أشار وزير الاعلام صلاح عبد المقصود الى ان هناك اتجاه داخل التليفزيون المصرى لانشاء قناه فضائية باللغة التركية على غرار القناه التركية الناطقة بالعربية واكد عبد المقصود خلال حوار اجرته معه وكالة الاناضول ان العلاقات مع تركيا ستشهد في المرحلة المقبلة توأمة على مختلف المستويات ومنها الإعلام" كما أكد عبد المقصود على فخره واعتزازه بانه وزير أعلام ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين مشيرا الى ان ذلك لن يؤثر على الحيادية والمهنية وتحويل إعلام الدولة من مجرد لسان حال للنظام الحكام كما كان قبل ثورة 25 يناير، إلى منبر لكل المصريين وجدد عبد المقصود رفضه لعرض أعمال "تشوّه" جماعة الإخوان المسلمين أو أي فصيل سياسي آخر على تليفزيون الدولة الرسمي، لافتًا إلى أن هناك "مالاً سياسيًا" يوظّف من قبل بعض الفضائيات الخاصة، وهذا الأمر يخضع حاليًا لرقابة أجهزة الدولة المعنية" وهذ نص الحوار: كيف انعكست زيارة الرئيس محمد مرسي الأخيرة لتركيا على التعاون الإعلامي بين البلدين؟ خلال الزيارة جدد الحديث عن توأمة بين البلدين المركزيين، وهو ما يعني الالتحام بين البلدين في كل المجالات وفي مقدمتها الإعلام والثقافة، حيث تجمعنا بالشعب التركي عقيدة تمتد لأربعة عشر قرنا وتاريخ وعادات مشتركة وعلاقة نسب ومصاهرة، كما في تركيا بعض الآثار المصرية لا تزال شاهدة على وجود المصريين هناك، ولدينا آثار تركية كذلك. بشكل أكثر تحديداً ما هي ملامح التعاون الإعلامي الذي تتوقعونه مع تركيا؟ الثقافة المصرية منتشرة في كثير من ربوع العالم وكثير من أبناء تركيا درسوا في الأزهر الشريف ويعتبرونه قبلة للعلم الشرعي وبالتالي فالثقافة المصرية مقبولة لدى الأتراك كما هي مقبولة لدى العديد من الشعوب. ومنذ سنوات قليلة بدأت الدراما التركية تحتل مساحتها من اهتمام المشاهد العربي والمصري، وأرى أن تركيا زاخرة بالأعمال الفنية والدرامية والمسرحية الهادفة اجتماعياً وثقافيا، والتي أتوقع أن تلقى قبولاً واسعاً لدى المشاهد المصري. وبناء على ما سبق فقد اتفقنا مع إخواننا الأتراك على أن يكون بيننا تبادل إخباري ودرامي وبرامجي وفني، والتلفزيون المصري يشرف بأن يتلقى أعمالا تركية تحمل رسالة أفضل من تلك الموجودة بالأعمال التركية المنتشرة على القنوات الخاصة، لنقوم بدبلجتها وإذاعتها. هل لديكم توجه لإنشاء قناة مصرية ناطقة باللغة التركية كما الحال مع القناة التركية الناطقة باللغة العربية؟ بالتأكيد هناك توجه لذلك وأتمنى أن تتاح الإمكانات في أقرب وقت لننشئ مثل هذه القناة كي نعرض بضاعتنا على أشقائنا الأتراك، وللعلم فنحن لدينا إذاعة موجهة باللغة التركية ومن ثم فمن باب أولى أن يكون هناك قناة. اتهم الإعلام الرسمي في مصر أنه لسان حال الحاكم، فهل ترى أن الأمر مستمر بعد الثورة أم لديكم توجه لتغييره، وما الخطوات التي اتخذتموها في هذا الشأن؟ نحن في هذه المرحلة نعيش دولة المؤسسات والدولة الدستورية القانونية المبنية على قيم العدل والمساوة والمواطنة بين جميع المصريين وبالتالي فإننا نسعى أن ننقل الاعلام من مفهوم إعلام الحزب الواحد إلى إعلام كافة التيارات والاحزاب والطوائف المصرية وتستطيع ان تلحظ اننا في التلفزيون الرسمي ننقل المظاهرات المعارضة للرئيس على سبيل المثال والوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية كما نقلنا فعاليات التيار الشعبي والتي عقدها المرشح المنافس للرئيس مرسي في الانتخابات الأخيرة، حمدين صباحي. ظهور مذيعات محجبات في نشرات الأخبار بالتلفزيون المصري للمرة الأولى في عهدكم، رآه البعض "أخونة" لإعلام الدولة.. فما رأيكم؟ مصر نساءها محجبات بما نسبته بين 80% إلى 90% لكن كان يحال بين المرأة المحجبة وبين الظهور في نشرة الاخبار منذ تأسيس التلفزيون سنة 1960، ومن ثم كانت هذه الخطوة من باب رفع الظلم عن فئة كبيرة من المجتمع.. والاتهام هذا يطرح في حال تم اضطهاد وإقصاء غير المحجبات.. والأمر لا يقتصر على ظهور المذيعات المحجبات فقط، فقد قررت أن يظهر بعض أبناء سيناء على شاشة التليفزيون كإعلاميين قريباً، سواء في المحطة الإقليمية أو في التلفزيون المصري، وقررت أيضاً أن ينتقل التلفزيون إلى جميع ربوع مصر وينقل منها الاخبار والبرامج ولا يقتصر في ذلك على العاصمة. الجميع مرحب به في إطار القواعد القانونية والمهنية. لكنكم أحلتم فريق عمل برنامج "نهارك سعيد" على قناة نايل لايف للتحقيق بسبب هجوم أحد الضيوف على الرئيس ومشروع النهضة وجماعة الإخوان.. ألا يعد ذلك هيمنة أيديولوجية؟ أحلنا الفريق للتحقيق لأنه ارتكب خطأ مهنيا فادحا، وليس على خلفية أيديولوجية. فقد حيث عرض مشهداً يقوم فيه الضيف المنتمي لحزب معارض بقذف وسب الرئيس قائلاً إن "الناس كانت تبحث عن رئيس تقي وورع يخاف الله فإذا بهم أمام شيطان"، والأسوأ أن المذيعة كانت تبتسم لحديث الضيف مبدية تأييدها له، وهذا خطأ مهني فادح لا أقبله في حق أي مواطن مصري أو قوى سياسية فضلاً عن رئيس الدولة المنتخب. هل ترى أن هناك تأخون وليس أخونه كما قال الكاتب أيمن الصياد؟ ما كتبه وقدمه كل إعلامي موجود ومحفوظ ويسهل الرجوع إليه على صفحات الإنترنت وفي الأرشيف، ومن ثم فأي متحول ماضيه مسجل ومعروف. ورغم ذلك فإننا كمصريين لابد أن نفتح صفحة جديدة، خاصة لمن عاد والتحم بالنسيج الوطني وثورته المباركة. وسيسمح لأي أحد ان يمارس دورا ايجابيا مالم يكن افسد الحياة السياسية او سرق أموال الشعب، ومن اخطأ ويريد أن يعود فأهلا وسهلا به. اعلنت أنك ستكون آخر وزير إعلام وسيتبع فترة ولايتك إنشاء مجلس وطني للإعلام، فلماذا لم تتخذ هذه الخطوة من ألآن؟ ثمة اصول كثيرة احدثك عنها 33 قناة و76 إذاعة ومدينة للإنتاج الاعلامي وشركة للأقمار الصناعية وشركة صوت القاهرة للإنتاج المرئي والصوتي والفني كل هذه المؤسسات لا يمكن ان تأتي بجرة قلم وتلغيها وينبغي ان تبقى معبرة عن شعب مصر كجهاز خدمة عامه . نحن نريد ان ننظمها ومقترحنا ان يكون هناك مجلس وطني يشرف عليها وهيئة تنظم العلاقة بين الشعب وهذا الاعلام الذي يعبر عنه. وفي هذا السياق فقد قدمت لنا وزارة التنمية الادارية في مصر دراسة تريد من خلالها ان تعييد هيكلة الإذاعة والتلفزيون ووزارة الاعلام في فترة تستغرق من 4 إلى 5 سنوات كي يتحول الاعلام إلى إعلام يعبر عن الأمة المصرية كونك أول وزير إعلام ينتمي للإخوان المسلمين، الذين دأب الإعلام الرسمي في عهد مبارك على مناصبتهم العداء.. كيف تراه؟ انتمائي للإخوان اعلنه وأشرف به وأفتخر أنني أول وزير من الإخوان يأتي إلى كرسي وزارة الإعلام، وسبقني 21 وزير قبل ذلك منهم الشيوعي والناصري والقومي والوفدي أو الليبرالي والعسكري. وأحرص على تذكير المواطن بانتمائي حتى يضعني في بؤرة الاختبار ويرى ماذا اقدم ويقارنه بما قدمه الوزراء السابقون . انا اريد ان اقدم نموذجا للعدل والمهنية واتاحة الاعلام لكل المصريين بغض النظر عن اتجاهاتهم المختلفة لكن البعض يرى أن تحرككم للتطهير بطيء وما زال التليفزيون يعج بالفاسدين؟ انا اقول عفا الله عما سلف ونفتح صفحة جديدة لكنني لا أغمض عيني عن فساد سواء كان ماليا او اداريا وسأقاوم اي فساد اكتشفه نحن لدينا هنا 43 ألف موظف في اتحاد الاذاعة والتلفزيون .. وقد تم اختيارهم على عين النظام السابق وكانت هناك معايير صارمة في اختيارهم، ومنهم مهنيون كثر وكفاءات كبيرة، وقد عينت اثنين فقط من المستشارين والقضاة كي يعينوني على مكافحة الفساد المالي والاداري وعلى ضبط الايقاع فيه طبقا للقانون ولن اظلم احدا او آخذه بالشبهات فلابد ان تكون هناك حقائق واضحة وادلة دامغة حتى اقدم على اي اجراء الا تواجهون صعوبة في ذلك باعتباركم قادمون من خارج الوزارة؟ لم اكن بعيدا عن هذا المكان، وكنت لفترة عضو مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتلفزيون وهو المجلس الذي يرسم سياسة هذا الاتحاد، بصفتي قائماً بأعمال نقيب الصحفيين، لكنه كان مكبلا ولم يقم بدوره المنصوص عليه في القانون. كما أنني ايضا كنت اعمل في العمل الاعلامي المكتوب والمرئي ولي اسهامات وامارس الاعلام منذ 33 عاما واعلم مشكلاته وقضاياه جيدا ولدي تصورات للحلول المطلوبة. كيف ترون سيطرة رؤوس الاموال على الإعلام الخاص في ظل شكوى قوى من توجيه ذلك لصالح الثورة المضادة؟ اكتشفنا في الفترة الاخيرة أن ثمة مال سياسي يحرك بعض الفضائيات لتصفية حسابات سياسية، وهذا المال السياسي يضبطه الجهاز المركزي للمحاسبات، أما الفضائيات الخاصة فينظم عملها قانون الشركة المصرية للأقمار الصناعية او المنطقة الاعلامية الحرة في ذات السياق واجهت بعض القنوات الخاصة تضييقا خلال مرحلة ما بعد الثورة.. فما موقفكم من هذا؟ مجلس الوزراء قرر إعادة النظر في القواعد المعمول بها الان والتي تنظم عملية البث وتنظيم العمل في مجال الفضائيات في منطقة الإعلام الحر وسيتم مراجعتها. وانا على المستوى الشخصي وباسم الحكومة والرئيس مع حرية الاعلام والتعبير والعمل الاعلامي المسئول بلا اي سقف دون المساس بسمعة الناس او السب او التحريض نقل عنك رفضك بث الجزء الثاني لمسلسل "الجماعة" الذي يتناول تاريخ جماعة الإخوان المسلمين على التلفزيون الرسمي؟ نعم هناك توجه لإعلام الدولة ان يكون معبرا عن الدولة المصرية لا اعلام إثارة خصومات او تصفية حسابات، والجميع يعلم ان الجزء الاول كان مصنوعا لتصفية حسابات مع جماعة الاخوان حيث كانت تقود المعارضة الرئيسية للبرلمان السابق وصنع المسلسل كي يغتال سمعة الاخوان ومؤسسها والجزء الثاني من المسلسل إذا كان على غرار الجزء الاول لن يسمح به لان تلفزيون الدولة الذي يمول من جيوب المصريين ودافعي الضرائب لن يدفع عشرات الملايين في هذا المسلسل كي يشوه فريق من المصريين. كما اننا لا يمكن ان نسمح لأي مسلسل يسيء لأي فصيل سواء كان الوفد او التجمع او الغد او اي حزب لن نسمح بعرضه طالما ان هدفه التشويه او الاغتيال المعنوي.