الأحمر والأبيض والأسود ".. هذه هي ألوان علمنا المصري التي لا نخطئ فى تمييزها، ولكن الزائرين لمنطقة محيط قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة حيث يعتصم معارضون يفاجئون هذه الأيام بأشخاص يرفعون علما ذا ألوان بيضاء وخضراء وزرقاء يقولون إنه "علم إقليم الصعيد" جنوب مصر. ربيع الوكيل، أحد هؤلاء المعتصمين، كان يضع هذا العلم في مقدمة سيارته، وقال لمراسل وكالة الأناضول للأنباء "أنا أمثل مجموعة سياسية في إقليم الصعيد تنادي بحكم فيدرالي لهذا الإقليم في إطار الحكومة المركزية بالقاهرة". ويرى الوكيل أن التحول لفيدرالية يمكن أن يساعد على تحسين مستوى الخدمات بالإقليم، مضيفا "نحن في هذا الإقليم لنا إرث تاريخي مع المعاناة في الحصول على الخدمات التي تقدمها الدولة، ولا تزال مستمرة حتى الآن.. وقد يكون في التحول لفيدرالية فرصة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطن وتجنب تهميشنا". ويثق الوكيل بأن لديهم قدرة على تحقيق هذا المطلب، نافيا اللجوء للعنف من أجل ذلك، وقال بابتسامة واثقة: " كما كانت ثورة يناير سلمية.. فإن مطلبنا سنحققه بدعوات سلمية أيضا ". وسبق هذه الدعوة أعلاما سماوية اللون رفعها مصريون أمام قصر "الاتحادية" قالوا إنها ترمز لمدينة "المحلة المستقلة"، الواقعة شمال القاهرة قبل دلتا النيل. وفي مؤتمر جماهيري مساء أمس بمدينة المحلة، أعلن مجموعة ناشطون في مؤتمر جماهيري استقلالها ليس عن مصر ولكن عما أسموه ب "حكم الإخوان المسلمين"، وشارك في المؤتمر الناشط السياسي المعارض جورج اسحاق، الذي قال "أتشرف أن تكون جنسيتي محلاوية". من جانبه لا يرى حسن أبو طالب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن هذه الدعوات تعبر عن رغبة أكيدة في الانفصال، "لكنها من ناحية تشكل انعكاسا لحالة من الفوضى التي تضرب الشارع السياسي المصري، كما أنها في الوقت ذاته رسالة احتجاج يعبر بها الناشطون عن رفضهم للواقع الذي تعيشه مصر الآن. ويشهد محيط قصر الرئاسة احتجاجات منذ إصدار الرئيس المصري محمد مرسي إعلانا دستوريا حصن فيه قراراته مؤقتاً الشهر الماضي، ولا تزال مستمرة حتى الآن رغم إلغاء الإعلان لكنها تركزت على رفض الاستفتاء على الدستور الجديد السبت المقبل بدعوى أنه لا يعبر عن توافق شعبي.