كانت بلاد الجزيرة العربية خلال القرن الثامن عشر الميلادى مفككة وتضم كثيرا من الإمارات المتناثرة، مما أوجد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي، إضافة إلى ضعف الوازع الدينى بسبب انتشار البدع والخرافات، ومهدت هذه الحالة لعقد اللقاء التاريخى بين حاكم الدرعية وأميرها محمد بن سعود وبين الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان هذا إيذانا بقيام الدولة السعودية الأولى. ولقد لفت ظهور الدولة السعودية الأولى وازدهارها واتساع نفوذها وقوتها، نظر الدولة العثمانية التى فقدت الحرمين الشريفين فقررت العمل على القضاء على الدولة السعودية الأولى، عن طريق محمد على باشا والى مصر فى ذاك الحين. على الرغم من الانتصار العسكرى الذى حققته قوات محمد على باشا على الدولة السعودية الأولى، فإنها لم تتمكن من القضاء على مقاومات الدولة السعودية، حيث ظل الأهالى فى المنطقة على ولائهم لأسرة آل سعود وللدعوة السلفية، وتمكن الأمير تركى بن عبد الله بن محمد بن سعود من إعادة تأسيس الدولة السعودية وبنائها من جديد على الأسس نفسها التى قامت عليها الدولة السعودية الأولى، عام 1822م، وجعل الرياض عاصمة لها ليعود الاستقرار إلى المنطقة مرة أخرى. وفى 11 من ديسمبر عام 1865م توفى الإمام فيصل بن تركى بن عبد الرحمن بن محمد بن سعود، ولم يمض وقت طويل حتى عصفت الفتن الداخلية والمؤامرات الخارجية بالبلاد، فاحتل الأتراك العثمانيون المنطقة الشرقية، وشددت بريطانيا قبضتها على مشيخات الخليج، فى حين استغل محمد بن عبد الله بن رشيد هذه الظروف وبدأ يخطط للاستيلاء على السلطة فى نجد. وفى سبتمبر عام 1891م، تمكن ابن الرشيد من هزيمة جيش الإمام عبد الرحمن آل سعود، وقتل عدد من رجاله، وواصل زحفه على الرياض وأمر بهدم سورها وقصرى حكامها القديم والجديد، منهِيا بذلك عصر الدولة السعودية الثانية، ولجأ الإمام عبد الرحمن بأسرته إلى الكويت. وفى الخامس عشر من شهر يناير 1902م، تمكن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من استرداد الرياض، ثم عاد بأسرته إليها لكى يبدأ صفحة جديدة من صفحات تاريخ الدولة السعودية، حيث بادر عبدالعزيز بإعادة بناء الدولة السعودية، وظهر ولاء المنطقة وسكانها لأسرة آل سعود، التى تتمتع بتاريخ عريق وجذور قوية تضرب فى عمق تاريخ المنطقة القديم والحديث. وفى التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م صدر أمر ملكى أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، توحيد البلاد وتسميتها باسم "المملكة العربية السعودية"، ابتداء من يوم الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه / الموافق 23 سبتمبر 1932م. وبهذا الإعلان تم تأسيس المملكة العربية السعودية، التى أصبحت دولة عظيمة فى رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية، وأحالت قفر الرمال إلى واحة خضراء، حتى قيل عنها بحق إنها "معجزة فوق الرمال".