دعت الجبهة السلفية وحركة "حازمون" إلى تنظيم "مليونية" غدًا الجمعة أمام سفارة فرنسا بالقاهرة؛ احتجاجًا على الرسومات المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) التى نشرتها مجلة "تشارلى إبدو"الفرنسية الساخرة صباح أمس، وهو ما دفع فرنسا إلى اتخاذ "احتياطات أمنية خاصة" لحماية سفاراتها في العالم، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خوفًا على ما يبدو من تكرار سيناريو مهاجمة السفارات الأمريكية في العديد من الدول بعد بث الفيلم المسيء الذي أنتجه مجموعة من أقباط المهجر. وشهدت السفارة الفرنسية بالقاهرة تعزيزات أمنية مكثفة، وانتشار عدة سيارات للشرطة في محيطها، إضافة إلى سيارتى مطافى تابعة لإدارة الحماية المدنية، وقامت قوات الأمن بعمل كردون أمنى حول السفارة تحسبًا لأى تحركات من جانب متظاهرين غاضبين. فيما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن جميع السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية ستغلق الجمعة في حوالى 20 بلدًا كإجراء "احترازي". وقال الشيخ جمال صابر، منسق حركة "لازم حازم"، إن الحركة ستشارك فى مظاهرة الجمعة عبر حشد التيارات الإسلامية، مطالبًا بأهمية أن تتخذ الدولة مواقف إيجابية واضحة تجاه تلك التصرفات العشوائية. وشدد على ضرورة تفعيل سلاح المقاطعة السياسية والاقتصادية، مطالبًا الرئيس محمد مرسى بقرارات ثورية وإسلامية. وقال: "أعلم أن الرئيس محمد مرسى رجل يغار على دينه، ونبيه صلى الله عليه وسلم"، معتبرًا أن اتخاذ قرارات مهمة من شأنها أن تحجم تحركات الحركات العشوائية للأفراد، لأن الشعوب تتحرك عندما لا يتحرك القادة لاتخاذ المواقف الحاسمة. ودعا الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم إلى التعبير عن الغضب بشكل سلمي، وليس إثارة الشغب، مطالبا الجهات الأمنية بضرورة احتواء الموقف قبل انفجاره من خلال تعزيز التواجد الأمنى حول السفارة الفرنسية والتحذير من خرق الإطار السلمى، ومحاسبة الخارجين عن طريق القانون، حتى لا يتكرر ما حدث أمام السفارة الأمريكية . في المقابل، رفضت جماعة "الإخوان المسلمين" المشاركة فى المظاهرات أمام سفارة فرنسا، مؤكدة أنها ستتقدم بمشاركة التيارات الإسلامية والسياسية ب "احتجاج رسمى للسفير الفرنسى. وقال سيد النزيلى عضو مجلس شورى الجماعة لوكالة أنباء "الأناضول"، إن "الإخوان يرفضون بشدة التظاهر أمام السفارة الفرنسية لتجنب حدوث الاشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين ،وفى نفس الوقت يرفضون بشدة الرسومات المسيئة للرسول التى نشرت على مجلة "شارلى إبدو". وتابع أن "الجماعة ستتقدم بمشاركة التيارات الإسلامية والأحزاب السياسية باحتجاج رسمى للسفارة الفرنسية بالقاهرة ضد الصحيفة الرسمية تطالب فيه بالتحقيق والعقوبة على من قام برسم هذه الصور المسيئة". كما اتخذ حزب "النور" السلفى موقفًا مماثلاً. وقال الدكتور طلعت مرزوق المستشار القانوني للحزب أن الحزب يري أن "التظاهر أمر ليس له جدوة كبيرة". وأعرب محمد عطية منسق "ائتلاف ثوار مصر" عن رفضه المشاركة فى أى تظاهرات حول السفارة الفرنسية، خوفًا من حدوث أى أزمات أو مشاكل أو اشتباكات، على غرار ما حدث فى محيط السفارة الأمريكية. وقال "نرفض أى أعمال مسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، ولكننا نقدر الوضع الذى تمر به البلاد فى هذا التوقيت بالتحديد". واعتبر أن الاحتجاجات لرفض تلك الرسوم المسيئة للنبى لا بد أن تتم بالطرق السلمية . وأكد أيمن عامر المتحدث باسم جبهة "الربيع العربى" رفضه الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه أعلن فى الوقت ذاته، عدم لجوء الحركة للتظاهر حول السفارات لما بها من ضرر شديد بسبب استغلال بعض الأطراف لها وإشعال الفتنة، والإضرار بصورة مصر بالخارج. وشدد على ضرورة استخدام الوسائل السلمية وحملات التثقيف والتعريف بنبى الإسلام، إضافة إلى تدشين حملة قانونية لملاحقة المسيئين لنبى الإسلام، وتثقيفية عن طريق التواصل مع سفارات العالم المختلفة بمشاركة عدد من القوى الثورية الأخرى. وأكد حازم خاطر المتحدث باسم حركة "صامدون" عدم اتخاذ الحركة لأى قرار بالمشاركة أو عدمها بعد، مطالبًا بتفعيل دور مؤسسات الدولة كدار الإفتاء ومشيخة الأزهر للرد على الإساءة للنبى، صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن السفارات الأجنبية لما لها من عواقب غير محمودة.