بالأرقام .. خسائر موقعة محمد محمود الثانية دماء نزفت، ودموع سالت، ورعب ساد المنطقة وضجيج بلا طحن خراب وتكسير، كر وفر بين رجال الأمن المكلفين بحماية المنشآت العامة بمحيط شارع محمد محمود وبعض المحتجين والمتظاهرين، الذين اندس بينهم بعض مثيرى الشغب والبلطجية منذ التاسع عشر فى الشهر الماضى بمناسبة مرور عام على أحداث محمد محمود الأولى، التى سقط فيها عشرات الشهداء من رجال الأمن والمتظاهرين. بدأت الأحداث ببيان أصدرته وزارة الداخلية مساء يوم 18 نوفمبر الماضى حذرت فيه من محاولات البعض تحويل فعاليات إحياء الذكرى سلميا إلى العنف والاعتداء حيث جاء نص البيان :" صرح مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية بأنه قد تلاحظ خلال الآونة الأخيرة وجود العديد من الدعوات على شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك" للتجمع يوم 19 الجارى وبعضها يحرض للتعدى على المنشآت الشرطية بمناسبة مرور عام على أحداث شارع محمد محمود والتى لازالت وقائعها منظورة أمام القضاء.. ورغم سابقة تأكيد وزارة الداخلية فى أكثر من مناسبة أنها تؤمن إيماناً راسخاً بحرية التعبير عن الرأى بصورة سلمية فى إطار من الشرعية والقانون ودون الاعتداء على حرية الآخرين ومصالحهم أو تهديد المنشآت أو المرافق العامة . أكد المصدر أن جهوداً أمنية مضنية قد بُذلت خلال الفترة الماضية قدم خلالها رجال الشرطة العديد من الشهداء والمصابين لإعادة الأمن والاستقرار إيماناً منهم بحق مواطنيهم ووطنهم عليهم فى تحقيق أمنهم. وحرصاً من الوزارة على سلامة وتأمين المنشآت الشرطية والمهمة فقد تم اتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة لتحديد المحرضين ومنع الاعتداء أو اقتحام المنشآت ومواجهة ذلك بكل حسم وقوة وفقاً لأحكام القانون وتحمل الأجهزة الأمنية الداعين لتلك التظاهرات التى تتسم بعدم السلمية مسئولية ما قد يحدث من تداعيات تحركاتهم وتهيب وزارة الداخلية بأبناء الوطن الشرفاء عدم الانسياق وراء تلك الدعوات المغرضة حفاظاً على أمن واستقرار البلاد خلال تلك المرحلة والتى تستلزم تضافر جهود جميع أبناء الوطن ". وطبقا لإحصائية أعدتها "المصريون" فقد قامت الداخلية بإنشاء 41 نقطة تفتيش بالطرق المؤدية لميدان التحرير أسفرت عن ضبط 938 دراجة بخارية بدون لوحات معدنية و17 قطعة سلاح نارى و 38 شخصا مطلوبين فى قضايا مخدرات ومحكوم عليهم ومشتبه فيهم. وقد بلغ إجمالى ما تم ضبطهم من مثيرى الشغب 648 شخصا بينهم 61 "مسجل خطر" وبلغ إجمالى عدد المصابين من رجال الشرطة بالقاهرة 295 مصابا من بينهم 54 ضابطا بخرطوش و24 مجند شرطة و3 أفراد وإتلاف عدد 23 سيارة شرطة . قررت نيابة وسط القاهر برئاسة المستشار محمد العشماوى وتحت إشراف المستشار عمرو فوزى المحامى العام لنيابات وسط حبس 135 شخصا وإخلاء سبيل 310 آخرين وتسليم 98 حدثا لذويهم، ووجهت النيابة للمتهمين تهم التعدى على أفراد الشرطة وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وإثارة الشغب والتخريب . كما تم إتلاف وإحراق محتوى مدرستى الليسيه وقصر الدوبارة بميدان سيمون بوليفار والعديد من محلات ومنشآت المنطقة . كما أصيب عشرات المحتجين فى تلك الأحداث ولقى الشاب جابر صلاح الشهير ب جيكا من حركة 6 إبريل مصرعه وتبين من تقرير الطب الشرعى المبدئى أن المجنى عليه قتل إثر إصابته برصاص بلى من فرد خرطوش وأكدت الداخلية عدم امتلاكها لنوعية هذه الطلقات. يذكر أن شوارع محمد محمود والفلكى ويوسف الجندى شهدت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة أطلقت خلالها قوات الأمن المركزى قنابل الغاز المسيل للدموع وألقى المتظاهرون الطوب والأحجار وزجاجات "المولوتوف" على قوات الأمن المتواجدة أمام وزارة الداخلية عقب الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود.