أشعر كمسلم وكمصرى وككاتب أننى شديد التقصير تجاه إخواننا السوريين المعذبين داخل سوريا وخارجها؛ وأشعر كذلك بالعتاب المكتوم فى حناجر السوريين المخلصين والمظلومين نحو غفلة القوى السياسية المصرية عن أزمتهم الحالكة؛ تلك الأزمة التى لا تحتاج إلى توصيف، فالصورة الدموية الحية أبلغ تعبير عن حجم المأساة التى يمر بها أصحاب أرض الشام على يد طاغية يسفك دماء شعبه ويشرده. فى ضوء هذه المأساة أجدنى مدفوعاً لترجمة العتاب الملموس فى وسائل الإعلام إلى مجموعة من الأسئلة الحيوية للقوى السياسية فى مصر بشقيها الرسمى وغير الرسمي.... أولاً..... هل تدرك تلك القوى أن عدد الذين تم دفنهم جراء القتل والسفك العلوى منذ بداية الثورة حتى الآن يقترب من 35 ألف قتيل بمعدل 57 قتيلاً يومياً، وأن المفقودين أكثر من 200 ألف سورى ويعتبرهم ذووهم فى عداد الموتى، فهل القوى السياسية فى مصر راضية عن هذا الذى يحدث فى سوريا؟ وهل فكرت القوى السياسية يوماً فى أن تتوحد وتجتمع للبحث عن مخرج لتلك الأزمة العصيبة؟. هل فكرت مثلاً فى مؤتمر عام للقوى السياسية المصرية لبحث الأزمة السورية والخروج بحلول عملية لها؟ ألم يكن متوقعاً أن يكون حالنا فى مصر كحالهم الآن لولا ستر الله ورحمته؟!. ثانياً.... هل فكرت القوى السياسية المصرية فى مجموعة من التدابير الرادعة التى تمثل أوراق ضغط على النظام العلوى ومن ورائه الكيان الفارسي؛ تخفف من خلالها براميل القذائف الحارقة التى تسقط صباح مساء على المساكين فى قرى ومدن سوريا؟. ثالثاً.....هل فكرت القوى السياسية فى احتياجات إخواننا وأخواتنا وبناتنا وأبنائنا وآبائنا وأمهاتنا الساكنين فى العراء حيث الخيام والصحراء فى داخل سوريا حيث النزوح الداخلى لأكثر من 2 مليون سورى وفى خارجها حيث مخيمات تركيا ولبنان والأردن والعراق وحيث أكثر من 350 ألف لاجئ سوري؟ وهل فكرت فى وضع خطة مصرية للمساهمة فى سد وإشباع تلك الاحتياجات الضرورية؟. رابعاًً....هل فكرت القوى السياسية فى مصر وبخاصة رموزها البارزين فى زيارة مخيمات اللاجئين، والاصطفاف لإشباع احتياجاتهم التى تشمل كل نواحى الحياة من مأكل ومشرب ودواء وملبس وغطاء وأسفنجة طرية ينامون عليها عوضاً عن الأسرة وغرف النوم الكريمة التى دمر "المجرم بشار" الأسقف التى كانت تسترها من كل شىء، والجدران التى كانت تظلها وتحميها من الحر الشديد والعواصف والأتربة، والبرد القارس، ومعظم القوى السياسية تعلم جيداً صقيع شتاء سوريا ولبنان والأردن وتركيا والعراق؟. خامساًً... هل فكرت القوى السياسية فى مصر ونحن فى أيام خيرات.... أيام العشر من ذى الحجة حيث مضاعفة الحسنات... أقول هل فكرت فى توجيه خيرتها فى هذه الأيام المباركات إلى أصحاب الاحتياجات الفعلية فى سوريا وفى مخيمات اللاجئين؟. سادساً.... إذا قمنا بإجراء مقارنة بيننا وبين سوريا فى ضوء "كليات الشريعة" عند علماء الأصول "الضروريات، الحاجيات، التحسينات"، فى أى خانة نستطيع أن نسكن واقعنا وواقعهم؛ أليس حالهم حال "الضرورة القصوى"؟ ألا تستدعى هذه الضرورة من القوى السياسية المصرية "ثمرة تكليفية" و"ترجمة عملية" بقليل من البذل المجتمعى الذى يرتقى إلى مرتبة الوجوب؟. سابعاً.... هل فكرت القوى السياسية المصرية فى تنظيم قوافل إغاثية على غرار قوافل إغاثة غزة فى 2009 والتى ضربت مصر حينها مثالاً يحتذى به فى العطاء والبذل؟ إن هذه القوافل لا تحتاج من القوى السياسية غير الحشد والقدوة فى البذل والعطاء وقيادة القوافل؛ فهل يفعلها رموز المجتمع المصرى لتكتب الحسنات فى صحائف الأعمال؟ لنجدها منيرة يوم الحساب يوم لا منصب ولا جاه؟.. إننى أراهن بقوة على بذرة نقية تشتهر بها الشخصية المصرية مهما بلغ بها الشطط والذلل والتغييب. إن شكل المصريين يكون جميلاً جداً عندما يتوحدون على قضية واحدة، جمعتنا ملحمة العاشر من رمضان فكانت "صيحة الله أكبر"، وجمعتنا ثورة يناير فكان شعار "إيد واحدة"، وأسأل الله أن تجمعنا محنة سوريا ليكون الشعار "جسد واحد" فهل تفعلها القوى السياسية المصرية الرسمية والشعبية؟!. http://www.facebook.com/amzaafan