تعانى الأسر المصرية التى تستعد لبدء العام الدراسى الجديد من ظاهرة ارتفاع أسعار الشنط والملابس والأدوات المدرسية عامًا بعد الآخر، ولكن ارتفاع الأسعار هذا العام قابله تدن فى الطلب بسبب ما خلفته المرحلة الانتقالية من حالة اقتصادية متدنية عانى منها الشعب، فلجأت الأسر محدودة الدخل إلى إصلاح الشنط والأدوات القديمة لمواجهة متطلبات العام الجديد .. "المصريون"رصدت تلك الظواهر بعد جولة فى بعض أماكن بيع وشراء مستلزمات المدارس فوجدت أن الأسعار تزداد نتيجة الاستيراد من الخارج بالإضافة إلى الإقبال الضعيف على الشراء وهروب بعض الأسر من المحافظات ولجوئها إلى الأسواق المعروفة بالقاهرة برخص أسعارها مثل الفجالة. وقال أحمد شيحة (بائع ملابس مدارس) إن الأسعار عادة فى ارتفاع كل عام، وإن هذا الأمر ليس بأيدهم ولكن المورد يجلب إليهم البضاعة بأسعار عالية مؤكدًا أن هذا الغلاء ليس فى مصلحتهم لأنه يساعد على الركود وعدم سير حركة البيع والشراء وهروب الزبون من المحل. وأضاف أن القميص المدرسى الأبيض وصل سعره إلى 50 و60 جنيها فى حين كان العام الماضى يتراوح بين 30 و40 جنيها على الأكثر. وتابع قائلا: "نفسى كل الأسعار ترخص عشان احنا برده من الناس ونفسنا كل حاجة ترخص عشان المواطن العادى يقدر يكفى أولاده". وأضاف أن أغلب الملابس التى يشتريها الناس هى ملابس المرحلة الابتدائية، مضيفًا أن الفرق بينها وبين الملابس الإعدادية أو الثانوية ليس كثيرًا. وقال السيد عبد الرحمن (بائع شنط بشارع 26يوليو) أن الإقبال على الشراء تراجع كثيرا عن العام الماضىمضيفا أن أغلب الشنط التى تحظى بالإقبال هى التى تحمل صورة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية. وقال إن إحدى الأمهات رفضت شراء شنطة لولدها عليها صورة الرئيس لأنها غير مقتنعة بالرئيس، لكن الطفل والذى كان يبلغ من العمر حوالى 14 عاما أصر على شرائها وأقسم لأمه أنها إذا لم تشتريها له فلن يشترى غيرها مما دفعها إلى شرائها له. وقالت إحدى الأمهات إن أبناءها بمدرسة حكومية وقد امتنعت عن شراء لبس المدارس لهذه السنة واكتفت بلبس السنة الماضية لأطفالها نظرا لتوالى المناسبات عليهم فى شهر رمضان وعيد الفطر المبارك التى استهلكت قدرا كبيرا من ميزانية الأسرة وأدت لارتفاع الأسعار بشكل كبير، وقدرت ثمن شراء ملابس وحقائب وأحذية وغيرها من المستلزمات لأولادها بحوالى 1000جنيه. من جانبه، قال سامى فهيم (موظف) إنه أتى من محافظة الشرقية وأفراد أسرته التى تتكون من ولد وبنتين إلى القاهرة لشراء مستلزمات المدارس لغلائها فى بلده وأن بعض الأسواق بالقاهرة تكون رخيصة الثمن. وأضاف أنه رغم ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية فى بداية كل عام فإن الأسعار هذا العام ارتفعت بصورة غير مسبوقة, حيث تضاعفت أسعار الملابس والشنط والأدوات المدرسية الأخرى فمثلا شنطة المدرسة لطفل صغير فى المرحلة الابتدائية وصل سعرها إلي80 جنيها أو أكثر فى حين قام بشراء مثلها فى العام الماضى بخمسة وأربعين جنيها، والقميص الأبيض العادى كان سعره 30 جنيها فوصل إلي60 جنيها وكذلك الأقلام والكراسات وغيرها, متسائلا: أين الرقابة على أسعار مستلزمات المدارس؟ ويقول عصام رأفت صاحب محل بيع شنط بالعتبة إن أسعار الشنط تبدأ من 25 جنيها للواحدة وتنتهى عند 200جنيه خصوصا أن معظم هذه الشنط مستوردة من الخارج ولا يوجد صنع محلى بالسوق، مضيفا أن الإقبال ضعيف على الشراء وأغلب المشترين يقبلون على الشنط رخيصة الثمن ما بين 25 و35 جنيها أما الشنط الغالية فلا يقترب منها أحد نظرا للحالة الاقتصادية التى يعانى منها الجميع. وقال عصام إن هذا هو موسم البيع الذى ننتظره من العام للآخر ولكن لم يعد "يغطى همه" مع كثرة البائعين وضعف الشراء.