في قراءة مستفيضة للأحداث الجارية في مصر وتحركات الرئيس مرسي والمعارضين له، وبرغم أن المخطط الداخلي من بقايا الفلول ورجال أعمال المخلوع وأتباعهم من الليبراليين والعلمانيين وبعض قضاة مصر خاصة قضاة المحكمة الدستورية والذين قالت عنهم القناة الأولى ARD للتليفزيون الألماني إن الرئيس المصري له الحق في أن يتعامل مع قضاة المحكمة الدستورية بكل الريبة والشك، حيث بادروا بأسلوب قضائي غير نظيف في حل مجلس الشعب المنتخب وهم الذين لاذوا بالصمت حينما شرع المجلس العسكري في تقليص سلطات الرئيس القادم لمصر لما أحس المجلس العسكري قبل إعلان النتيجة بليلة أن محمد مرسي هو من سيكون رئيسًا للبلاد. وتابع التليفزيون الألماني قوله إنه وبعد الإجراءات الاحترازية التي أخذها الرئيس المصري ذات الطابع المؤقت التي اتخذها للحفاظ على مؤسسات الدولة "تأسيسية الدستور ومجلس الشورى" من هوى القضاة غير المسئولين عن الدولة وكيانها وما ينتج عن ذلك من فراغ في مصر وبالتالي الفوضى والانهيار الاقتصادي لإفشال مرسي. فعلى الطرف الآخر أن يراجع نفسه. أعتقد أن من كان يستهتر بمحمد مرسي ويقلل من نضجه السياسي كقائد واعٍ للبلاد عليه أن يعود إلى صوابه فيما يدعيه بمعركة المصير والدفاع عن الثورة والدولة المصرية من الوجود الإسلامي ووجوب التصدي للتصدر الإخواني على كل مقدرات البلاد. وبرغم أن هذه المخططات الداخلية كانت وما زالت شرسة لمحاولة للانقلاب على الثورة وقد أثرت بعض الشيء على الشارع المصري وذلك من خلال مجموعة من إعلامي فضائيات الفلول وما يُضخ لهم من أموال ضخمة يسيل لها اللعاب ما جعلهم يستميتون في حرب ضارية لا هوادة فيها سموها "معركة الأنفاس الأخيرة والضغط على الأصبع" في محاولة لعرقلة طريق الثورة وإيقاف ارتفاع أسهم الرئيس مرسي يومًا بعد يوم معولين على تغير عقول المصريين، إلا أن المصري البسيط العامي الجاهل..عذرا أقول كما يقول عنه إعلام الفلول الجاهل ويردد أن هذا الشعب لا يهمه ما يحدث في الساحة فَهمُه لقمة العيش والخبز والبوتاجاز وينتظر من سيرفع فمه عن أصبعه أولاً ليكسب المباراة "مباراة مصر واللهو الخفي" ويركن أخيرًا للكاسب. فكان المصري الذكي على عكس ما توقعوا ذلك فهذا المصري البسيط كان وما زال على دراية بما يحاك له ويدبر لمصر من مخطط لإفشال مصر وشعبها والدليل على الشعب الطيب المسكين خروجه لاستفتاء الدستور أولاً وقوله نعم، ثم خروجه لانتخابات مجلسي الشعب والشورى، ثم خروجه لانتخابات الرئاسة، ثم خروجه في مليونات كثيرة وكبيرة ضد الفلول، وكان أصدق تعبير مليونية الشريعة والشرعية يوم السبت 1-12-2012 بعد تسليم الدستور للرئيس مرسي من قبل التأسيسية فكانت بحق مليونية الشرعية لإيقاف المحاولات والمخططات الداخلية التي تحاك للثورة ومحاولة عودة الفلول، وعرقلة بناء المؤسسات المصرية، إلا أن هذه المخططات الداخلية كانت تتحرك بخيوط خارجية لتصل إلى المخطط الكبير والتي كانت خطواته هي. 1- مخطط خلفان ودحلان وشفيق الغلبان لم ولن يهدأ أعداء الثورات العربية في التصدي للربيع العربي