برهان الدين ربانى هو ثانى رئيس لدولة المجاهدين فى أفغانستان بعد سقوط الحكم الشيوعى، وهو من مواليد 1940 فى مدينة فيض آباد مركز ولاية بدخشان، ينتمى إلى قبيلة اليفتليين ذات العرقية الطاجيكية السنية، التحق بمدرسة أبى حنيفة بكابول، وبعد تخرجه من المدرسة انضم إلى جامعة كابول فى كلية الشريعة عام 1960، وتخرج منها عام 1963، وعُيِّن مدرسًا بها. فى عام 1966 التحق بجامعة الأزهر وحصل منها على درجة الماجستير فى الفلسفة الإسلامية، عاد بها إلى جامعة كابول ليدرس الشريعة الإسلامية، واختارته الجمعية الإسلامية ليكون رئيسًا لها عام 1972، وفى عام 1974حاولت الشرطة الأفغانية اعتقاله من داخل الحرم الجامعى، ولكنه نجح فى الهروب إلى الريف بمساعدة الطلبة. لم يحظ باختيار الناخبين لقيادة الحركة الإسلامية فى الانتخابات التى أجريت خارج أفغانستان عام 1977م، وهو ما أدى إلى انشقاق فى الحركة الإسلامية التى انقسمت إلى حزبين: "الحزب الإسلامى" الذى كان يقوده قلب الدين حكمتيار، و"الجمعية الإسلامية" التى كان يقودها ربانى. ومنذ الغزو السوفييتى لأفغانستان عام 1979، كان برهان الدين ربانى مشاركًا فى أعمال المقاومة ضد السوفييت، وكانت قواته أول القوات التى تدخل كابول بعد هزيمة الشيوعيين فيها، وشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للسلام فى أفغانستان. تولى برهان الدين ربانى الرئاسة الدورية للحكومة التى شكلها المجاهدون الأفغان بعد إطاحتهم عام 1992 بالرئيس الشيوعى نجيب الله، الموالى للسوفييت وإعدامه فى ميدان عام بكابول، وسط حالة من الفوضى التامة التى كانت تسيطر على البلاد. وظل برهان الدين ربانى يتنقل فى ولايات الشمال التابعة له، وهو يعتبر أحد أبرز زعماء تحالف المعارضة الشمالى من السياسيين والمعارضين لطالبان، وكان يقود «الجبهة المتحدة لإنقاذ أفغانستان»، وعضوًا فاعلاً فى البرلمان ويشرف على محطة تليفزيونية وليدة اسمها "النور"، وهى قناة إسلامية، والقناة الوليدة بالبشتو والدارى، وقد بدأت بثها التجريبى، وهدفها التصدى كما كان يقول الشيخ ربانى للهجمة الثقافية الغربية الشرسة على أرض الأفغان. وقد شارك برهان الدين قبل أيام من اغتياله، فى مؤتمر الصحوة الإسلامية التى أقيمت فى إيران عقب ثورات الربيع العربى، وألقى كلمة فى المؤتمر منوها إلى أن هذه الثورات الأخيرة تبشر بالنجاح والتوفيق للأمة الإسلامية.. وقال ربانى: إن الأيام التى نعيشها تشهد حالات من الانبعاث والبعث، ونحن نراها أصبحت قائمة فى بلداننا العربية والإسلامية، وأن هناك وعيًا قد حصل لدى شعوبنا وصحوة إسلامية واقعية لا يمكن إنكارها، وبلا شك أن الثورات التى نشهدها والتى تبشر بالنجاح والتوفيق للأمة الإسلامية جمعاء، تعد إحدى المواهب العظيمة الإلهية بعد نجاح الثورات واحدة تلو الأخرى، وأن الانتصارات التى تحققها ثورات الصحوة الإسلامية تتحقق بعناية الله سبحانه وتعالى، ونحن نرى أن الصحوة بدأت تنتقل إلى دول ليست بعربية ولا إسلامية وأن هذه الحالة لم نشهدها من قبل، وأن نهضة الشعوب الإسلامية نهضة دحضت الأنظمة العميلة والاستبدادية ووصلت إلى مشارف الانتصار لأنها أرادت أن تتخلص من الظلم والتعذيب ومن الديكتاتورية.. وأوضح أن كل الدماء التى أريقت على ساحات البلدان العربية كانت على أساس من الإيمان، وأن الثائر الإسلامى ثار على أساس من معتقداته وانتفض من أجل دينه ومعتقده. اغتيل فى مثل هذا اليوم عام 2011، فى هجوم انتحارى استهدف منزله فى كابول. وقد تم تعيين ربانى، الذى تولى رئاسة البلاد وسط فوضى الحرب الأهلية من 1992 وحتى عام 1996، رئيسًا للمجلس الأعلى للسلام الذى كلفه الرئيس الأفغانى حميد كرزاى بالتفاوض مع طالبان.. ولم يحقق المجلس أى نجاح فى مساعيه حتى الآن. ويعد مقتل ربانى أكبر عملية اغتيال لشخصية بارزة منذ الغزو الذى شنه التحالف الذى قادته الولاياتالمتحدة للإطاحة بنظام طالبان فى أواخر 2011، وبعد أقل من شهرين على مقتل شقيق الرئيس الأفغانى أحمد والى كرزاى. وقال رئيس التحقيقات الجنائية فى كابول: إن "رجلين كانا يتفاوضان مع ربانى باسم طالبان هذا المساء، وخبأ أحدهما المتفجرات فى عمامته، وأن الرجل اقترب من ربانى وفجر العبوة الناسفة، واستشهد ربانى وأربعة آخرون من بينهم نائب ربانى".