العيد يوم الجمعة.. ودائمًا ما يثار الجدل بسبب تعانق المناسبتين (الجمعة والعيد)، وهل تغنى صلاة العيد عن إقامة الجمعة، مع العلم بأن صلاة العيد سنة مؤكدة، وصلاة الجمعة فريضة فرضها الله عز وجل. وقد اختلف علماء السلف والخلف حول هذه القضية، وأفاد مذهب الحنفية أنه إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة فلا تجزئ إحدى الصلاتين عن الأخرى، بل يسن للشخص أو يجب عليه صلاة العيد والجمعة لأن الأولى سنة والثانية فرض، وهذا هو مذهب الشافعى غير أنه يرخص لأهل القرى الذين بلغهم النداء وشهدوا صلاة العيد ألا يشهدوا صلاة الجمعة. أما مذهب الإمام أحمد أن من صلى العيد سقطت عنه الجمعة إلا الإمام فلا تسقط عنه إلا إذا لم يجتمع معه من يصلى به الجمعة، وفى رواية عنه إذا صليت الجمعة فى وقت العيد أجزأت صلاة الجمعة عن صلاة العيد، بناء على جواز تقديم صلاة الجمعة عنده قبل الزوال، ويرى الإمام مالك أن من صلى العيد تجب عليه صلاة الجمعة ولا تسقط. من جانبه أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن اجتماع العيد والجمعة فى يوم واحد هى مسألة خلافية بين العلماء بناء على اختلافهم فى تصحيح الأحاديث والآثار الواردة فى ذلك من جهة، وفيما تدل عليه من جهة أخرى، فمن ذلك عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال " قد اجتمع فى يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون". وأضاف جمعة أنه من العلماء من ذهب إلى أن أداء صلاة العيد لا يرخص فى سقوط الجمعة مستدلين بأن دليل وجوب الجمعة عام لكل أيامها، وأن كلا منهما شعيرة قائمة بنفسها لا تجزئ عن الأخرى، وأن ما ورد فى ذلك من الأحاديث والآثار لا يقوى على تخصيصها لما فى أسانيدها من مقال، وهذا مذهب الحنفية والمالكية. وذهب الإمام أحمد - وهو وجه عند الإمام الشافعى - إلى سقوط وجوب الجمعة عمن صلى العيد مع وجوب الظهر عليه حينئذ أخذا بالأحاديث والآثار السابقة. وفى السعودية.. أجمع علماء السعودية على ضرورة إقامة صلاة الجمعة التى توافق أول أيام عيد الأضحى على الرغم من جواز الاكتفاء بصلاة الظهر بدلا من الجمعة لمن أدى صلاة العيد وذلك اتباعا للسنة المشرفة. وقالت وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فى تعميم وزعته لفروعها فى المناطق: "نظرًا لتوافق يوم عيد الأضحى هذا العام مع يوم الجمعة فعلى الخطباء إقامة صلاة الجمعة وعدم تحويلها ظهرًا.