ووقف مده، ففي تصريح للصحفي إبراهيم الدراوي المتخصص في الشأن الفلسطيني كشف اللثام عن أن ما يحدث في ميدان التحرير نوع من أنواع إثارة الفوضى في مصر، كاشفًا عن عقد لقاء ثلاثي بدبي جمع بين ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي وأحمد شفيق رئيس وزراء مبارك المخلوع ومحمد دحلان القيادي بحركة فتح؛ لدعم متظاهري التحرير ضد قرارات الدكتور محمد مرسي. وقال الدراوي - خلال لقائه في برنامج "ستديو الحدث" مع الإعلامي طاهر أبو زيد على قناة "الحدث" الفضائية إن خلفان أعطى توجيهاته لكل القنوات الفضائية بدبي كالعربية والتي لها مكاتب بالقاهرة بتركيز الصورة على ميدان التحرير والتصعيد ضد الإعلان الدستوري، وأن شفيق جلس مع مديري قنوات دبي الفضائية وقال "القنوات المصرية تحت أمركم في كل ما تريدونه". وأضاف أن سامح عاشور نقيب الصحفيين وحمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق جلسا مع مديري القنوات الفضائية في مصر لبحث كيفية العمل الإعلامي في المرحلة المقبلة. وأكد إبراهيم الدراوي أن مَن في الميدان الآن هم أبناء مبارك وجماعة "إحنا آسفين يا ريس" والفلول، وحملات شفيق وعمرو موسى وأنصار عكاشة، وانضم إليهم مؤخرًا حملتا حمدين صباحي والبرادعي، متسائلاً: كيف يكون فرقاء الأمس شقائق اليوم؟ وقال: إن من في التحرير الآن ليسوا ثوارًا، مشيرًا إلى أن هناك العديد من حالات التحرش الجنسي في الميدان، واعتداء على فنانات، مؤكدًا أننا نعاني الآن ديكتاتورية الأقلية بميدان التحرير، ولو أن شهداء 25 يناير كانوا يعرفون أن هؤلاء سيقفون على أرض ميدان التحرير، لما فجروا الثورة. وعفوا تركناك أرض التحرير.وسنعود 2- مخطط عمرو موسى وليفني كشف موقع "وإلا" الإسرائيلي عن لقاء سري جمع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة "تسيبي ليفني" مع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسي، طالبت خلاله "ليفني" المرشح الرئاسي الخاسر عمرو موسى بإرباك الرئيس المصري محمد مرسي بالمشاكل الداخلية. وفي تصريح للكاتب الصحفي عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي حيث فجر مفاجأة من العيار الثقيل مؤكدًا أن اللقاء تم يوم الأحد، 4 نوفمبر الجاري أي قبل العدوان الإسرائيلي على غزة بأسبوعين، وتنفيذًا للتعليمات الإسرائيلية عاد "موسى" من زيارته ليقود الانسحابات من الجمعية التأسيسية للدستور بدون أسباب مقنعة للرأي العام. وأضاف عبد الباري عطوان: "هذه التقارير تتفق مع ما قاله "بنحاس عنباري" الخبير الإسرائيلي في شئون الشرق الأوسط في مقابلة مع شبكة "روسيا اليوم " من أن الرئيس المصري محمد مرسى أفشل العملية الإسرائيلية في غزة قبل أن تبدأ وكنا نعول على قوى داخلية في مصر بإشغاله بالشأن الداخلي السياسي والاقتصادي أثناء حرب غزة. أو ما كان أجدر بالأمين وللأسف الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية أن يكون له دور في وقف العدوان على العراق وعلى غزة سابقًا ولاحقا بدلاً من أن يستعمل كأداة للتغطية علي ضرب غزة وإرباك المشهد وعلى الحالة المصرية هى ما عليه الآن وذلك لشل حركة الرئيس مرسي وشغله بقضية مصطنعة لتمزيق الشارع المصري وصولاً إلى المخطط الكبير. 