وصف عضو مكتب الإرشاد الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" عرض الرئيس مبارك للإخوان بالانخراط في الأحزاب السياسية ، بديلا عن تأسيس حزب مستقل لهم ، بأنه عرض هزلي لا يليق بحركة في حجم ووضع الإخوان كأكبر قوة سياسية في مصر ولها إيديولوجيتها الخاصة بها ولها تاريخها النضالي . وقال أبو الفتوح إن النظام يعتبر العمل السياسي كالعمل في " طابونة " !! وليس عملا من اجل التغيير السلمي والإصلاح السياسي وتداول السلطة ، وعلى انه منحة من النظام وليس حق لكافة المواطنين في مصر بمن فيهم الإخوان المسلمون. وأكد أبو الفتوح في الندوة التي عقدها مركز الدراسات الإشتراكية مساء أمس الأول حول " الإخوان المسلمون ومعركة التغيير " علي ضرورة تكاتف الإخوان مع كافة القوي السياسية المتفقة والمختلفة معهم من أجل خلق مستقبل أفضل في مجابهة نظام مستبد طاغي لأن التكاتف هدف إستراتيجي للإخوان يسعون إليه دائما .. وأضاف:" إن الإخوان كانوا في طليعة القوى الوطنية التي تواكبت حركتها مع بداية حركة التغيير التي شهدتها مصر وشملت ظهور العديد من الحركات الإحتجاجية مستشهداً بحجم الإعتقالات التي طالت كوادر الإخوان طوال عقود مضت من الزمان ، فضلا عن إعتقال ثلاثة آلاف من الإخوان المسلمين بسبب مشاركتهم في الحركة الوطنية التي قادت معركة التغيير الأخيرة . وطالب أبو الفتوح الحركة الوطنية بكافة فصائلها بالتجرد من المصالح الذاتية وما وصفه ب" الأطر غير الشريفة" التي يلجأ إليها البعض ، حتى تكون المصلحة العليا للوطن أهم وأولي من المصالح الخاصة بحزبه أو جماعته أو حركته التي ينتمي إليها، ومراجعة كافة المواقف حتى تكون هناك مكاسب حقيقية كبيرة للجماعة الوطنية وقوى المعارضة في مواجهة النظام السياسي الفاسد والمستبد. وأشار إلى أن النظام المصري عقد صفقة مع الأمريكان لاستمرار وجوده في الحكم، بغض النظر عن الديمقراطية والحرية في البلاد الأمر الذي دفع الإخوان للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية لا لنزاهتها وإنما لأنها كانت خطوة للاستعداد للإنتخابات الأشرس من نوعها والتي يتوقف عليها مصير الإصلاح المنشود وهي الإنتخابات التشريعية في نوفمبر المقبل . وطالب بوحدة كل القوي الوطنية لتفويت الفرصة على النظام المصري الذي يراهن علي شق الصف بين هذه القوى ، وخلق حالة من المنافسة غير الشريفة بينهم مستخدما أسلوب العصا والجزرة ، التي تجعل كل تيار يترصد بالتيار الأخر ، مشيرا إلي ما يلاقيه الإخوان المسلمون باعتبارهم الفصيل الأكبر رغم ما يقدمونه في هذا المقام من تنازلات من أجل مستقبل هذا الوطن مطالبا القوي الأخرى بأن تأخذ نفس المنحي. وقال أبو الفتوح أن الإخوان يقبلون الحوار مع أي أحد بشرط أن يكون تحت سمع وبصر الجميع وفي حضور كل الأطراف والقوي وكذا ممثلون للنظام وفي ظل وتسليط الأضواء الإعلامية علينا لأننا لا يوجد لدينا ما نحجبه عن الناس ، وأن الإخوان لن يغيروا مبادئهم وعلي النظام أن يغير سياسته تجاههم. وقال أبو الفتوح أن خروج حزب الوسط أو بعض القيادات من الإخوان هي ظاهرة صحية يشرف بها الإخوان ، كما أننا نكن لحزب الوسط كل إحترام وهم شركائنا في الوطن وكذا في العمل الوطني وأن الإخوان يعلمون أن قوة الوطن لن تأتي إلا بقوة المجتمع المدني والذي يعتبر حزب الوسط جزء منه .