أصابني احباط شديد بسبب الخير الذي بثته وكالة الأنباء الفرنسية عن عزم الاسماعيلي استرجاع بوكير لتولى مسئولية المدير الفني بعد أن طرده مرتضى منصور من تدريب الزمالك قبل أن يكمل 50 يوما! جاءني شعور بأن نائب رئيس الاسماعيلي العميد محمد عبد العظيم هو الذي يسعى إلى ذلك، ولا أعرف مبرراته وأسانيده التي تجعله يرشح بوكير.. ما النجاح الذي أحرزه طوال موسمين تولى فيهما تدريب الدراويش؟! لقد أهدر أكبر فرصة جاءت للاسماعيلي للحصول على بطولة دوري الأبطال الأفريقي أمام فريق انيمبا النيجيري الضعيف الذي اكتسحه الاسماعيلي في الاسماعيلية في الدور الأول من البطولة بستة أهداف، وكان يشرف على تدريب الاسماعيلي حينئذ المدرب الخلوق مكتشف كنوز الاسماعيلية من اللاعبين الموهوبين الهر على أبو جريشة. وفي المباراة الثانية التي اقيمت في نيجيريا كانت بركة بوكير قد حلت، فانهزم الاسماعيلي بهدفين نظيفين، وجاءته الفرصة في الاسماعيلية ليعيد ولو نصف سداسية المباراة الأولى خاصة أن حسني عبد ربه أحرز الهدف الأول في العشرين دقيقة الأولى من المباراة. ولأن بوكير عاجز عن قراءة أي مباراة وليست لديه القدرة على فك طلاسم الخصم، علما بأن فريق انيمبا كتاب مفتوح ليس فيه طلاسم، فقد أدخل كما هي عادته تغييرات خاطئة، ولم يحسن قيادة فريقه لتعزيز هدفه الأول، وفقد البطولة على أرضه وبين جماهيره بعد أن عبئت محافظة الاسماعيلية كلها للاحتفال ببطولة المليون دولار! وتكررت خيبة بوكير في بطولة العرب مع أن فريقه كان في أوج توهجه ومؤهلا للحصول على كأسها بعد أن حاصر الفريق التونسي طوال المباراة، لكنه ظل يتفرج مثلنا ولم يدفع بمن يمكنه تحويل دفة المباراة وظل مبقيا على محمد محسن أبو جريشة وهو في برج نحسه، بل سمح له بتسديد احدى ضربات الجزاء فأضاعها! عباقرة الاسماعيلي لا يتعظون ولا تعلمهم المصائب، وإلا فيجب عليهم أن يسألوا جمهورهم الذي كان السبب الرئيسي في اجبار ابراهيم عثمان النائب السابق على ابعاد بوكير. ثم ما هي الحكمة في أن يتلقف الاسماعيلي مدربا مطرودا بسبب سوء النتائج؟!.. حقيقة انني انتقدت عماد سليمان، ليس لأنه غير كفؤ، فهو مدرب واعد، وإنما لقلة خبرته التي لا تتناسب وتدريب برازيل مصر.. لكن إذا قارنا بينه وبين بوكير فعماد أفضل بمراحل، إضافة إلى أنه سيوفر الكثير من العملة الصعبة التي يحتاجها الاسماعيلي، وسيجنب النادي نفوذ السيدة الأولى وهي زوجة بوكير التي ستصبح هي القائد الفعلي للجهاز الفني! ربما لا تدرك إدارة الاسماعيلي الحالية نفوذ هذه السيدة وهيمنتها، وقدرتها الفائقة على تغييب زوجها فتضع له التشكيل!.. وتجلس في المدرجات الأمامية تصفق لكل هجمة للاسماعيلي وهي تنظر الى عيني بوكير كأنها تقول له: ما رأيك في الخطة التي وضعتها؟!.. وهو ينظر اليها طول المباراة، ويفاجأ في النهاية أنها انتهت وأنه مدرب " ما شافش حاجة" أقصد لم ير المباراة أصلا! أرجوكم .. الاسماعيلي ليس حقلا للتجارب.. لا تحجبوا عنا متعته وفنونه الكروية بالاستعانة ببوكير والسيدة الأولى! [email protected]