استمرت محاولات رأب الصدع في القائمة الموحدة لجبهة المعارضة ، فرغم نجاح الجبهة في إصدار بيانها التأسيسي ، تمهيدا لإعلان البرنامج السياسي والرمز الانتخابي والشعار الموحد لمرشحي الجبهة الذين سيخوضون المنافسة في مواجهة مرشحي الحزب الوطني ، إلا أن الخلافات ما زالت تعصف بالجبهة . وأثار غياب ممثل الإخوان المسلمين عن اجتماع السبت الماضي أزمة عنيفة وطالب البعض بتأجيل الإعلان التأسيسي خوفا من اعتراض الإخوان إلا أن غالبية ممثلي الأحزاب ، وعلى رأسهم ممثل حزب التجمع ، أصروا على إصدار البيان فيما طالب آخرون بالاتصال بالإخوان وإطلاعهم على البيان حتى لا يحدث تناقض بين أعضاء الجبهة ويحدث تضارب بين قائمتي الإخوان والجبهة ، خاصة بعد عقد اجتماع غير معلن بين دكتور السيد البدوي سكرتير عام حزب الوفد والدكتور محمد السيد حبيب نائب المرشد العام للإخوان للتنسيق بين القائمتين إلا أنهما لم يتوصلا لنتائج نهائية وأصر الإخوان على موقفهم. من جانبه ، نفى الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة وجود خلافات بين الجماعة والجبهة ، مفسرا غياب الإخوان عن الاجتماع لانشغال المسئولين عن الملف في الجماعة وهما الدكتور محمد على بشر والدكتور محمد مرسي بالسفر لدوائرهم للتجهيز لحملتهم الانتخابية ، لافتا إلى حدوث تضارب في المواعيد حيث لم تبلغ الجبهة الجماعة عن وجود اجتماع سوى قبلها بنصف ساعة. وأكد حبيب أنه سيتفق خلال لقائه مع الدكتور السيد البدوى سكرتير حزب الوفد والذي سيسبق اجتماع الجبهة القادم على الخطوط العريضة في عمليات التنسيق بين قائمتي الجماعة والجبهة خلال الانتخابات مشيرا إلى وجود ثلاث مستويات للتنسيق القادم بين الجماعة والجبهة. وأوضح حبيب أن الجماعة ليس لديها اعتراضات كبيرة على البيان التأسيسي الذي أصدرته الجبهة في اجتماعها السابق ، وانه يوجد تحفظ واحد على صياغة المادة الخاصة بحرية تكوين الأحزاب التي أشارت إلى ضرورة إطلاق حرية تكوين الأحزاب ومنع قيام أحزاب تفرق في عضويتها بين المواطنين حيث يرى حبيب أن صياغتها لم تكن سياسية ، وقال نحن لا نطالب بقيام دولا دينية ولكن نطالب بدول مدنية لها مرجعية إسلامية. واعتبر حبيب أن الصياغة الأفضل هي أنه يجب إطلاق حرية تكوين الأحزاب بما يوافق القيم الأساسية للمجتمع وطبقا للدستور واتساقا مع ثوابت الأمة. وكشفت مصادر داخل الجبهة أنه تم الاتفاق على أن يكون الشعار الموحد للجبهة "طريقنا للخلاص" وأنه سيتم توزيع ملصقات تحمل الشعار على جميع مرشحي الجبهة وأن الاجتماع أعاد طرح موضوع الرقابة الدولية الذي طالبت به الجبهة خلال الاجتماع قبل الماضي . وأكد أعضاء الجبهة على ضرورة وجودها رغم رفض الإخوان والتحالف الوطني من أجل الإصلاح التوقيع على الطلب غير أن المنسق العام لحركة كفاية أبلغ الجبهة أنه قام بإرسال الخطاب لجميع الجهات والمنظمات التي دعتها الجبهة لمراقبة الانتخابات. ووصف البيان التأسيسي للجبهة الوطنية للتغيير الأوضاع في مصر بأنها سيئة نتيجة احتكار الحزب الوطني للسلطة ، وطالب بضرورة ضمان الحريات والحقوق الأساسية للمواطنين وفي مقدمتها حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية وإلغاء حالة الطوارئ وتعديل المادتين 76و77 بما يتيح حرية الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية لكل مواطن جاد وعدم استمرار رئيس الجمهورية لأكثر من ولايتين متتاليتين وتولي لجنة قضائية مستقلة غير قابلة للعزل الإشراف الكامل على كل الانتخابات وإطلاق حرية التنظيمات النقابية وإلغاء القيود على الجمعيات الأهلية وتحديد أجهزة الإعلام من السيطرة الحكومية . وأعلنت الجبهة أنها لم تقم بغرض خوض الانتخابات التشريعية فقط وأنها ممتدة لما بعد انتهاء الانتخابات كما طالبت المواطنين بالالتفاف حول الجبهة ومرشحيها باعتبارها البداية الحقيقية للتغيير القادم في مصر.