أكدت اللجنة المشتركة للحوار بين الازهر الشريف والكنيسة الاسقفية أن الحوار بين الأديان لايمس العقائد، وإنما يسلم كل طرف للاخر بعقيدته وفقا لمبدأ "لكم دينكم ولي دين" مع المناقشة بالحكمة والموعظة الحسنة لاعلاء قيم الحق والعدل والعلم والتقدم والسلام العادل وترسيخ مباديء المواطنة والعمل على رفعة شأن الوطن وتحقيق الازدهار والتقدم للشعوبوطالبت اللجنة المشتركة فى بيانها الختامى اليوم الاربعاء بمشيخة الازهر بضرورة تعديل بعض بنود اتفاقية الحوار التي كانت قد ابرمت منذ عشر سنوات بين الطرفين تمشيا مع ما حدث من تطورات على الساحة المصرية والعالمية من أجل إجراء تعديل لهذه الاتفاقية ، وأوصت اللجنة المطران منير حنا من الكنيسة الاسقفية والدكتور محمود عزب مستشار شيخ الازهر الشريف للحوار ببحث أوجه التعديل المطلوبة والإنتهاء من وضع تصور مقترح للتعديلات وطرحه في إجتماع اللجنة العام القادم . كما قدم وفد الكنيسة الاسقفية العزاء للامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر في ضحايا حادث القطار بأسيوط، مشيدة بمبادرته بإنشاء بيت العائلة المصرية وما يقوم به من توطيد للوحدة الوطنية وأيضا بمبادرة رئيس أساقفة كانتربري لانشاء المنتدي المسيحي الاسلامي بالمملكة المتحدة. كما أشادت لجنة الحوار بوثيقة الازهر حول مستقبل مصر والتي تتضمن حقوق ومسئوليات المواطنة، وإن كل مواطن يشارك في تطوير المجتمع الذي يعيش فيه ويعمل من أجل تحقيق العدل والرخاء للجميع، فيما قدم جانب الكنيسة الاسقفية / الانجليكانية ورقة بحثية حول مفهوم المواطنة في المسيحية و مسئوليات المواطن في التعليم المسيحي وحقوق المواطنة في الكتاب المقدس ومسئوليات المواطن المسيحي في العالم الاسلامي اليوم ومسئوليات الدولة لضمان حقوق المواطنة والسياق العام للحوار في مصر والخبرات الايجابية في اماكن مختلفة من العالم مثل باكستان وماليزيا والمملكة المتحدة . كما أكد البيان الختامى للجنة المشتركة للحوار بين الازهر الشريف والكنيسة الاسقفية ترحيب المشاركين بورقة عمل الازهر حول مفهوم المواطنة في الاسلام ، ودور الازهر في البناء المتكافيء للمجتمع ،ووثيقة الازهر بمبادئها الثلاثة الهامة ،وهي تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديموقراطية الحديثة ،واعتماد النظام الديموقراطي ، والالتزام بمنظومة الحريات الاساسية في الفكر والرأي ومنظومة الحريات الاربع "العقيدة والرأي والتعبير والبحث العلمي والابداع الادبي والفني"، وموقف الاسلام من العلمانية وشرحه لمصطلحات هامة كالعلمانية والمطلق والنسبي والمواطنة، كما رحب المشاركون بورقة الكنيسة حول نفس الموضوع. وتعرضت المناقشة للفجوة بين المستوى الذي تقره الاديان للمواطنة والممارسة على أرض الواقع . وكان فضيلة الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر قد رحب بأعضاء لجنة الحوار في إجتماعها الاول بعد ثورة يناير، نظرا لان ظروف البلاد لم تمكنه من السفر للندن لاجراء الحوار العام الماضى ، مؤكدا أن الاختلاف والتنوع بين البشر في السنتهم وألوانهم وعقائدهم هو إرادة آلهية يؤكد عليها القران الكريم الذي يدعو إلى التعارف بين البشر لاقرار السلام العادل وتعمير الارض . وترأس اجتماع للجنة المشتركة للحوار بين الازهر الشريف والكنيسة الاسقفية كلا من الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف الاسبق والمطران الدكتور منير حنا انيس رئيس اقليم الشرق الاوسط ومطران الكنيسة الاسقفية بمصر وشمال افريقيا والقرن الافريقي وتم تلاوة آيات من القران والانجيل فى بداية أعمالها والتى شارك بها من الازهر كلا من الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الازهر لحوار الاديان والثقافات ومنسق بيت العائلة والدكتور محمد شامة استاذ العلوم الاسلامية باللغة الالمانية بجامعة الازهر والدكتور بكر زكي عوض عميد كلية اصول الدين بالازهر ، والدكتور محمد جميعة مسئول الاعلام ومن جانب الكنيسة القس الدكتور توبي هوارث مساعد رئيس اساقفة كانتربري للحوار والقس رانا يواب خان مساعد رئيس اساقفة كانتربري للحوار والسيدة سو بارك مساعد رئيس اساقفة كانتربري للحوار. ويأتى هذا الاجتماع الدورى العاشر للجنة المشتركة بين الازهر والكنيسة الاسقفية تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر ورئيس أساقفة كانتربري في 30 يناير 2002 بقصر لامبث بلندن ، بالمملكة المتحدة وهو لقاء دوري سنوي يهدف الى التفاهم والتعايش والتعاون لاعلاء القيم العليا المشتركة بين اهل الاديان.