أثار الانتشار الوبائي لمرض " التهاب الغدة النكفية " في العديد من المدارس بمحافظات مصر المختلفة الكثير من التخوفات لدى أولياء الأمور، مما أفزع الأمهات فأسرعن لمنع أولادهن من الذهاب إلى المدرسة حتى لا يصيبهم المرض خاصة وأن مضاعفاته حال حدوثها تكون وخيمة كما يؤكد الأطباء لا قدر الله الإسم الشعبي: تعرف الأوساط الشعبية "التهاب الغدة النكفية" ب " أبو اللُّكيم" وربما سُمِّي بهذا الاسم لأنه يسبب تضخما في منطقة الرقبة من أعلى مما يعطي شعورا عاما بان هناك ما " يلكم" أو يضغط على فك الطفل.. (المصريون جالت في كثير من المصادر الطبية لتتعرف مع قرائها عماذا يعني هذا المرض الذي يثير الرعب في مدارسنا وخاصة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية؟ ما هي علاماته التي تستطيع أي أم أن تكتشفه من خلالها.. وكيف يصاب به الطفل وهل هو معد أم لا؟ وما مدى خطورته ومدة حضانته وكيفية العلاج منه بل والوقاية كل هذه التساؤلات نحاول الوقوف عليها. طبيعة المرض! "التهاب الغدة النكفية" يحدث نتيجة عدوى فيروسية تؤثر على الغدد النكفية. والغدة النكفية واحدة من ثلاثة أزواج تعرف ب"الغدد اللعابية" وهي تقع تحت وأمام الأذان. لذا فعندما تنتقل العدوى لأحد الأشخاص سواء كان طفلا أو بالغا فإنها تسبب انتفاخاً في إحدى الغدتين النكفيتين أو كليهما. والملاحظ أنه انخفضت الإصابة بالمرض بعد اكتشاف اللقاح المضاد له سنة 1967م لذا فإن المختصون يعتبرون أن التطعيم ضد هذا المرض اهم خطوة لمحاصرته . أعراضه : تظهر الأعراض عادة خلال أسبوعين أو ثلاثة من بدء المرض والأعراض وهي: – انتفاخ مؤلم للغدد اللعابية في كلا الجانبين للوجه . - آلام في حال المضغ أو البلع . - حمى. - الشعور بالضعف والتعب . مسبباته وكيفية انتشاره: فيروس الغدة النكفية هو مسبب التهاب الغدة النكفية و ينتشر بسهولة من شخص لآخر من خلال اللعاب المصاب . فإذا كنت عزيزتي الأم لا تتمتعين بمناعة قوية فإنكِ ستصابين من خلال قطرات اللعاب الصغيرة التي تنتشر أثناء التنفس أو من خلال عطاس أو سعال الشخص المصاب، وهو ما يجعل انتشار المرض سريعا بين تلاميذ المدارس. كما تكثر العدوى في البيت حيث يشارك الشخص المصاب أدواته (الأطباق والأكواب والمناشف) فالتهاب الغدة النكفية معد كالأنفلونزا تماما. كيف نتعامل مع الأعراض؟ وحديثنا هنا موجه في المقام الأول للأم حيث تكون أول الملاصقين لطفلها .. فعندما تشكين في أنكِ أو أحد أبنائك أصيب بالغدة النكفية فما عليك إلاالذهاب للطبيب المختص لسرعة تشخيص المرض وتحديد نوعه حيث تشترك هذه الأعراض أو المؤشرات مع أمراض عدية غيره فانتفاخ الغدد اللعابية والحمى قد تكون مؤشراً لإلتهاب اللوز أو انسداد الغدد اللعابية، كما أن هناك فيروسات نادرة تهاجم الغدة النكفية مسببة مرضاً شبيهاً بالتهاب الغدة النكفية، ولا يحدد حقيقة المرض مبدئيا سوى التحاليل