نعانى جميعا من غياب كبير للشفافية و للأسف غياب الشفافية هو البيئة الخصبة لإنتشار الشائعات وفتح الباب للقيل والقال. فأحيانا كثيرة لا ندري ما هي الشائعة وما هي الحقيقة. واعتقد ان لابد من نشر الحقيقة بكل وضوح وشفافية عن طريق المتحدثين الرسمين لكل المؤسسات الموجودة في مصر لكي لا يعطوا الفرصة لأي شخص كائن من كان باختلاق شائعات قد تؤدي الي عواقب وخيمة. يحضرني الان ثلاث مشاهد أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية ولم يكن هناك وضوح كامل من مؤسسة الرئاسة في التعامل مع هذه المشاهد. المشهد الأول مشهد تكريم الرئيس لوزير الدفاع السابق ورئيس المجلس العسكري، المشير حسين طنطاوي ومنحه قلادة النيل. وأيضا تكريم رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان، ومنحه وسام الجمهورية.. أثار هذا التكريم وقتها جدلا كبيرا في الأوساط السياسية وخاصة شباب الثورة حيث وصفوا ذلك بالخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكري، وطالبوا بمحاكمتهم على تورطهم بأحداث عنف ضد الثوار بشارع محمد محمود وأحياء العباسية والقصر العيني، على حد تعبيرهم. ووقتها صرح بعض مستشاري الرئيس أن محاكمة طنطاوي أو أي مسئول هي مهمة القانون وليس مهمة الرئيس. اقتنع البعض بذلك وحمدنا الله جميعا أنه تم تنحية المجلس العسكري بدون اراقة دماء أيا كانت تفاصيل الموضوع. ولكن ما يثير الدهشة هو نشر بعض الصحف والمواقع الاخبارية أخباراً تفيد بأنه كانت توجد هناك مؤامرة علي الرئيس وتم الكشف عن دخول بعض الأموال لحساب المشير طنطاوي من الخارج وأن الرئيس واجهه بذلك وبناءاً عليه تمت عملية الاقالة. وما أعنيه في هذه المقالة هو غياب الشفافية فان كان هذا السيناريو صحيح فكيف يقوم الرئيس بتكريمه بدل من محاكمته بتهمة الخيانة العظمي. وان كان غير صحيح فلماذا يتم الترويج لهذه الأكاذيب من قبل بعض الصحف والمواقع الاخبارية الداعمة للرئيس المشهد الثاني هو الاعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مؤخرا وقال في عدة خطابات أنه اصدره بناءا علي معلومات استخباراتية تفيد بقيام بعض رجال السياسة بالتنسيق مع بعض رجال القضاء للتآمر عليه وقلب نظام الحكم. تم نشر هذا الكلام في عدة صحف وأدلي العديد من رجال السياسة بالعديد من التصريحات التي تؤكد وجود مؤامرة فقد أدلي الدكتور محمد البلتاجي بتصريح الي المصري اليوم قال فيه أن المؤامرة واضحة وأطرافها معروفون. والسؤال الان اذا كانت هناك مؤامرة فلماذا لا يتم الكشف عن أطرافها والمخططين لها؟ ولماذا لم يتم تقديمهم للمحاكمة ؟ أليست هذه محاولة لقلب نظام الحكم ؟ ثم أنكم قلتم أن هناك تسجيلات صوتية تثبت بما لا يدع مجالا للشك تورط هؤلاء. فاذا لم يتم الكشف عن تفاصيل المؤامرة فلا يوجد الا معني واحد ألا وهو عدم وجود مؤامرة وانما هي سيناريوهات مختلقة لتمرير الاعلان الدستوري بصورته الحالية ومحاولة نيل تعاطف الشعب. المشهد الثالث والأخير هو ذهاب بعض الشباب المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين وبعض التيارات الأخري عند قصر الاتحادية مما أعطي الفرصة لحدوث مناوشات أدت الي مقتل 5 أشخاص واصابة ما يزيد عن مائتي شخص في مشهد بكي له الكثير من المصرين. وصف الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق المظاهرات بجوار قصر الاتحادية أنهه "مؤامرة تحاك ضد الوطن" من الحاقدين، والمرشحين الخاسرين في انتخابات الرئاسة، وبعض أذناب النظام السابق، ورموز الإعلام الفاسد. ودعي الرئيس للخروج إلى المواطنين وكشف هذه المخططات وأن تكون هناك مواجهة حازمة لمن وصفهم "بأعداء الوطن". والسؤال الان هل يخرج الرئيس ويعلن علي الملأ ملابسات هذه المؤامرة ويصارح الشعب بكل ما كان يجري وراء الكواليس منذ توليه الرئاسة. ان استمرار الحديث عن مؤامرات تحاك ضد الرئيس بدون تقديم متهمين ولا أدلة ادانة لهم سيجعل الناس تفقد المصداقية في كل ما يتم اعلانه من الرئيس ومؤسسة الرئاسة خاصة وأنه بدي جليا أن بعض المنتسبين لمؤسسة الرئاسة ايضا لا يعلمون اي تفاصيل عن تلك المؤامرات. أسأل الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء وأن يؤلف بين قلوب المصريين وأن يجمع كلمتهم ويوحد صفوفهم. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]