هاجمت الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر التصريحات الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) التي عدها البعض "تنازلاً عن حق عودة المهجرين الفلسطينيين". وقالت الحركة التي يرأسها الشيخ رائد صلاح في بيان أصدرته اليوم بعنوان "لا عودة عن حق العودة يا أبو مازن" وحصل مراسل وكالة الأناضول للأنباء على نسخة منه: "لا يزال رئيس السلطة الفلسطينية ومساعدوه يحاولون تبرير ما لا يمكن تبريره من تصريحات أدلى بها (لاعب أوسلو) الأول للإعلام الإسرائيلي والتي تحمل معنى واحداً لا غير وهو التنازل التام، التام، التام عن حق العودة، هكذا تماماً بدون رتوش". وكان أبو مازن أشرف على المفاوضات التي قادت إلى توقيع اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993، وهو الاتفاق الذي يوجه إليه كثيرون سهام النقد جراء عدم تنفيذ إسرائيل لأهم شروطه وهو وقف عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967. وأضافت الحركة في بيانها "إن أحداً لم يخول أبو مازن ولا غيره للتفاوض على حق العودة، فضلاً عن التنازل عنه، فحق العودة لمن نسي أو تناسى هو حق ثابت أصيل وركن ركين من أركان القضية الفلسطينية وهو حق جماعي وفردي في الوقت نفسه، غير قابل للتصرف ولا يخضع للمفاوضة أو للمساومة أو التنازل ولا يسقط بالتقادم". وذكر البيان بأن "الأممالمتحدة عندما اعترفت بالمؤسسة الإسرائيلية في العام 1948 رهنت ذلك بأربعة شروط لا يتم اعترافها بها إلا بتحققها، أحد هذه الشروط الأربعة هو حق العودة". واعتبرت الحركة أن "تنازل أبو مازن غير المشروع لا فلسطينيًا ولا عربيًا ولا دوليًا عن هذا الحق الأصيل (حق العودة) معناه هدية على طبق من ذهب للمؤسسة الإسرائيلية لم تمنحها إياها حتى هيئة الأممالمتحدة المنحازة لها أصلاً". وقال عباس في تصريحات للقناة الإسرائيلية العاشرة، مساء الجمعة الماضي، عندما سئل هل يريد أن يعيش في بلدة صفد (المحتلة) التي قضى فيها طفولته في منطقة الجليل: "لقد زرت صفد مرة من قبل، لكنني أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها، لا أن أعيش فيها". وأضاف: "فلسطين الآن في نظري هي حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذه هي فلسطين في نظري، إنني لاجئ، لكنني أعيش في رام الله، أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل"، متوقعًا أنه "لن تكون هناك أبدًا انتفاضة مسلحة ثالثة ضد إسرائيل". وأثارت هذه التصريحات انتقادات واسعة في الداخل الفلسطيني؛ حيث اعتبرتها شخصيات وهيئات وفصائل فلسطينية مختلفة "تنازلاً عن حق عودة المهجرين الفلسطينيين". لكن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، التي ينتمي إليها عباس، انتقدت ما وصفته "بالتفسير الخاطئ لتصريحات عباس"، قائلة في بيان صحفي السبت: "الرئيس كان يقصد أن حكومة الاحتلال ترفض الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، لذلك فإنه كلاجئ فلسطيني لا يمكنه العيش في صفد بسبب عدم الاعتراف الإسرائيلي بهذا الحق".