كشفت مصادر مطلعة أن عودة الوزير فاروق حسني لوزارة الثقافة ، بعد رفض الرئيس مبارك للاستقالة التي تقدم بها وصدور تعليمات له بالاستمرار في تسيير العمل بالوزارة ، مؤقتة وأنه سوف يغادر موقعه في التغيير الوزاري الموسع المرجح إجراؤه عقب انتخابات مجلس الشعب المقبلة ، مشيرة إلى أن الطريقة التي قدم بها حسني استقالته وقبل أيام من قيام الرئيس مبارك بحلف اليمين الدستورية ، أثارت استياء لدى دوائر النظام العليا ، لكون الأمر تسرب لوسائل الإعلام قبل أن تبت الرئاسة في شأنها . وأوضحت المصادر ل"المصريون" أنه عقب تقديم حسني لاستقالته ، قام جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب بترشيح محمد كمال المتحدث باسم اللجنة لشغل الوزارة ، بينما رشحت جهة سيادية رئيس دار الأوبرا اللواء سمير فراج , لكن الرئيس مبارك فضل تأجيل البت في الاستقاله ، وأمر حسني بالاستمرار في منصبه لحين إجراء التعديل الوزاري الموسع ، خاصة وأن استقالة وزير الثقافة بهذا الشكل كانت ستعتبر انتصارا للقوى المعارضة وحركات الإصلاح التي شنت حملة ضارية ضد الوزير على خلفية حريق مسرح بني سويف الذي راح ضحيته عشرات النقاد والممثلين . من ناحية أخرى ، أبدى العديد من نواب المعارضة بمجلس الشعب استهجانا واستياء كبيرين تجاه عودة فاروق حسني وزير الثقافة إلى ممارسة مهامه الوزارية ، مؤكدين أن المسئولية عن كارثة بني سويف ثابتة ضده باعتباره المسئول الأول بالوزارة. واعتبر نواب المعارضة أن ما حدث يعكس وجود خلل صارخ في أجندة الوزارة نتيجة استمرار الوزير في موقعه على مدى أكثر من 18 عاما ، مشيرا إلى أن تلك العودة أحدثت ردود فعل سلبية في الشارع السياسي المصري ، كما أنها تعد إهانة لمشاعر أسر ضحايا كارثة بني سويف ، الذين فقدوا ذويهم بعد أن احترقت أجسادهم الطاهرة بالكامل. وكان الدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة قد التقى فاروق حسني مساء أول من أمس لكي يبلغه بقرار رئيس الجمهورية بتكليفه بالاستمرار في منصبه وقال حسني عقب اللقاء إنه اتفق مع الدكتور نظيف على وضع برنامج وتصور لإعادة صيانة كافة المواقع الثقافية ، حيث وافق الدكتور نظيف على رصد موازنة كبيرة لإنجاز هذا العمل . وقال حسني إن رئيس الحكومة تفهم الوضع في هيئة قصور الثقافة من حيث المباني أو الأشخاص القائمين على العمل وأنه خرج من الاجتماع مع نظيف محملا بأشياء كثيرة بالنسبة للوزارة والهيئة وسوف نذهب إلى الأقاليم اعتبارا من اليوم الاثنين لفحص المواقع وتصويرها لتحديد السلبيات بها وإزالتها فورا. ورفض حسني في رده على أسئلة الصحفيين تحديد موقفه من رئيس هيئة قصور الثقافة مصطفى علوي مطالبا بالتمهل قبل إصدار الأحكام ، مضيفا " أنا لا أحب أن يكون هناك كبش فداء وإذا كان لابد من وجود كبش فداء فسأكون أنا كبش الفداء هناك قانون وتحقيقات ولن يفلت أحد من العقاب ". وفي محاولة لتطويق غضب جبهة المثقفين المعارضين لسياساته وفتح صفحة جديدة معهم ، أكد حسني أن كل مرافق وزارة وهيئاتها ومنشأتها مفتوحة للجميع ووزير الثقافة هو خادم المثقفين. ونفى الاتهام الموجه له بأنه حول وزارته إلى وزارة مهرجانات ، قائلا "إننا في مصر نقيم ست مهرجانات فقط سنويا " .