يتوق مرضى فيروس الكبد الوبائي سى من النوع الثاني من المصريين للشفاء وتشرئب أعناقهم شوقا لأي طاقة مل تنجيهم من وحش ذلك المرض الكاسر.. إلا أن التضارب في الأخبار عن اكتشافات جديدة لعلاجه يصيبهم كثيرا باليأس وتتساءل المصريون هل الأدوية المجربة في أمريكا ودول أوربا يمكن أن تساهم في شفاء مرضى سي من الكود الموجود بمصر؟ والإجابة للأسف أكدها مؤخرا العالم المصرى الدكتور ماجد أبو غربية عميد شئون الأبحاث وأستاذ الكيمياء الطبية ومدير مركز أبحاث اكتشاف الأدوية في كلية الصيدلة بجامعة "تمبل" بحسب مصادر طبية وصحفية أن مصر ليست على خريطة البحث الدوائي، ولا يوجد لديها صناعة دواء قائمة على الأبحاث والابتكار، واقتصر دورها على صناعة الأدوية المثيلة التى لا تحتاج إلى أبحاث جديدة. جاء ذلك خلال ندوة علمية أقيمت أمس حول جدوى البحث العلمى بحضور عدد من الأطباء وخبراء الأدوية فى مصر وأمريكا حيث لفت الدكتور ماجد أبو غربية إلى أن الالتهاب الكبدى "سى" فى مصر على سبيل المثال نسبته 20٪ وهو رقم ضخم ومع ذلك لا تقوم شركات الدواء المصرية بإجراء أبحاث على النوع الرابع المنتشر فيها، وهو أمر لابد من تغييره فورا نظرا لأن هناك 47 دواء جديدا تحت التجارب لفيروس "سى" من النوع الثانى المنتشر فى أوروبا وسيتم إنتاجهم، وتكتفى الشركات بتجربة تلك الأدوية لكشف فاعليتها على النوع الرابع المنتشر فى مصر. وأشار أبو غربية إلى أن تراجع الأبحاث الدوائية فى مصر بل وعدم وجودها يعود إلى المقولة الشهيرة " هل المصريون فئران تجارب؟" لافتا إلى أن الكثير من الدول النامية تجرى تجارب أكلينيكية بشكل دائم على مواطنيها حيث إنه يوجد أخلاقيات للبحث العلمى متبعة عالميا، مشيرا إلى أنه بدون التجارب على المرضى لا يمكن إنتاج دواء ناجع وضرب مثلا لذلك بأنه لا يمكن لأى دواء أن ينجح فى القضاء على فيروس "سى" من النوع الرابع المنتشر فى مصر بدون تجربته على المصريين، وفى دولة الصين عندما يعتمد دواء ويتم تداوله لابد وأن يكون تم تجربته إكلينيكيا على الصينيين. كما أكد على أن تقدم البحث الدوائى فى مصر يبدأ من تشجيع العلماء على الأبحاث فى جميع المجالات، وتوفير الموارد الخام اللازمة والمؤازرة الشعبية عن طريق القطاع الخاص و ليس الحكومى، بدون تعجُّل للربح.