اعتاد الفريق ضاحى خلفان، قائد عام شرطة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وعبر حسابه على "تويتر"، أن يطلق العنان لتعليقاته الساخرة والعدائية على الثورات العربية كخيار لشعوب البلاد التى انطلقت فيها تلك الثورات؛ لتسقط أنظمة أبعد ما تكون عن أنظمة الحكم الرشيد، وخص النظام السياسى المصرى المنتخب شعبيًا بنصيب وافر من التغريديات!. والمتابع لحالة الفريق خلفان يجده يريد فرض قناعاته على الغير من الشعوب ليقرر لهم ما ينبغى فعله، وما يتعين تركه، ففى معرض تعليقه على فوز الرئيس محمد مرسى بثقة الشعب فى انتخابات حرة شهد بنزاهتها العالم الحر؛ قال الفريق: "إن اختيار الدكتور محمد مرسى لرئاسة مصر اختيار غير موفق، وإن مغبة هذا الاختيار لن تكون بسيطة على الناس الغلابة"!.. وكأن الناس الغلابة كانت تمثل هاجسًا لدى النظام المخلوع الذى يتباكى عليه، ثم يرفع وتيرة هجومه على رئيس مصر فى تعالٍ وعجرفة إلى الحد الذى قال فيه: "إن مرسى سيأتى الخليج حبوًا!".. بعدها يوجه سهامه إلى جماعة الإخوان المسلمين (والتى مهما اختلفنا) هى فصيل سياسى مصرى نعتز به ضمن النسيج الاجتماعى للمجتمع، ويتهمهم بأنهم لصوص استولوا فى السابق على أموال تبرعات المحسنين فى الدول، والآن يخططون للسيطرة على خزائن هذه الدول، ثم تمادى فى سبابه إلى الحد الذى شبه فيه تنظيم الجماعة بالمافيا العالمية؛ لوجود مجموعة صغيرة فى التنظيم هى التى تخطط وتسيطر على كل شىء،"كما يصف، وأن "ما نسمعه عن الجماعة يذكرنا بقصة على بابا والأربعين حراميًا". والحقيقة أن تصريحات السيد خلفان بصرف النظر عن افتقارها للحصافة والرصانة والمسئولية؛ فهى تحسب على، وتخصم من الرصيد الرسمى للحكومة الاتحادية فى دولة الإمارات العربية الشقيقة؛ وتضع علامات استفهام كبيرة عن دوافعها والصمت الرسمى عنها، وعدم لجم قائلها لاسيما أنه مسئول تنفيذى مرموق تعادل وظيفته فى مهامها ومسئولياتها وزير داخلية لدى دول أخرى، فضلاً عن كونه عضوًا فى المجلس التنفيذى لحكومة دبى، وإذا وضعت تلك التجاوزات فى سياق استضافة بلاده ثلة من رجال أعمال من الفلول الموالين للنظام المخلوع، بجانب إيواء آخر رئيس وزراء النظام المخلوع المطلوب جنائيًا فى سجل قضايا مترع بالفساد، والتعامل معه كمناضل سياسى، وإفساح المجال له للتعليق على الأحداث، وتحريك القلاقل، والطعن فى القضاء واتهامه بالتسيس، وتهديد الاستقرار النسبى الذى حدث بانتخاب رئيس جديد للبلاد؛ هى أعمال أقل ما توصف بأنها عدائية فى حق بلد شقيق، ولم يفت السيد خلفان التبشير بثورة جديدة فى مصر خلال عامين وكأنه يتماهى مع الثورة المضادة التى لا تريد الخير لمصر حكومة وشعبًا. وتلك الأعمال تعتبر سلوكًا مؤثمًا ومستهجنًا وفق المبادئ المستقرة فى قواعد القانون الدولى، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المتعاقبة، وبخاصة القرار رقم 2131(د20)، المؤرخ فى 21/12/1965م، المتضمن عدم جواز التدخل فى الشئون الداخلية للدول وحماية استقلالها وسيادتها، والتأكيد على حق الدولة السيادى غير القابل للتصرف فى تقرير نظامها السياسى والاقتصادى والثقافى والاجتماعى بحرية دون تدخل الغير فى تلك الحقوق بأى شكل من الأشكال. والحقيقة أن قلق الفريق خلفان يكون مبررًا ومقبولاً لو كان على شئون بلاده وتوجه شرقًا حمية وغيرة على الجزء المستلب من تراب وطنه، أو يقلق من تغيير التركيبة السكانية لإمارة دبى تحديدًا بما يشبه وضع تيمور الشرقية، أو أن ينشط بما له من حس أمنى إلى تخفيف الجرعة الروسية على السياحة فى بلده بدلاً من التفرغ للهجوم على رئيس بلد كبير وعريق بحجم مصر ظنًا منه أن ذلك يوهن عزيمة شعب قرر التخلص من الطغاة. وأخيرًا، نقول للسيد خلفان إن المصريين بما يحملون من حب ومودة لدولة الإمارات العربية الشقيقة وفاءً وعرفانًا لحب ومودة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن نهيان لمصر وشعبها؛ ليترفعون عن دفع السيئة بمثلها ويتمنون لشعب الإمارات الشقيق التقدم والاستقرار. والله الموفق،،،