ولد عبد العزيز علي عبد المجيد الحفيظ الرنتيسي في مثل هذا اليوم عام 1947، في قرية "يبنا" بين عسقلان ويافا، ولجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمره وقتها ستة شهور ونشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة وأختين التحق وهو في السادسة من عمره بمدرسة تابعة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، واضطر للعمل أيضًا وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة، وأنهى دراسته الثانوية عام 1965م. كان عبد العزيز الرنتيسي من المتفوقين، وهو ما أهله للحصول على منحة دراسية في مصر على حساب وكالة غوث اللاجئين، فالتحق بكلية الطب بالإسكندرية وتخرج فيها عام 1972، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيبًا مقيمًا في مستشفى المركز الطبي الرئيسي في خان يونس عام 1976. بدأ منذ عام 1976 في جلب كتب دينية كثيرة تتحدث عن دعوة الإخوان المسلمين، وانشغل بدعوتهم ثم انضم إليهم، وضحى بكل ما يملك من أجل دعوة الإخوان بماله الذي أنفق منه في سبيل دعوته، وبدأت أمور حياته تتعقد أكثر في بداية الثمانينيات، عندما رفض تسليم ضريبة دخله من عيادته الشخصية لسلطات الاحتلال، لتتعالى وتيرة الصدام مع قادة تلك السلطات شيئًا فشيئًا، إلى أن تفجرت الأمور تمامًا مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام1987. كان الرنتيسى على رأس من اتخذوا القرار التاريخي في ليلة التاسع من ديسمبر 1987، وبموجبه تقرر الإعلان عن "حركة المقاومة الإسلامية" كعنوان للعمل الانتفاضي الذي يمثل الحركة الإسلامية في فلسطين، وصدر البيان الأول موقعًا ب "ح.م.س"اختصارا ل (حركة المقاومة الإسلامية) التى تعرف باسم (حماس)، وهذا البيان التاريخي هو الذي أعلن بداية الانتفاضة الفلسطينية، والذي كتب لها أن تغير وجه التاريخ، وبدأت الانتفاضة وانطلقت من المساجد، واستجاب الناس، وبدأ الشعب الفلسطيني مرحلة من أفضل مراحل جهاده. بعد منتصف ليلة الجمعة الخامس عشر من يناير 1988 - أي بعد 37 يومًا من اندلاع الانتفاضة قامت قوات الاحتلال باقتحام منزله والقبض عليه، وبعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988 حيث ظل محتجزًا في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف، حيث وجهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة، بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك، ليطلق سراحه في 4/9/1990، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14/12/1990 حيث اعتقل إداريًا لمدة عامٍ كامل. وفي 17/12/1992 أبعد مع 416 مجاهدا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة "مرج الزهور" لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيرًا عن رفضهم لقرار الإبعاد الصهيوني، وقد نجحوا في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن وإغلاق باب الإبعاد إلى الأبد. خرج الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس وأخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعن مواقف الحركة، ويشجّع على النهوض من جديد، واعتقل الرنتيسي عدة مرات من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وتمكّن الدكتور الرنتيسي من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل وذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين. بعد عودة الشيخ أحمد ياسين إلى قطاع غزّة في أكتوبر 1997، عمل الرنتيسي جنبًا إلى جنب مع أحمد ياسين لإعادة تنظيم صفوف حماس، وقام الرنتيسي بعمل المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم. بعد استشهاد الشيخ ياسين يوم 22 مارس سنة 2004، تولى الرنتيسي الرنتيسى قيادة الحركة، وفي أول خطاب له ظهر وهو يحمل بندقية كلاشينكوف قال: هذا هو حوارنا مع الصهاينة وهذه هي طريقنا لتحرير الأقصى، وتمت مبايعته خليفة للشيخ أحمد ياسين، ليسير على الدرب حاملاً شعلة الجهاد، وليضيء درب السائرين نحو الأقصى، فأمر بتنفيذ عملية ميناء أشدود، وهذه العملية كانت هي الشرارة لاغتيال الرنتيسي، وفي مساء 17 أبريل سنة 2994، قامت مروحية إسرائيلية تابعة للجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخ على سيارة الرنتيسي فقتلته، ومن وقتها امتنعت حركة حماس عن إعلان رئيسها خوفًا من اغتياله.
