خيمت مظاهر الحزن على افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال35 مساء اليوم الخميس. وبدأت فعاليات حفل الافتتاح بالوقوف دقيقة حداد على شهداء مصر وسوريا وغزة تبعتها كلمات تطرقت لما يجري في ميدان التحرير بوسط القاهرة القريب من مبنى الأوبرا مقر المهرجان. وبعد كلمة طويلة غير معتادة في حفلات افتتاح المهرجانات السينمائية نسي صابر عرب وزير الثقافة المصري أن يعلن افتتاح المهرجان لولا أن نبهه الحاضرون، مما جعله يعود مرة أخرى إلى الميكرفون ليعلن بدء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 35. وبدا رئيس المهرجان عزت أبو عوف "أكثر حزنًا" إلى أقصي درجة وذرف الدموع أكثر من مرة بحسب مراسلة وكالة الأناضول للأنباء. وقال أبو عوف إنه لم يكن يصدق أبدا أنه يمكن أن يعتلي خشبة المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية مفتتحًا المهرجان بعد الثورة، في إشارة إلى التأجيل الذي لحق بالمهرجان بعد ثورة يناير عام 2011، والتهديد الذي لحق الدورة الحالية بالإلغاء نتيجة خلافات إدارية حول من ينظمها. ولعل انعكاس الظرف السياسي الذي تمر به مصر علي المهرجان لم يكن في الوجوه التي حضرت فقط ولكنه كان أكثر وضوحا في الوجوه التي لم تحضر حيث غاب أغلب نجوم مصر والعرب والعالم ولم يحضر سوي أعضاء لجان التحكيم للمسابقات الدولية والعربية وأفلام حقوق الانسان, وبعض الفنانين مثل السورية كندة علوش، واللبنانية مايا دياب، والمصريات يسرا وإلهام شاهين وفيفي عبده، والمخرج خالد يوسف، والمنتج جمال العدل. وكان لافتا ارتداء الفنانات المصريات للملابس السوداء. كما شارك في حفل الافتتاح ممثلي سفارات الدول العربية والأجنبية في القاهرة مثل سفارات تركيا، حيث شارك السفير التركي حسين عوني، وسليمان سيزر مدير مركز يونس امرة للثقافة التركية، وكذلك ممثلي سفارات الهند وفرنسا والصين وغيرها. وبعد الكلمات الافتتاحية بدأت فعاليات المهرجان بمجموعة من المشاهد السينمائية لعدد من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، من بينها أفلام "الناصر صلاح الدين"، و"شيء من الخوف"، و"القاهرة 30"، و"ناصر 56"، و"إسكندرية ليه". وفي غياب لمظاهر حفل الافتتاح التي اعتاد عليها المهرجان في الدورات السابقة مثل الألعاب النارية، تم عرض فيلم الافتتاح وهو الفيلم المصري "الشتا اللي فات" اخراج ابراهيم البطوط بطولة عمرو واكد وفرح يوسف، ويتعرض لأحداث ثورة 25 يناير. وكان المهرجان تأثر بالأحداث في ميدان التحرير المجاور وتصاعد الاحتجاجات على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي الأربعاء الماضي وأدت هذه الأحداث إلى تأجيل حفل افتتاحه لمدة 24 ساعة، بسبب القلق الذي أصاب إدارة المهرجان من الارتباك المروري الذي نتج عن مليونية "للثورة شعب يحميها" الثلاثاء في ميدان التحرير. ويشارك في الدورة الحالية والتي تستمر حتى 6 ديسمبر/ كانون الأول المقبل 66 دولة ب 125 فيلما في المسابقات الرسمية وخارجها، من ضمن 450 فيلما اختارتها لجان المشاهدة في المهرجان، وينظم المهرجان ثلاث مسابقات، يتنافس على جائزة المسابقة الدولية 19 فيلما روائيا طويلا من 19 دولة. ويتنافس 12 فيلما في المسابقة العربية، وفي مسابقة حقوق الإنسان يتنافس 15 فيلما من 15 دولة أجنبية، بالإضافة إلى قسم خاص لثورات الربيع والسينما الأفريقية وأفلام من الجزائر وتركيا، إلى جانب قسم التسامح والتعصب.