أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن العالم العربي يلفه الاضطراب وعدم الاستقرار والعنف والخسائر الاقتصادية المتراكمة، واقتصاد العالم يعاني من تباطؤ زاحف وركود حاد في عدد غير قليل من الدول الاوروبية وهناك مخاوف مستمرة من عدم استقرار الانظمة المصرفية والمالية والتكتلات الاقتصادية. وأعرب ميقاتي في كلمة له أمام مؤتمر ملتقى لبنان الاقتصادي الثاني عن أسفه للخلافات السياسية الداخلية اللبنانية التي كانت لها آثار سلبية بالغة على الوضع الاقتصادي. وقال لو تحلى الجسم السياسي اللبناني بالمزيد من الحكمة والمسؤولية لكان الاقتصاد اللبناني قادرا على اظهار مناعة اقوى في مواجهة التطورات المصيرية في المنطقة بل أيضا للافادة من بعض نتائجها وهو الذي طالما اعتمد على السياحة والخدمات واجتذاب رؤوس الاموال وتصدير المهارات وبدأ يشكل في قطاعيه الزراعي والصناعي قوة تصديرية جيدة. ولفت ميقاتي الى ان لبنان أظهر مناعة في وجه كل ما يجري حوله بالرغم من كل ما يشيعه البعض عكس ذلك لاهداف سياسية وسعيا لاسقاط الحكومة معتبرا "ان الركائز الاسياسية للاقتصاد اللبناني لا تزال ثابتة. واعتبر ان ما اصاب لبنان قد اصاب غيره في المنطقة العربية والمرحلة الراهنة تتطلب الصمود بتثبيت البيت الداخلي والمثابرة ببذل كل جهد لتخطي المرحلة بأقل خسائر ممكنة. واوضح انه من هنا كانت الدعوة للالتقاء على طاولة الحوار مبديا الاسف الا تلقى الدعوة الى الحوار صدى، معتبرا ان الشروط التي وضعت لا تتناسب مع الحاجة الملحة لتلاقي القيادات والتشاور في الملفات الخلافية وتساهم في تعطيل كل المحاولات لاخراج البلاد من النفق. وقال من غير المنطقي ان تتنامى ثقة الدول الصديقة والشقيقة مبدية استعدادها الكامل لتقديم كل العون للنهوض بلبنان سياسيا واقتصاديا وماليا فيما هناك من يسعى في الداخل الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء ليستعيد فصلا من التاريخ اللبناني المؤلم لكن الغلبة ستكون لصحوة الضمير التي تصحح كل مسار.