تواصلت المشاورات بين القوى الإسلامية فى إطار العمل على تسوية الأزمة التى أشعلتها الصياغة الحالية للمادة الثانية وفى ظل تبنى كل من حزب النور والجماعة الإسلامية والجهاد والأصالة موقفاً متشدداً من الصياغة الحالية وتصميمهم على إدخال تعديلات جذرية عليها. وكشفت مصادر إخوانية مطلعة عن وجود اتصالات مكثفة مع حزب النور وباقى الفصائل الإسلامية للوصول لتسوية للمادة الثانية حيث طرحت الجماعة الوصول لتعريف دقيق جامع مانع لكلمة مبادئ حتى يتم تجنب تصويت هذه الفصائل بلا للدستور اعتراضًا على الصياغة الحالية للمادة الثانية. وأفادت المصادر أن هناك إمكانية لقبول القوى الإسلامية لهذه الصيغة لصعوبة وتعقيد الموقف من جهة رفض فصائل وقوى علمانية وليبرالية لتضمين كلمة أحكام خلال الدستور الحالى كونها ستشعل خلافات، فضلا عن إمكانية حذف كلمة مبادئ والإبقاء على النص دون مبادئ أو أحكام بالإشارة إلى أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيس للتشريع. وقال الدكتور محمد نور المتحدث الرسمى لحزب النور إن موقفنا ثابت حيث لن نقبل الصياغة الحالية بأى شكل من الأشكال وسنتعاطى بشكل إيجابى مع أى جهود تبذل لتسوية الخلاف وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه داخل التأسيسية لافتا إلى وجود تواصل مع جميع القوى الإسلامية للخروج من هذه المعضلة وطالب أعضاء التأسيسية بضرورة التوصل لصياغة تحظى بالتوافق للمادة الثانية حتى لا يضيع جهدهم هباءً مؤكدا مشاركة حزب النور فى مليونية الشريعة التى دعا إليها فى الثانى من نوفمبر وأى فعاليات تطالب بالحفاظ على هوية مصر الإسلامية. فى نفس السياق، حدد الشيخ عبود الزمر عضو مجلس شورى الجامعة الإسلامية 3 مقترحات للخروج من الأزمة منها النص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيس للتشريع أو تعريف كلمة مبادئ بشكل واضح أو النص على أن أحكام الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع، لافتا إلى أن الجماعة الإسلامية تدعم أى جهد أو مليونية للحفاظ على هوية مصر ومنها مليونية الثانى من نوفمبر. من جهته، قال اللواء عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة، إن الإسلاميين بمختلف ألوان طيفهم يرفضون الصياغة الحالية ولن يتراجعوا عن موقفهم إلا فى حالة إدخال تعديل يحذف كلمة مبادئ بشكل نهائى متعهدًا بحشد جميع القوى الإسلامية للتصويت ضد الدستور. ورغم تأييد أى فعاليات للتصدى للمادى الثانية بصياغتها لا الحالية إلا أن اللواء عفيفى أكد أن أحدًا لم يبلغه شيئًا عن مليونية الشريعة المقررة فى الثانى من نوفمبر مطالبًا بالتنسيق بين القوى الإسلامية لضمان تنظيم مليونية قوية. وشاطر الدكتور خالد سعيد الناطق باسم الجبهة السلفية إحدى الجهات الداعية للمليونية مبديًا تصميم الجبهة على إخراج مليونية غير مسبوقة فى الثانى من نوفمبر تعيد للأذهان المليونيات التى كانت تشهدها مصر خلال 18يومًا من أيام الثورة متعهدًا بممارسة أقصى قدر من الضغوط على التأسيسية لإدخال تعديلات على المادة الثانية تحفظ هوية مصر الإسلامية.