ومهما صرفوا من أموال ومهما جيشوا من بلطجية، ومنتفعين، فلن يفلحوا فى إسقاط إرادة الشعب الذى لن يدعهم يخربون البلاد ويقفون حال العباد أكثر من هذا! الذين يريدون العودة للنظام السابق، ويشاركون فى ثورة مضادة واهمون بلا شك؛ لاسيما أنهم يسيرون فى نفس طريق الثورة الأولى بدءًا من حرق مقرات الإخوان التى اعتبروها معادلًا موضوعيًّا لمقرات الحزب الوطنى، مرورًا بالإعلان عن ال18 يوم، وكأنه استنساخ لخطوات الثورة المباركة التى عشناها فى ميدان التحرير الطاهر.. والتى لم يكن مخططًا لها أصلًا، ظنًا منهم أنهم سيصلون فى نهاية إلى إعلان الرئيس محمد مرسى تخليه عن حكم مصر! إنها أحلام موتورة وجنايات عظيمة يرتكبها هؤلاء الذين يصدِّرون وجوههم الخشبية المقيتة الكالحة الخالية من الحياء فى مواجهة ثورة مجيدة ودماء زكية سالت من أجل الحرية ويخطئون فى حق مصر وحق أنفسهم وحق الأجيال القادمة التى لن ترحمهم ولن تترحم عليهم يكونوا تحت التراب، وسيلعنونهم كلما تذكروا أنهم حاولوا إيقاف مصر العظيمة عن الذى بدأته، ولن يوفقها أحد عن بلوغ المجد وسيادة العالم مهما كانت العقبات، فإذا كان هناك من يمكر بمصر فإن الله يمكر بهم جميعًا(ويمكرون ويمكر الله والله خير المكارين).