أطرف ما في بعض النخبة خاصة "المتفرنجة" ، و التي مثل "القرعة" و لغير المصري فإن "القرعة" هي المرأة الصلعاء التي لا شعر لها التي تتباهى بطول و نعومة وجمال شعر ابنة شقيقتها ! عندما يرددون مثل البغبغاوات مصطلحات التنوير و العقلانية و الاستنارة الباريسة و عيونهم على عواصم صناعة النجوم الهوليودية .. أطرف ما فيهم هو البحث عن "مشجب" يعلقون عليه فشلهم و خيبتهم الكبيرة ! مثلا فإن سبب تخلف العالم العربي عندهم هو "الحكم العثماني"..! ، و كأن العرب كانوا في قمة التقدم قبل أن يدينوا بالسمع و الطاعة للعثمانيين ! و أن سبب "خيبة" العرب القوية ، هو أنهم أناس "ماضييون" يعشقون الماضي و يحبونه موت ! و يتباهون به و يتمنون استعادته و يستظلون بظله من جديد !! يقولون ذلك و كأن "حاضر" العرب هو الأولى بالتباهي به و المنظره بحاله و جماله أمام "العزول" من أهل الغرب الناقمين و الحاقدين على حاضرنا "الجميل .. البديع" و الذي ليس كمثله حاضر و لا غائب ! و على رغم من أن المجتمع العربي ، مجتمع "أمومي" ، إذا جاز التعبير ، الأم فيه مرجعية أسرية و مجتمعية مهمة ، و لها القول الفصل فيما يخص أسرتها ، فإنهم يتحدثون عن أن تخلف العرب يرجع إلى إهدار حقوق المرأة العربية ! ، و أن المجتمع العربي "الذكوري" ، اغتصب حقوقها كما يغتصب جسدها آناء الليل و أطراف !! و هذا التفسير من أطرف التفسيرات التي سمعتها من "نخبة" تدعي لنفسها السبق في الدفاع عن حقوق المرأة ، و ربما "نفطس من الضحك" إذا سمعناها من الزعماء العرب .. ففي حين تتصدى زوجة الرئيس العربي ، لما تعتبره اغتصابا لحق المرأة العربية ، نجدها هي أول امرأة عربية تتنازل عن حقوقها لزوجها ، إذ تتنازل مثلا عن لقبها و نسبها و تُنسب للرئيس اسما و لقبا ، و على سبيل المثال فإن معظم الشعب المصري لا يعلم لحرم الرئيس مبارك إسما آخر غير اسم "سوزان مبارك" ! من أطرف ما في هذا الموضوع ، أن الزعيم العربي ، لا يفوته في كل خطاب يلقيه على رعيته ، أن يتجمل أمام "الغرب" طبعا و ليس أمام الرعية فهم فقط في نظره مطية لركوب المحيط و عبوره شطر البيت الأبيض و يشدد في لهجة حازمة و صارمه على حمايته لحقوق المرأة الإنسانية و السياسية !! و هي نكتة لطيفة جدا ، لا يملك المرء حيالها إلا الضحك ، إذ يتكلم الزعيم و كأن الرجل العربي في عهده الميمون نال كل حقوقه السياسية ،و لم يبق إلا الالتفات إلى حقوق النساء السياسية ، باعتبارهم "ولايا" .. ومن يفتري على "ولية" ستكون آخرته سوداء .. أسود من قرن الخروب ! فإذا كان الرجل لا يزال محروما من حقه في العمل و في الرعاية الصحية و ما يجعله بني آدم أو رجلا بجد في عيون زوجته .. و محروم من حقه في اختيار ممثليه في البرلمانات و في قصور الرئاسة ، و تزور إرادته ، و تمتهن كرامته في مقار شرطة أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو ، فبأي وجه يتحدثون عن حقوق المراة ؟! الأكثر طرافة أن الرؤساء الذين يتكلمون بخشوع و تبتل عن حماية المرأة من تعدي "المجتمع الذكوري " عليها ، هم الذين لا يعيرون اهتماما للنساء الذين تنتهك حرماتهن و أعراضهن على أيدي زبانية و شرطة و أمن أصحاب السمو و الفخامة و الجلالة !. الرئيس مبارك لا يلقي كلمة أو يدلي بتصريح حتى ولو كان بمناسبة افتتاح كوبري ، إلا و يذكُر مشكورا الناس بحقوق المرأة ، و أسس مجلسا لرعاية الأمومة و الطفولة ، ترأسه السيدة حرمه ، في الوقت الذي تفترش فيه العشرات من زوجات و أمهات المعتقلين السياسين شوارع القاهرة اعتصاما و احتجاجا على اعتقال أزواجهن و أبنائهن منذ شهور و إلى الأن ، و لم يهتم بهن الرئيس و لا راعية الأمومة و الطفولة في مصر السيدة حرمه ، و كأن الرئيس و حرمه يتحدثان و يدافعان عن نساء أخريات غير المصريات !! [email protected]