فتحى رضوان زعيم سياسى وصحفى ومفكر، كان وزيرًا للإرشاد القومى (الإعلام) فى بدايات ثورة يوليو، كما كان عضوًا مؤسسًا فى حزب مصر الفتاة مع أحمد حسين، وأول من أنشأ مجلسًا لحقوق الإنسان. فتحى رضوان، اسم لا يعرفه كثير من الناس، ولم يسمع عنه معظم شبابنا، اسم ناضل كثيرًا من أجل استقلال الوطن، كافح طويلاً من أجل الحريات، له تاريخه الوطنى ونضاله المرير منذ الملكية حتى عهد مبارك، وهو اسم معروف لدى السجون المصرية من كثرة اعتقاله فى عهد الاستعمار وأعوانه، واسم معروف أيضًا فى الأوساط القضائية حيث عمل محاميًا ومدافعًا عن القضايا الوطنية، وليس ذلك فحسب بل اسم عُرف وسط الأدباء بأدبه، ووسط المثقفين بسعة أفقه، وبين السياسيين بحصافة رأيه، وبين جموع الشعب بأنه مواطن منهم، اسم سُجِن وهو ابن السبعين لمطالبته بالحرية لنفسه ووطنه، هو اسم جدير بأن يكون محل دراسة الدارسين ومعرفة المثقفين. ولد فتحى رضوان فى مدينة المنيا بتاريخ 14 مايو1911، والده كان يعمل مهندسًا للرى فى هذه المدينة، ثم انتقلت الأسرة بعد ذلك بعامين أو ثلاثة إلى القاهرة، واستقر بها المقام فى حى السيدة زينب، وفى هذا الحى تشّرب الوطنية حيث التيارات الوطنية والفكرية التى كان يزخم بها الحى، كما كانت نشأته الوطنية لها أثر عظيم فى تكوين شخصيته، فكانت أمه من أنصار مصطفى كامل، كما كانت أخته زعيمة الطالبات فى المدرسة السنية. نبغ فتحى رضوان سياسيًا وفكريًا وهو فى المرحلة الثانوية، وبعد حصوله على الثانوية التحق بكلية الحقوق، وتخرج فيها عام 1933 ليعمل فى مجال المحاماة. تكاملت ملكاته السياسية بالتحاقه بكلية الحقوق، ودعوته مع صديقه أحمد حسين لمشروع القرش، والذى أحدث هزة فى كيان المستعمر، كما عمل على عقد مؤتمر للطلبة غير أن العراقيل وُضعت أمامه، ولم يقتصر على ذلك بل عمل على تشجيع الصناعات الوطنية عن طريق المناداة بإنشاء مصنع وطنى للطرابيش. بعد تخرجه أسس مع أحمد حسين حزب مصر الفتاة، وظل رضوان به حتى عام 1937، حيث اختلف مع صديقه حول بعض الرؤى، ثم انضم للحزب الوطنى، إلا أنه لم يَرُقْ له أسلوبه فى تعامله مع قضايا الأمة، فأنشأ عام 1944 "الحزب الوطنى الجديد"، كما أصدر جريدة "اللواء الجديد"، وظل الحزب قائمًا حتى حُلّت الأحزاب عام 1953م. تعرض فتحى رضوان للاعتقال كثيرًا لمخالفته سياسة المستعمر الإنجليزى وعدم السير فى ركابها، ولاعتراضه على بعض تصرفات الملك فاروق، كما عارض وجود المحتل على أرض وطنه عارض الحكومات التى كانت تسير فى ركابه فاعترض على معاهدة 1936م، التى عقدها حزب الوفد مع الإنجليز وكانت خزيًا وعارًا على مصر، كما اعترض على المفاوضات التى كانت تجريها الحكومات مع المحتل، وكان شعاره "لا مفاوضات إلا بعد الجلاء"، كما كان قريب الصلة بالأب الروحى للجيش المصرى "عزيز المصرى". ترشح فى الانتخابات النيابية مرتين قبل الثورة، ولم ينجح فيهما بسبب التزوير الذى كان يحدث، وتمّ اعتقاله بعد حريق القاهرة فى 26 يناير1952، وظل فى المعتقل حتى قيام ثورة يوليو حيث أخرجته حكومة على ماهر باشا واختارته ليكون وزيرًا بها، وظل وزيرًا للدولة ثم وزيرًا للإرشاد القومى حتى عام 1958، كما كان نائبًا فى مجلس الأمة عن دائرة مصر الجديدة. ظل فتحى رضوان مناضلاً ضد سياسات السادات، ومعارضًا لها حتى اعتقل فى أحداث سبتمبر1981، وبعد خروجه عمل على إيجاد لجنة لحقوق الإنسان، وعمل بها من أجل أن ينال كل إنسان حريته. كتب فى المسرح والأدب والسيرة والسياسة، ومن مؤلفاته: 72 شهرًا مع عبد الناصر، أسرار حكومة يوليو، حركة الوحدة فى الوطن العربى، طلعت حرب بحث فى العظمة، محمد الثائر الأعظم، مشهورون ومنسيون، نظرات فى إصلاح الأداة الحكومية، وغيرها من المؤلفات والمقالات التى تنم عن سعة أفقه الفكرى والسياسى. وافته المنية فى مثل هذا اليوم عام 1988، ودفن بجوار زعيميه مصطفى كامل ومحمد فريد.