أشاد خطباء الجمعة أمس بكلمة الرئيس محمد مرسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدين أنها أعادت لمصر مكانتها الدولية، واعتبروا أن نصرة النبى صلى الله عليه وسلم تكون باتباع سنته الشريفة وليس بالتخريب أو الإساءة إلى أحد، مطالبين المجتمع الدولى بإصدار قرار يجرم الإساءة إلى رموز الأديان السماوية وبمعاقبة من يسيئون لنبى الإسلام. وقال مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن خطاب الرئيس محمد مرسى بالأممالمتحدة أعاد مصر إلى تواجدها الدولى الذى فقدته منذ 30 عامًا، وهو يليق بمكانة مصر الفاعلة وما يجب أن تكون عليه من دورها المتقدم وسط دول العالم وليس المنطقة وحسب، مطالبًا بمساندته والوقوف بجانبه حتى تكون مصر فى موقع متقدم على الخريطة الدولية. ورفض شاهين خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم تهجير بعض الأسر المسيحية من رفح، وقال: إن ذلك يدل على ضعف الدولة وعدم قدرتها على حماية مواطنيها؛ لأن الدولة القوية تحمى مواطنيها خصوصًا إذا كانوا مسيحيين فى دولة مسلمة، لأن الإسلام أوصى بحمايتهم ما داموا فى دار السلم، مطالباً بوقوف الدولة بكل أجهزتها أمام هذا الأمر لاستعادة قوتها، وقال: "نحن متطوعون فى مساندتهم لأداء هذا العمل إذا احتاجت الشرطة والجيش إلى ذلك. وعبر شاهين عن تقديره لبعض الشخصيات التى انسحبت من الجمعية التأسيسية، ووجه نصيحته لهم بأن الوقت يمر ومصر ليست فى رفاهية للانتظار أكثر من ذلك على صياغة الدستور، لأن ذلك يستنزفها اقتصاديًا، ولسنا فى حاجة للشو الإعلامى الذى يقوم به البعض، مضيفاً أنَّ مَن يخاف على مصلحة البلد أوْلى به أن يقوم قبل انسحابه من التأسيسية بعرض وجهة نظره فيما يرفضه وما يريده أن يكون عليه بالشكل الصحيح ونحن سنسانده لأن الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى كل شيء. كما رحب بالتوافق السياسى من جانب بعض الأحزاب الليبرالية واليسارية، ورأى أن هذا الأمر يثرى الحياة السياسية ويعود بالنفع على المواطن، رافضًا سياسة التخوين والتكفير التى يمارسها أى حزب ضد آخر لعدم اعتماده مثلا على مرجعية دينية؛ لأن ذلك لا يليق فى عالم السياسة . من جهته، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق فى خطبته أمس بالجامع الأزهر أن هؤلاء الذين يسيئون إلى نبى الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام ما فعلوا ذلك إلا أنهم رأوا أن دين الله ينتشر كل يوم فى بلادهم مناشدًا الأنظمة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان أن يقوموا بواجبهم تجاه هؤلاء المسيئين لنبى الإسلام بفرض العقوبات الرادعة حتى لا يفتحوا نار الفتنة بين دول العالم . وطالب هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بإصدار قانون لمحاسبة المسيئين والمستهزئين بالرسول الكريم صلى الله وعليه وسلم لمكانته العالية فى نفوس أكثر من مليار ونصف مليار مسلم بالعالم وإلا ستتعرض مصداقية تلك المنظمات للخطر ويدفعون الأمم إلى حرب عالمية جديدة ونشر الكراهية والحقد بدلا من الحب والتسامح بين البشر والأمم. فيما انتقد الدكتور عبد الله درويش خطيب مسجد الفتح برمسيس الاعتداء على السفارات الأجنبية بدعوى الاعتراض على الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، واصفا ذلك السلوك بأنه غير إسلامى أو عقلانى. واعتبر أن خير وسيلة للدفاع عن رسولنا اتباع سنته واستخدام العقل والحكمة فى التعبير عن رفضنا لأى إساءة للإسلام والرسول عليه السلام، وطالب المثقفين والكتاب بلعب دور أكثر فاعلية فى توجيه الرأى العام الوجهة الصحيحة والبعد عن ردود الفعل السلبية التى تسئ للإسلام والمسلمين، مناشدا الجميع اخذ الحيطة من الوقوع فى الفتنة التى تضر المجتمع كله كما فند الشيخ درويش الدعاوى الباطلة والشبهات الظالمة التى يحاول المسيئون إلصاقها برسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم فهمهم الصحيح للإسلام والسنة المطهرة، مطالبا بحملة لرد الإساءات عن الإسلام فى الغرب. فيما استنكر الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس فى كلمة عقب خطبة الجمعة بمسجد النور أمس الانتهاكات التى يتعرض لها المواطنون فى البلاد الإسلامية كفلسطين والعراق وسوريا وغيرها، ووصف صمت الحكام العرب بأنه "جبن وتخاذل" عن دورهم فى نصرة الحق وحفظ الأمن، داعيًا إياهم إلى نصرة المسلمين وقطع العلاقات مع تلك الدول المعتدية. بدوره طالب الشيخ عبد الحميد جبر إمام وخطيب مسجد الأنصار بمدينة نصر بالعودة إلى الأخلاق الإسلامية والقرآن والسنة المطهرة وترجمتها فى سلوك الجميع منتقدا الإعلان عن الإضرابات والاعتصامات الفئوية التى تضر بالمجتمع وبعجلة الإنتاج كما طالب الاهتمام بالشباب باعتباره مستقبل الوطن وتربيته على النهج الإسلامى الصحيح، منتقدا استغلال البعض منهم ثورة 25 يناير المجيدة لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار بالمجتمع.