... إلا تنصروه فقد نصره الله.. فهو منصور, بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم, والنصرة ليست غضبا دون عقل, فالغضب يغلق الرأس, والنار إشعالها يسير, وإطفاؤها عسير. صل على رسول الله, وأَعلِن محبته, وأعلن مع محبته اتباع سنته, والحلم والأناة من سنته, والسفارة الأمريكية أو أى سفارة, ارتضى ولى الأمر وجودها فى بلادنا, هى مقر الرسل, والرسل لا يُقتلون, حتى فى حالات الحرب, وفى أقسى حالات التوتر والكراهية. وفقط أتساءل عن توقيت الإعلان عن الفيلم المذكور؟ فقد تزامن مع الإعلان عن دعوة البيت الأبيض لزيارة الرئيس مرسى, ومع تأكيد تثبيت أقدام مرسى فى الحكم, وانتقاله على الرغم من عشرات العراقيل, من درجة لأخرى على سلم السلامة والاستقرار, وتزامن مع الانتهاء من قائمة الانتخابات البابوية واقتراب اختيار بابا جديد, وفى حالات الاحتقان قد يميل المسيحيون إلى اختيار أكثر الشخصيات تشددا, وربما نفاجأ مثلا بالأنبا بيشوى صاحب التصريحات والمواقف المعروفة. كل هذا وغيره تزامن مع إعلان عن فيلم هابط, لن يمس من قريب أو بعيد قامة رفيع القامة, وأنا عند رأيى ولن أتراجع عنه أنه فى زمن غير الزمن, ما كان هناك رد غير إعلان السيف المسلول على شاتم الرسول, ولو كان الدنيا كلها, فكل الدنيا لا تساوى يوما من سيدى صلى الله عليه وسلم. هيا ننتصر لرسولنا وسيدنا, ننتصر بإعلان محبته إعدادا للعدة, وتقوية للدولة, وتمكينا فى الأرض, وأخذا بأسباب العلم, والتجمع وعدم التفرق.. ويا سبحان الله, نحن فى خضم الأزمة لم يُخلص كثيرون منا فى غيرتهم, بل اتخذوها سبيلا قبيحا لتصفية الحسابات, فبعض – أقول بعضا وليس الكل - بعضهم نزل لمجرد أن يقول أين الإخوان؟, حتى فلول الحزب المنحل, تجد بعضهم يسألك, أين مرسي, وماذا فعل مرسي.. انظر: لقد تعهد بحماية السفارة؟ ويزيد فى أسئلته الممجوجة, على أساس أن مبارك كان سيشعلها حربا ضروسا.. من قرر أن يغضب - وكلنا غاضبون - فليغضب كما يشاء ولينصر رسوله كما يريد, دون أن يتربص بالآخرين, أو يعلن افتقاد وجودهم, وإلا فهو نازل ليقال عنه: "نازل", وقد قيل.. نصرة الرسول باتباع الرسول, فلا يليق أن يصنع مسيحى مهجرى حقير فيلما مع يهودى فى واشنطن, فيقتتل المصريون فى شوارع القاهرة, فبأسُنا – أخشى أنه - بيننا شديد, مع أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحماء بينهم. [email protected]