تمسك التيار السلفي فى الجمعية التأسيسية بموقفه الرافض من مواد الحقوق والحريات التي تطالب بها القوى المدنية فى الدستور الجديد. وأكد الدكتور يونس مخيون ممثل حزب النور فى الجمعية التأسيسية في تصريحات له اليوم، أننا متمسكون بحذف ألفاظ من مواد باب الحقوق والحريات لأنها تعطى دلالات لا تتوافق مع الواقع المصرى مثل الاتجار بالبشر, حيث إنه لا يوجد في مصر اتجار بالبشر من أساسه، مشيرا إلى أن زواج الفتاة في مصر لا يدخل ضمن هذا الإطار. ورفض أيضا إدخال "لفظ العرق" فى مواد الدستور، مشيرا إلى أنه لا يوجد أعراق في مصر، بالإضافة إلى أنه قد يفتح بابا ك"حق تقرير المصير" مثلما حدث في السودان. وأعلن مخيون تمسك حزب النور بنص المادة المتعلقة بالمساواة بين الرجل والمرأة وفق أحكام الشريعة، مشددا على أنه لا تنازل عن أحكام الشريعة فى هذه المادة. وكان اجتماع القوى السياسية الممثل بالجمعية التأسيسية لوضع الدستور قد شهد اليوم حالة من الغليان بين ممثلى كل من القوى المدنية والإسلامية، بعد أن أكدت القوى المدنية بالجمعية التأسيسية تمسكها بحزمة من المواد المتعلقة بباب الحقوق والحريات، والتى تحظى بتحفظات من قبل تيار الإسلام السياسى. وكشف الدكتور وحيد عبد المجيد، المتحدث باسم الجمعية التأسيسية وممثل القوى المدنية النقاب عن المواد والتعديلات التى ستطالب بها القوى المدنية فى اجتماعاتها مع القوى السياسية، مشيرا إلى أنها تضمن إضافة ما يحمى ممارسة الشعائر فى نص المادة 37 لتنص على أن حرية الاعتقاد مطلقة، وممارسة الشعائر الدينية مصونة، وتكفل الدولة حرية إقامة دور العبادة للأديان السماوية على النحو الذى ينظمه القانون. وأضاف أننا نطالب فى المادة 39 أن تكون حرية الفكر والرأى مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن فكره ورأيه ويضاف إلى نص المادة فى نهايتها، ولا تُوقع عقوبات سالبة للحرية فى قضايا الرأى. وعن نص المادة 19 فى باب الحقوق والحريات والتى تم حذفها قال: إننا نرى إعادة المادة وفق القراءة الأولى للجنة الصياغة مع تعديلها لتكون نص المادة "تحظر العبودية، والعمل القسرى، وانتهاك حقوق النساء والأطفال، والاتجار بهم". وأشار عبد المجيد إلى أنه تم اقتراح صيغة بديلة للمادة 67 بحيث يكون نصها "تكفل الدولة لكل طفل، وهو كل إنسان لم يتجاوز ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة، فور ولادته الحق فى الحصول على اسم مناسب وجنسية واستخراج الأوراق الثبوتية المجانية ورعاية أسرية وتغذية صحية آمنة وفقا لمعايير يحددها القانون ومأوى وخدمات صحية وتأمين صحى مجانى وتنمية وجدانية ومعرفية ودينية، والحق فى رعاية أسرية أو مؤسسية بديلة آمنة، تخضع لنظام رصد ومتابعة وتقييم دورى وفقا لمعايير وطنية لهذه البدائل يحددها القانون". كما يحظر تشغيل الأطفال، قبل الانتهاء من تعليمهم الإلزامى وتكفل الدولة كل حقوق الأطفال ذوى الإعاقات فى التأهيل والدمج فى المجتمع والاكتشاف المبكر للإعاقات وعدم التمييز، كما تكفل الدولة الحماية لكل فئات الأطفال المعرضين للخطر، والحماية من كل أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال، وتلتزم الدولة بإنشاء نظام قضائى خاص بالطفل. ولا يجوز احتجاز الأطفال إلا بعد استنفاد كل التدابير الأخرى ولفترة محددة، وفى مكان منفصل عن أماكن احتجاز البالغين يراعى فيه عمر الطفل وجنسه مع توفير المساعدة القانونية فى كل مراحل التحقيق. وتكفل الدولة حق الطفل فى المشاركة والاستماع إليه ومنع التمييز بين الأطفال ومراعاة مصلحته فى كل السياسات العامة. وأشار إلى أنه يوجد اقتراح جديد لنص المادة 11 بأن تحمى الدولة التنوع الثقافى للمجتمع المصرى وتعمل على ضمان وحدته الثقافية والحضارية واللغوية، وتشجع تعريب العلوم والمعارف إسهاما فى تحقيق التقدم العلمى.