اتهم نواب المعارضة بمجلس الشعب، ما أسموه "ميليشيات" الحزب الوطني الحاكم التي يتزعمها مجموعة من النواب أغلبهم من الضباط السابقين، باللجوء إلى سياسة الترهيب والتهديد أثناء المناقشات داخل البرلمان. وانتقد نواب المعارضة، أعضاء الحزب لمحاولتهم فرض السيطرة والبلطجة على مجريات الأمور عبر استخدام سياسة فرد العضلات وبالصياح وتوجيه الشتائم ومحاولة الاشتباك مع كل من يعارض الحكومة، أو من يعارض أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة بالمجلس. وأوضح النائبان الدكتور جمال زهران وسعد عبود أن نواب المعارضة تعرضوا للعديد من المواقف من أعضاء الحزب الحاكم، إلا أنه بعد استمرار هذه الهجمة تقدموا بطلب إلى الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الذي قرر فورًا إحالة نائب بالحزب الوطني إلى هيئة المكتب للتحقيق معه فيما نسب إليه. وأشار النائبان إلى أنه بعد محاولات من الدكتور سرور وكمال الشاذلي وزكريا عزمي قبلت المعارضة الاعتذار الرسمي من اللواء النائب بدر القاضي، لكن المفاجئة الأخرى – بحسب قولهما - هي محاولات نواب الحزب الوطني الفتك بالنائب طلعت السادات والادعاء عليه برفع حذاءه في مواجهة النائب أحمد عز، الأمر الذي نفاه النائبان، وقالا إن هذا الموضوع لم نره وهي محاولة مكشوفة لإرهاب المعارضة تحت القبة. من جانبه، أكد النائب الوفدي محمد مصطفى شردي أنه تعرض لهذه "المليشيات" من قبل داخل لجنة الدفاع والأمن القومي في الاجتماع الذي عقدته في 14 مايو الجاري عندما حاولوا منعه من الحديث خلال الجلسة. وقال شردي إن نواب الوطني نجحوا في منعي من الكلام، بعد أن قام اللواء فاروق طه رئيس اللجنة ومعه الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية ومساعد وزير الداخلية بإنهاء الاجتماع ومغادرة القاعة، وأشار إلى أنه بعد انتهاء الاجتماع قام نواب من الحزب الحاكم بمحاولات عديدة للاعتداء علي بالضرب، معربًا عن أسفه لعدم تمكنه من إبداء الرأي كعضو في البرلمان على أيدي هذه المليشيات بطريقة إرهابية، على حد تعبيره. وأكد النائب الوفدي أنه تقدم بمذكرة رسمية إلى الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس للتحقيق فيما هو منسوب لهؤلاء النواب ومنهم أحمد أبو المجد نصار ومجدي عرفة، لاتخاذ القرار المناسب ضدهما طبقًا للدستور والقانون واللائحة الداخلية التي تنص على تحويلهما إلى لجنة القيم، خاصة وأن هذا الاعتداء تم تسجيله من عبر كاميرات التليفزيون. من جانبه، أكد النائب طلعت السادات أنه مستعد لمواجهة أي تحقيق، معتبرًا اتهامه برفع الحذاء في مواجهة النائب أحمد عز أمرًا مثيرًا للضحك، قائلاً: أنا نائب أقدر البرلمان وأعرف التقاليد البرلمانية وليس من المتصور أن أفعل هذا الشيء. وأضاف لقد نصفني الدكتور سرور أكثر من مرة تحت القبة عندما قال إنه لم ير أن طلعت السادات رفع حذاءه، فضلا عن التحذيرات المتكررة لنواب الحزب الحاكم بالهدوء وعدم الصياح وتنبيه المهندس أحمد عز بصفته أمين التنظيم بوقف الفوضى في خلال دقيقة وإلا منعه من الكلام. وتابع قائلا: إن الدكتور سرور طلب من النائب محيي القطان الهدوء وطلب من النائب كمال الشاذلي بربطه في المقعد، وهذا ما يؤكد أن الذين افتعلوا الأزمة هم نواب الحزب الوطني الذين يحاولون الدفاع عن أمين التنظيم أحمد عز بطريقة إرهابية لن ترهب إلا الضعفاء فقط، حسب قوله. وأشار إلى أن معركته مع ما وصفه الفساد والانحراف واستغلال المناصب لن تتوقف ولن نقف مكتوفي الأيدي ضد من يحاول سرقة مصر وشعبها .