هيمنت قضية الدستور والمادة الثانية وضرورة الحفاظ على هوية مصر الإسلامية على خطبة عيد الأضحى حيث ركزت جميع الفصائل الإسلامية على هذه القضية مطالبة بضرورة بذل الغالى والنفيس للحفاظ على هوية مصر والتصدى بشكل قوى لأى محاولات لتفريغ المادة الثانية من مضمونها. وركز الدكتور عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية على مسودة الدستور خلال صلاة العيد المشتركة التى نظمتها الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية باستاد جامعة أسيوط، والذى شهد حضورًا كبيرًا من المصلين منتقدًا بشدة المنتقدين أو المتحفظين على المادة الأولى والثانية الخاصة بانتماء مصر للأمة العربية والإسلامية، معترضين على الإسلامية ومطالبين بحذفها من المسودة. وشدد الدكتور حماد على أن الهوية الإسلامية قضية عقدية لا يمكن أن تضع فى الدستور وهذا الشخص مقر أن الشعب المصرى جزء من الأمة العربية، لكنه يرفض أن يكون جزءاً من الأمة الإسلامية، وبرر هذا الشخص رفضه لذكره كلمة الإسلامية فى الدستور بأن هناك أشخاصًا فى مصر لا ينتمون إلى العقيدة الإسلامية فكيف تحكمهم الشريعة الإسلامية. وسرد حماد خلال الخطبة قصة مفادها أن هناك إحدى السيدات خرجت لتعترض اعتراضاً شديداً على مسودة الدستور حول نص أن المساواة بين الرجل والمرأة فيما لا يخالف شرع الله، حيث قالت هذه السيدة لا نريد الجزء الأخير ونقصد شرع الله وطالبت بأن تكون المساواة بمطلقها حتى لا يفسر شرع الله على ما يرى المتشددين. ووصف حماد ما ذهبت إليه المرأة بالضلالات والأباطيل الذى ينطق بها هؤلاء القوم الذين يعادون شريعة الله فالعيد يأتى يذكرنا بكمال هذا الدين ولأن أهل الإسلام لابد أن يعلنوا استسلامهم الكامل لأمر الله وشريعته كما فعل إبراهيم الخليل عندما رأى فى المنام أنه يذبح ولده ونادى ابنه، وقال له إنى أرى فى المنام إنى أذبحك فقال لأبيه يا أبتى افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين. ومن جانبه، طالب الدكتور عبد الله شاكر، رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، فى خطبة العيد بساحة استاد محافظة بنها، أعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور بالالتزام بالشريعة الإسلامية، وشدد على نصرة الرسول حتى لو أريقت الدماء، على حد تعبيره. ووجه شاكر، خلال صلاة العيد التى نظمها تحالف القوى الإسلامية، رسالة إلى التأسيسية قائلا: "لكم القول وائتمنتم على وضع دستور البلاد، والنصيحة لكم أن تكون مرجعيتكم شريعة السماوات والأرض، وعليكم ألا تخونوا الأمانة وتسعون لتطبيق الشريعة، لأن مَن قام بذلك له الخير والسعادة فى الدنيا والآخرة". ودعا شاكر المصريين بالعمل على إعلاء الدين ونصرة رسول الله ودينه وسنته ضد الغرب وحملات التطاول، "حتى لو أريقت فى سبيلها الدماء"، كما وصف حكام سوريا بالطغاة والملاحدة، داعيًا المسلمين إلى مساندة أشقائهم هناك. فيما حمل الشيخ عمر عبد الكافى الداعية الإسلامى المعروف بشدة خلال خطبة الجمعة بساحة كلية الهندسة بالإسكندرية على المعادين لهوية مصر الإسلامية، مشيرًا إلى أن مَن يعادى شرع الله لا يعادى جماعة أو حزب إنما يعادى كلمة "لا إله إلا الله"، مشيراً إلى أن مصر ترمومتر الإسلام فى مشرق الأرض ومغربها الذى إن ضعف سينعكس بالسلب على قوة الإسلام بالمنطقة كلها وطالب عبد الكافى بتضافر الجهود وتكاتف كل القوى السياسية والمجتمع المدنى والأفراد من أجل النهوض بمصر وتقدمها بين الدول، مشيرًا إلى ضرورة التحلى بالأخلاق التى ضعفت فى ذلك الزمن، مستنكراً ما تقوم به بعض القنوات الفضائية من الهجوم والانتقادات بألفاظ نابية بشكل لم يحدث من قبل.