المعملية. مضاعفاته: قد يعتقد البعض أن مضاعفات " التهاب الغدة النكفية" يسيرة وبسيطة، فيهملون في علاجه ولكن الطب يؤكد خطورتها على الرغم من ندرة حدوثها وهذه المضاعفات ويجب ملاحظتها في: ارتفاع درجة الحرارة ويكون ارتفاعا متوسطا قد يصل إلى (38) درجة مئوية لمدة يوم أو يومان. انتفاخ الخصيتين: وهو التهاب يصيب الخصيتين عند الذكورفيسبب انتفاخاً لأحدهما أو الإثنين معا وهو انتفاخ مؤلم ولكنه نادرا مايسبب العقم. انتفاخ العصارة البنكرياسية: وهو انتفاخ يصيب البنكرياس فيسبب ألماً أعلى البطن فيزيد الشعور بالغثيان والقيء. التهاب الدماغ : وهو عدوى فيروسية مثل التهاب الغدة النكفية يؤدي إلى حدوث التهاب في الدماغ ويسبب مشاكل في الجهاز العصبيمما من شأنه يسبب تهديداً حقيقياً للحياة . وبالرغم من ذلك إلا أن التهاب الدماغ نادرالحدوث كأحد مضاعفات التهاب الغدة النكفية . التهاب السحايا: هو التهاب يصيب الأغشية والسائل المحيط بمنطقة المخ والحبل الشوكي وهذا لا يحدث إلا عندما ينتشر الفيروس في الدم ليصل إلى الجهاز العصبي المركزي. ومع ذلك إلا فهو من المضاعفات النادرة التي يسببها التهاب الغدة النكفية . التهاب المبيض: ويحدث عن الإناث حال الإصابة به وهو يسبب ألماً في الجزء الأسفل من البطن إلا أنه لايؤثر على الخصوبة والإنجاب لديهن . فقدان السمع: وبالرغم من حدوثه نادرا إلا إنه يعتبر من المضاعفات الخطيرة التي يسببها فيروس التهاب الغدة النكفية ويكون في إحدى الأذنين أو كليهما ويكون عندها فقد السمع بشكل لا شفاء منه. حالات توجب التطعيم: السيدات إذا لم تكن حاملاً طلبة الكليات والمدارس المهنية أو العاملون بالمدارس. - العاملون بالمستشفيات أو مدارس رعاية الأطفال . - المسافرون للخارج. حالات لا توجب التطعيم: المرأة الحامل او التى تنوى الحمل في الترة القريبة. الحساسون لمادة (الجيلاتين ) أو لعقار الديومايسين (المضاد للجراثيم (Neomycin) مصابو السرطان أو أحد أمراض الدم. التطعيم ويقول الأستاذ الدكتور عبد الهادى مصباح استشاري المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة عن مدى جدوى وكفاءة تطعيم MMR الذي يقي من الحصبة والحصبة الألماني والغدة النكفية الذي من المفروض أن يتم أخذه من خلال جرعتين : الأولى عند سن سنة ونصف ، والثانية عند سن 4 – 6 سنوات ، وتنتقل عدوى الفيروس عن طريق الجهاز التنفسي من خلال الرذاذ المتطاير من خلال العطس أو الكحة أو تلوث الأيدي بها ،وتقدر فترة حضانة هذا المرض ما بين دخول الفيروس وظهور الأعراض المرضية ب 14 – 18 يوماً ، وأكثر الفترات نقلاً للعدوى هي 1-2 يوم قبل ظهور أعراض المرض ، وحتى 5 أيام بعد ظهور الأعراض والتي تتمثل في : ارتفاع متوسط في درجة الحرارة 38( درجة مئوية) لمدة يوم أو اثنين يعقبه تورم في الغدة اللعابية النكفية التي تزيح صيوان الأذن ، وقد يعقب ذلك تورم الجانب الآخر من الوجه ، مع ألام في الوجه والحلق والأذن ، وتكسير في الجسم . وينبغي أن يخلد الطفل للراحة لمدة أسبوع بعد ظهور أعراض المرض عليه لمنع انتشار العدوى ، ومنع المضاعفات التي تتمثل في : التهاب الخصية – التهاب حاد في البنكرياس – التهاب سحائي – التهاب مخي . وللإجابة أيضا عن أسئلة جدوى التطعيم من عدمه ينبغي أن نعلم أنه لكي يكسب التطعيم مجتمعاً ما حصانة ضد المرض ينبغي أن تكون نسبة الأطفال الذين تناولوا جرعتين من التطعيم تزيد عن 95% ، ومع ذلك فهناك حالات من الانتشار الوبائي التي حدثت في خلال 12 شهراً من يونيو 2009 وحتى يونيو 2010 في كندا والولايات المتحدة ، وأصيب خلالها 3502 طفل بالتهاب الغدة النكفية ، من بينهم من تناول التطعيم مرتين بالفعل ومع ذلك أصيب بالمرض ، مما حدا بالعلماء لدراسة تجربة إعطاء المجتمع الذي تنتشر فيه العدوى بصورة وبائية جرعة ثالثة بشرط ألا يكون قد التقط عدوى المرض خلال الست شهور الأخيرة ، مما قلل نسبة انتشار العدوى من 4.93 في الألف إلى 13و. من مائة في الألف دون حدوث مضاعفات جانبية تذكر . لذا ينبغي أن تجري وزارة الصحة بحوثاً إبيديميولوجية لمعرفة من من هؤلاء الأطفال تناول التطعيم وكم عدد جرعاته ، وهل هناك مشكلة في كفاءة التطعيم أم لا من خلال اختبار الأجسام المضادة لمن تناول الجرعتين ولم يصب بالعدوى حتى الآن، وإذا لم تكن هناك مشكلة في التطعيم فينبغي إعطاؤهم جرعة ثالثة في الأماكن التي انتشر فيها المرض بصورة وبائية . الوقاية: وللوقاية من المرض يلفت د. عبد الهادي غلى أنه ينبغي التأكد من أن جميع الأطفال والبالغين يتبعون ممارسات غسل اليدين جيدا.،ومراجعة سجلات تحصين جميع الأطفال في المراحل المدرسية لضمان أنهم تلقوا التطعيم ضد الغدة النكفية ،ومراقبة جميع الأطفال عن كثب تحسباً لظهور الأعراض. ونصائح (المصريون) للأمهات ونتيجة لحوارات متعددة ل "المصريون" مع عدد من الأطباء المختصين في أمراض الطفل نجمل نصائحهم للأمهات وهى: أن النظافة الشخصية مهمة في حال إصابتها أو أحد أطفالها بالتهاب الغدة النكفية خاصة الراحة السريرية التي تعتبر من أفضل العلاجات حيث أن الطبيب ليس لديه الكثير ليعطيه للإسراع في الشفاء ولكن هناك بعض الخطوات التي يجب أن تتبعها للتخفيف من آلام المرض ولإبقاء الآخرين بعيدين عن العدوى مثل: إلزم السرير حتى زوال الحمى علاوة على عزل الطفل المصاب حتى لا يعدي الآخرين ، كما ننصح باستخدام الكمادات الباردة للتخفيف من الألم والناتج من انتفاخ الغدد وإلباس الأطفال من الذكور الأربطة الرياضية الداعمة لإراحة الخصية المنتفخة. علاوة على تجنب الأطعمة التي تحتاج مجهودا في المضغ والتركيز على الشوربة و الأطعمة اللينة كالبطاطس المهروسة و شرب السوائل، كذلك تجنب الأطعمة التي تحوى الطعم الحامض كالعصائر والفواكه الحمضية لأنها تحفز على انتفاخ الغدد اللعابية مع متابعة وملاحظة المضاعفات .