حذرت الدكتورة فاطمة الزهراء على عبد العال، رئيس بحوث بمركز بحوث تكنولوجيا الأغذية بالإسكندرية، من خطر تناول المواطنين لأغذية مروية بمياه مخلوطة بالصرف الصحي واصفة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الري أو مياه الشرب أو المزارع السمكية بأنه "مصيبة كبرى، وخطر لا يهدد أهل الريف فقط بل يهدد كل من تناول الخضراوات والفاكهة المروية بمياه الصرف الصحي، وكذلك الأسماك الموجودة في مزارع سمكية مختلطة بنسبة كبيرة من مياه الصرف الصحي". وأشارت إلى أن "من أخطر مياه الصرف الصحي هي مياه المجاري، وتشمل المواد العضوية السائلة الناتجة من صرف المنازل من الحمامات والمطابخ، والتي تشمل على أعداد هائلة من الكائنات الحية الدقيقة من الميكروبات من البكتريا والفطريات، إضافة إلى الطفيليات". في هذا الصدد، حذرت من "مخاطر كارثية جراء تناول الإنسان الخضار والفاكهة المروية بمياه المجاري، حيث تقوم بعض النباتات بتخزين نسبة عالية منه في أنسجتها وخصوصًا الكرنب والفجل والخيار، وكذلك الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس والبقدونس والكرفس، إضافة إلى أن المواد العضوية تجعل طعمها سيئًا ورائحتها كريهة، وإن لم تكن كذلك، فهي مليئة بالملايين من البكتيريا الضارة مثل بكتيريا تسمى (السالمونيلا)، وهذه الأنواع تفرز سمومًا بكتيرية؛ تسبب التيفود وحالات تسمم وبكتيريا القولون التي تسبب النزلات المعوية والإسهال". وأشارت إلى أن "الأمر لا يقتصر على مجرد الإصابة إسهال وارتفاع درجة الحرارة عند انتقال الجراثيم إليها، ولكن هذه الجراثيم والفطريات تفرز سمومًا بكتيرية وسمومًا فطرية؛ تسبب أمراض السرطان في الكبد والجهاز البولي والتناسلي والتنفسي وذلك في حالة الاستمرار في تناول هذا الغذاء لعدة سنوات، حيث إن السموم الفطرية التي تسببها الفطريات تختزن في جسم الإنسان، ولها تأثير تراكمي، وتتسبب في الأضرار والأورام السرطانية عندما تزداد نسبتها في جسم الإنسان بمرور العمر، إضافة إلى وجود نسبة كبيرة من بويضات الطفيليات مثل البلهارسيا والإنكلستوما، ومن المعروف أن الأضرار التي تصيب الأطفال وكبار السن والحوامل وأصحاب أمراض نقص المناعة أشد وطأة لقلة مناعتهم، وتقل أو تختفي عند الشباب". وعن كيفية تفادي هذه الأخطار، شددت على "ضرورة أن يهتم المواطن جيدًا بمصدر المياه التي يتناولها سواء للشرب أو غسل الفم واليدين، وإذا كان لديه شك فيتم غلي المياه وغسل الخضراوات والفاكهة، عن طريق وضعها في الماء النظيف ويضاف إليه مطهر، ولا يكتفي بهذا فلابد من استعمال فرشاة خاصة لغسل الخضار والفاكهة جيدًا، حيث إن المطهر وحده لا يقتل بويضات الطفيليات الملتصقة بها، وغسلها تحت تيار ماء نظيف مع استعمال الفرشاة أيضًا". كما دعت إلى ضرورة إيلاء المشكلة اهتمامًا أكبر من جانب المسئولين والمقيمين على صحة المواطنين عبر إمداد القرى التي بشبكات صرف صحي متكاملة، لفصلها عن مياه الشرب، ومعالجة مياه الصرف الصحي، لأن عملية المعالجة مكلفة للغاية لذلك يفضل فصلها عن مياه الشرب.