3-المخطط الخارجي الكبير وصلنا إلى محطة النهاية والمخطط الكبير فها هو البرادعي رئيس حزب الدستور يرتع هنا وهناك يروح ويأتي ومعه سيناريوهات معدة فهو حامل المخطط الخطير في المنطقة "الفوضى الخلاَّقة" ها هو يناشد الجيش للانقلاب على الشرعية ودعا من أسماهم شرفاء القوات المسلحة والشرطة والقضاء والإعلام للعمل على حماية الثورة والدولة من مخطط اختطاف مصر من قبل جماعة غير شرعية عابرة لحدود الوطن وتضع مصالحها فوق مصلحة الأمة المصرية. وهذه هى المرة الأولى التي يحرض فيها حزب سياسي أو قوة وطنية إن كانت وطنية!! أن تدعو القوات المسلحة للانقلاب على شرعية رئيس الجمهورية المنتخب لكن الحمد لله لم يجد له قبول في الشارع الكاره له، ولن يجد إن شاء الله. إن هذا وأمثاله كانوا ومازالوا يعولون على تدخل الجيش.وقيادة الجيش تؤكد على أنه لن يخرج على شرعية الرئيس المنتخب وستقف بالمرصاد لمن يخرج عليه وهذا مكسب في حد ذاته يحسب للجيش وفضيحة لمعسكر العلمانيين، وهكذا هو الجيش المصري كما كان موقفه في 25 يناير2011 سيظل على عهده أنه لن يمس شعبه بسوء وإنما جُعلت قوته وبطشه للعدو الحقيقي فالجيش المصري هو مكسب لمصر كلها بمواقفه الرائعة الثاقبة والواعي لما يحاك لمصر من الخارج. وأقول لمن يريد للجيش التدخل "العب غيرها" المخطط معروف سلفًَا فلن يخوض الجيش المصري معركة ضد شعبه لأن الجيش المصري يعرف عدوه جيدًا، وهو"الكيان الصهيوني" وإن كنتم أفلحتم في القضاء على الجيش العراقي وتفكيكه وتفكيك العراق منذ بداية عام 1990وحتى 2003 وها انتم تلعبون في سوريا ولا تريدون التدخل لإيقاف النزيف السوري حتى يتم القضاء على البقية الباقية من الجيش السوري والذي رضخ لأوامر جزار سوريا الذي صنعه واستخدمه في قتل شعبه ووقع في شراك المخطط حفاظًا على الكرسي فها هو ينهار أما الجيش الحر ولكن في النهاية تم تدمير البنية التحتية للجيش السوري للأسف، وصولاً إلى مصر .وهكذا يعيد التاريخ نفسه فما حدث للجيوش الإسلامية من انهيار عند غزو التتار والصليبيين لبغداد ودمشق حتى وصلوا إلى مصر. فكانت مصر مقبرة الغزاة وأقرءوا التاريخ إن شئتم، أقول لكم لن تخيل وتمر هذه اللعبة على مصر ولن يستطع أي لعوب بالداخل أو الخارج أن يمس أمن مصر وشعبها وجيشها أو ينشر الفتنه لأن جيش مصر متماسك وعلى دراية بالمخطط الكبير للمنطقة وهو "الفوضى الخلاقة" للقضاء على الجيوش الثلاثة في المنطقة لتفرغ الساحة لأبنتهم الدلوعة اللعوب إسرائيل وتفرغ المنطقة من أي مصدر قلق يزعجها أو جيش يهددها" والذي لم ولن ينجح في مصر.لآن مصر آمنة والحمد لله أن كانت في مصر إبان الثورة مؤسستين متماسكتين مؤسسيه شمولية منظمة وسياسية ممثلة في الإخوان المسلمين ومؤسسة عسكرية متماسكة ممثلة في جيش مصر والذي سيظل الحصن الحصين للمنطقة بأسرها عبر التاريخ حفظ الله مصر. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]