و عجبى, فمصر بلد الاتجاه عكس الطريق, والطريق قاطع الميدان, والميدان مظلوم, والمظلوم لا يصرخ, و الصارخون كذابون, والكذابون لا يتذكرون, و لو ذكرتهم ينفون, والنافون متعجبون من افتراءات الإعلام, والإعلام بعضه كعرق المرأة الساقطة, وسقطات الكبار لا علاج لها, والعلاج استئصال الورم, والورم منتشر فى التفكير قبل الأنسجة, والنسيج المصرى أقوى من فيلم تافه, والتافهون يتحِدون, فاتحدوا يا أولى الألباب, وأولو الألباب بعضهم قاعد لبعض بالمرصاد, والمرصاد ضد إحسان الظن, وكيف أحسن الظن, وهذا أثر فأسك برأسي, والرأس صلاحه من القلب, وقلب الإعلام "صلاحه" مشغول, ومشغولون نحن على الرغم من نعمة الفراغ, والفراغ صناعة الكسل وأحلام اليقظة والمخدرات, والمخدرات تغير شكلها فى ذوق المصريين, والمصريون مشتتون بين الغد و اليوم. واليوم نهاية الأسبوع, وأسبوع جديد على عملنا شهيد, فمن سيكون ببرامج المجالس, ومن سيهتم بمستلزمات المدارس. وعجبى يا أم الدنيا, يا محروسة, عجبى وأنا أتابع شيخاً - أى شيخ لا تطلب منى أسماء, فكلها تسمى نفسها شيوخاً- تجده ينتقد الإعلام, ثم إن رن هاتفه برقم معد برنامج السوء والسوءة, هرول مسرعًا مشمرًا ولم يعقب... و الله لقد كنا فى زمن, فصرنا فى زمن, حتى أصبحنا نرى حسنا ما ليس بالحسنِ. و عجبى يا سيدة الدنيا, يا شهية همس مس شمس الأصيل على صفحة النيل, يا بلاد العجائب والمكلمات المؤلمات, فالانتخابات انتهت, وما إن دقت ساعة العمل, حتى قال الخاسرون: "كلا" فإن غدًا لمشتاقه قريب, وراحوا يتشدقون برؤيتهم ورؤاهم, وينتقدون مرسي, مع أنه قضى الأمر، الذى فيه تستفتيان, فعلام إذن سوف تتناظران, وعجبي. و عجبى على بلد مديونة, وشعبها يسأل الله "ربع رومى و أرغفة فينو" لزوم دوام الصغار بالمدرسة, ثم نجد حملات التبرع لا تهدأ, واتبرع لشفاء واتبرع لهناء,- و الله ناقص يقولون: اتبرع لهيفاء وتامر- اتبرع و لو بجنيه, واتبرع ولو لزويل, وزويل قابض على الأرض, والأرض لطلبة النيل و على المتضرر الشرب من النيل.و عجبي. و ردًا على سؤال الأخ الذى دخل المقال من الشوط الثانى؟ أقول حافظ بك إبراهيم لم يتبرع لمدينة زويل ولا هو رأى غرف التوك شو, ولم "يشير بالفيسبوك" صورة عمرو خالد فى لعبة القطة السوداء, ومع ذلك قال: و كم ذا بمصر من المضحكات / كما قال فيها أبو الطيبِ..و عجبي [email protected]