شكك المشاركون في المؤتمر الشعبي الحاشد الذي عقد بالجامع الأزهر عقب صلاه الجمعة ، في نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة وأعلنوا مقاطعتها وطالبوا بضرورة تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شئون البلاد حتى يتم اختيار رئيس عن طريق الاختيار الشعبي الحقيقي. وأكد المشاركون في المؤتمر الذي دعا إليه الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس أثناء حرب أكتوبر 1973 ، وشاركت فيه العديد من القوى السياسية والحركات المطالبة بالديمقراطية وممثلو الأحزاب والنقابات المهنية ، على رفضهم لسياسة الحزب الحاكم والالتفاف حول الإصلاحات السياسية والدستورية في البلاد. وقالوا إن الحزب الحاكم تسبب في أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية طاحنة على مدار ربع قرن من الزمان وان تلك السياسة خلفت العديد من الآثار على المستويين الإقليمي والدولي على حد سواء. واتهم المشاركون الحزب الحاكم بالالتفاف حول الدستور والأحكام القضائية والترويج بان مصر دولة علمانية لإبعاد الإسلاميين عن الحكم وذلك بالمخالفة لدستور البلاد الذي ينص في مادته الثانية على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع. وأعلن المشاركون في المؤتمر عن تضامنهم الكامل مع القضاة وأساتذه الجامعات وكافة القوى الوطنية في مطالباتها بالإصلاح السياسي. وأكد الدكتور نصر فريد واصل مفتى الديار المصرية السابق ، في كلمة ألقاها بالمؤتمر ، أن الدين الإسلامي ضد كل محاولات ترويع الآمنين وهى أعمال نهى عنها الإسلام مؤكدا انه لا سبيل لإصلاح حال الأمة إلا بوحدة الصف والتمسك بكلمة سواء. ودعا الدكتور واصل إلى ضرورة فتح حوار بين الحاكم والمحكوم من خلال الديمقراطية وليس القوانين المقيدة للحريات مشددا على انه لا يمكن العمل على استتباب الأمن للحاكم أو المحكوم إلا بوحدة الأمة ووقوفها صفا واحدا ضد كل محاولات زعزعة أمنها واستقرارها. واعتبر الدكتور إبراهيم الخولى الأستاذ بجامعة الأزهر أن مصر الآن أصبحت في مفترق طرق وانه آن الأوان لإعادة ترتيب الأوضاع بما يحقق الحرية والديمقراطية . واتهم الحزب الحاكم بالقضاء على هوية الأمة وشرعية الحكم فيها الأمر الذي أدى إلى فقدان كثير من مؤسسات الدولة لدورها الحيوي وفى مقدمتها الأزهر الذي تم إفراغه من مضمونه ودوره وذلك على حد تعبير الدكتور الخولى. من جانبه ، أكد الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس أثناء حرب أكتوبر أن الأوضاع التي وصلت إليها مصر في حاجة إلى عمل شعبي لإنقاذها خاصة بعد أن ظل نظام الحكم فيها لأكثر من ربع قرن انتشر خلالها الفساد في كل ربوع البلاد. وأشار سلامة إلى أن سياسة الحزب الحاكم على مدار تلك الفترة عملت على إخراج مصر عن دورها الاساسى بعد أن كانت قوية بإسلامها وأخضعها للتدخلات الخارجية خاصة من جانب أمريكا وإسرائيل التى وصفها الشيخ سلامة بأنها أيد ملطخة بدماء المسلمين. واعتبر سلامة أن ما حدث في مصر مؤخرا من أحداث سياسية يدخل في إطار تزوير إرادة الأمة وذلك بشهادة قضاه مصر الذين أكدوا بطلان الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة. وانتقد الشيخ حافظ ترشيح مبارك لفترة ولاية خامسة وقال إن الترشيح لهذه الفترة وخاصة في ظل النظام الجديد يفرض على الرئيس مبارك النزول للشعب والتواجد فيما بينهم كي يحاسبوه على ما قدمه خلال فترة حكمة التي امتدت لربع قرن لم يقدم خلالها أي حلول عملية للمشاكل التي يعانى منها الشعب. ودعا إلى تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شئون البلاد حتى يتم اختيار رئيس للدولة عن طريق انتخاب حر معبر عن إرادة الشعب بدلا من وصول رئيس بطرق غير دستورية. من جانبه ، قال نائب رئيس حزب العمل محفوظ عزام أن مصر بلد إسلامي والشريعة الإسلامية هي مصدر سلطاته حسبما جاء بالمادة الثانية من الدستور ومع ذلك فهناك من الحكومة بل القيادة السياسية من يروج لأنها دولة علمانية وذلك لإبعاد الإسلاميين عن الحكم. واتهم الحكومة بعدم احترام القانون والدستور وتعطيل أحكام القضاء وذلك في إشارة إلى الأحكام الصادرة لحق حزب العمل ولم تنفذها الحكومة عمدا. كما طالب بضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين وكفالة الحريات وإلغاء القوانين الاستثنائية. وفي كلمته ، أكد أيمن نور رئيس حزب الغد أنه لا يتكلم بصفته رئيسا لحزبه ولا مرشحا للرئاسة ولكن يتحدث كمواطن مصري مسلم وأضاف أنه أتى لهذا المؤتمر ليقول نعم لوحدة الأمة ولوحدة الصف ونعم لحق الأمة في أن تختار الإسلام طريقا شرعيا لها. وفي ختام المؤتمر ، قرأ الدكتور كمال حبيب القيادي الإسلامي البيان الصادر عن المؤتمر ، والذي شدد على إدانة إرهاب أمريكا وإسرائيل على أرض العروبة والإسلام وإدانة المؤتمر ممارسات حكام العرب والمسلمين القمعية ضد شعوبهم وأدان أيضا التدخل الأمني في شئون البلاد. وأكد البيان على حق المواطن في التعبير عن رأيه وفي اختيار حاكمه كما طالب بالإفراج عن سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين وإلغاء قانون الطوارئ.