نعمْ المَكَنَة، ولها قصة، كنت أقرأ فى ديوان العرب "اليوتيوب"، فاستوقفنى حوار "توك شو" أجراه الإعلامى الأديب مع فريد عصره ونسيج وحده الداعية الذى لم ير الناسُ مثلَه، ولم يَرَ هو مِثْل نَفْسِه! وكلام فى سِرّك: "إللى على رأسه بطحة يحسس عليها"، بل يعالجها ويداويها، والقصة أحكيها: قبيل البث المباشر: أديب: كيف حالك يا عمووور، لم أرك منذ تكريمك الأخير مع رفقاء الدعاية والإعلانات والفنانين والفنانات (طبعًا حاجة موز موز موز). خالد - مجاملاً-: أنت عارف، الحياة مشاغل يا صديقى، تكريم هنا وتكريم هناك، والأمور ماشية، ولله الحمد. أديب: طيب، نتكلم عن موضوع الحلقة: انتخابات الإعادة بين مرسى وحبيبى شفيق. خالد: وما المطلوب؟ أديب: فضلة خيرك، رؤيتك للمستقبل، وأنت لك جمهورك، وزى ما عرفتك، كن مع اللون الرمادى، يعنى "غير متحيز، أى: حيادى". ويستكمل أديب: على فكرة، بمَ تحب أن أقدمك للمشاهدين: الشيخ (لا طبعًا)، طيب: الواعظ أم الداعية، أم المصلح الاجتماعى، أم الأستاذ، بل ألقبك: الدكتور والمحلل السياسى. خالد- مَزْهُوًّا-: كله ماشى. صوت المُخْرِج يأتى من بعيد: 3-2-1، ع الهواء: أديب– يمصمص شفتيه-: أعزائى المشاهدين، معنا اليوم المحلل السياسى الدكتور عمرو حمزاوى، عفوًا عمرو خالد، أهلاً بك يا دكتوووور. خالد: أهلا بك وبالسادة المشاهدين. أديب-يمط شفتيه-: ندخل فى الموضوع، أخبرنى يا صديقى، من يفوز بالانتخابات مرسى أم شفيقى؟ خالد- بتبريقته المعهودة-: لا هذا، ولا ذاك. أديب–مقاطعًا مندهشًا-: إزاى يعنى؟ خالد: كما أقول لك. أديب-متهكمًا-: يعنى اللهو الخفى أم الطرف الثالث؟! خالد- متحفزًا، وبثقة-: لن تصدقنى إذا قلت لك: المَكَنَة. أديب –لا يتمالك نفسه ضاحكًا-: المَكَنَة. خالد – بابتسامة مصطنعة-: نعمْ، المَكَنَة. أديب- بقرف-: اختراع دا يا كوتش؟! خالد– محملقًا مقطبًا جبينه-: المَكَنَة هى التنظيم، والتنظيم هو الجماعة. أديب -مستنكرًا-: يا راجل، طيب لو المَكَنَة عمرها 83 سنة؟ خالد- يطأطئ رأسه-: صدقنى المَكَنَة. أديب –أسيفًا، ويصيح بجلبة وضجيج-: يعنى قصدك: قل لى من وراءك أقل لك من أنت، وبناءً عليه – زى عمِّنا الكتاتنى- تقصد أن الفائز سيكون مرسى، طيب وبعدين، وماذا عن شفيق؟! خالد- ملطفًا الجو وبنبرة عالية وبثقة-: شفيق خبرة إدارية؛ يقولها ثلاثًا. أديب مقاطعًا مندهشًا: يا راجل. خالد- يبتلع ريقه محاولا تصديق نفسه-: بل ومعه المفاتيح! أديب: أى مفاتيح؟ خالد -وبحماسة-: مفاتيح الدولة! أديب –يردد فى نفسه-: يا راجل هو كان فيه دولة، دا إحنا دفنينه سوا. وكعادته فى الدعاية والتسويق لمشروعاته بالمجان، يصرف عمرو خالد صديقه الأديب، ويغير الموضوع. خالد: هل تذكر يا أديب بعد الثورة، كم مرة حاولتَ وألححتَ على فى المسألة؟! أديب -ممتعضًا-: أى مسألة، كفاك الشر؟! خالد: كنتُ أتهربُ منك عن السؤال الذى حيَّر الناس أجمعين أكتعين أبصعين. أديب-بتمهل-: خذنى على قدّ عقلى، وحبة حبة تزيد محبة، ما معنى "أبصعين"؟ خالد -بتهكم-: يعنى أنت فاهم "أكتعين"! ويستكمل خالد: سؤال الناس وترقبهم تأسيسى الحزب الجديد. أديب: نعم تذكرت، هل نويت تعمل الحزب، وهل تقصد أن المَكَنَة هى الحل؟ خالد: نعم إنها المَكَنَة، ولذلك أنا صابر وعاصر على نفسى ليمونة. أديب– يهرش فى نافوخه، وبظرف وخفة دم-: لِمَ الليمون، أنت عندك نقص أملاح؟! -ويستطرد أديب: طيب نروح نشرب الليمون، ونعود إليكم بعد فاصل إعلانى وبعده المداخلات. -أهلا بكم مشاهدينا، ونبدأ باتصال، ومعنا الفلاح مقصوص الجناح، تفضل: -الفلاح: والله بما إن الحلقة عن المَكَنَة، فأنا عايز الدكتور عمرو خالد يتبرع لى بمَكَنَة، أروى بها الأرض العطشانة، لأنكم فى القاهرة نسيتم الفلاحين الموحولين فى الطين، وأنا لمَّا سألْنى أخويا السودانى: يا زُولْ، جَرَى لْكُمْ إِيهْ، قلت لُّهْ ثورةْ غَضَبْ، ولا فاكِرْها إيه، قال لِّى: الجنوب اتْغَصَبْ، والميهْ مشْ جايَّهْ، طَنِّشْت أنَا كلامُهْ، وهَتَفْتْ حُرِّيَّة! أديب– مقاطعًا رافعًا حاجبيه-: لا أدرى، هذا الفلاح مقصوص الجناح، أم الفلاح الفصيح؟! ويستطرد أديب: مكالمة ثانية من القاهرة، تفضل: -صفى الدين: دكتور عمرو، ما دام المَكَنَة هى التنظيم، والتنظيم هو الجماعة، طيب ما أنت يا دكتور عمرو نشأت فى الجماعة وأكثر واحد استفاد منها، وأهلنا علمونا إن المركب إللى فيها رَيِّسين تغرق، فما بالك بالبلد إللى فيها مَكَنْتِين؟! وأنا شايف أن "مصر" كبيرة عليك حَبِّتِين! -الصمت يَعُمُّ الجميع! ونظرًا للتشويش وسوء الوصلة والاتصال يمكنك استكمال الحوار فى اليوتيوب بنفسك. الباحث بمجمع اللغة العربية [email protected]