تابعت جزءًا من الفيلم المسىء إلى الرسول الأعظم، وكم حزنت أن يكون الفيلم مصنوعًا بأيادى مصرية، تربت فوق تراب هذا الوطن، وشربت من نيله وإن كان ملوثًا، وأكلت من طعامه وإن كان مسرطنًا، فالنسيج المصرى واحد حقًا، لا فرق بين مسلم ومسيحى، فأنا قبطى مسلم فى الأساس، بيوتنا متجاورة، أحلامنا واحدة، محمد وجورج دخلا نفس المدرسة وجلسا على نفس الدكة فى الفصل، وأتذكر زميلى أنسى إبراهيم حنين بمدرسة مصطفى كامل الثانوية بالإسكندرية، والذى كان شماسًا فى الكنيسة، وكان يعرب لى عن امتعاضه من الشيخ الشعراوى، وكنت أنا أمازحه "وكيف يكون الله ثالث ثلاثة"، إلا أن ذلك كان فى إطار من المحبة والإخوة. بعد ذلك حل علينا حينٌ من الدهر، انحطت فيه الأخلاقيات وظهر ما يسمى ب "أقباط المهجر" الذين كل همهم تقسيم البلاد والعباد، لا يهمهم الوطن الواحد الممتد كالثوب المتين منذ آلاف السنين، وباع نفر منهم نفسه للشيطان، وتحالفوا مع الأبالسة بحكم أن إخوانهم فى مصر مضطهدون، وهم لا يعلمون أن النظام البائد كان يضطهد الجميع لصالح أسيادهم الأمريكان. لقد نفث هؤلاء سمومهم، وللأسف لم يشوهوا نظامًا ولا حاكمًا، ولكنهم شوهوا أشرف الخلق أجمعين، الرسول الأعظم، وصنعوا فيلمًا سفيهًا يصور رسولنا الكريم بما ليس فيه، فهل نفعل نحن بالمثل فى المسيح مثلاً؟!، وهل نصور الأديرة كأماكن للشذوذ بين الرهبان والدعارة مثلاً؟!، وهل حقًا ما جاء فى الفيلم صدقًا، أم كذبًا وبهتانًا وفجورًا؟!، والسؤال الأهم لماذا ظهر هذا الفيلم فى مثل هذا الوقت بالذات؟، ولماذا من أقباط المهجر بالتحديد؟. الإجابة فى رأيى يا سادة، أن الفيلم موجه لضرب الإسلام السياسى فى مصر، لتشويه دولة الإخوان، إنها حرب عالمية من نوع جديد، حرب على الإخوان، حرب على الإسلام السياسى، تشويه لدولة الإسلام، مع أن الأقباط فى مصر سينعمون بالأمن والأمان فى العهد الجديد، بعدما فقدوا كل شىء فى العهد البائد. أطالب وأدعو الكنيسة المصرية، بكل طوائفها، بالخروج والتنديد بهذا الفيلم المشين، أطالب وأدعو دولة الإخوان بأن تدافع عن الرسول الأعظم، ولتخرج أسر وعائلات صانعى الفيلم من الأقباط الذين يعيشون فى مصر آمنين وينددون بأبنائهم المخطئين الذين باعوا أنفسهم للشيطان، وليعلم الجميع أننا لو فقدنا كل شىء، فلن نفقد ديننا وعقيدتنا، الباقية لنا. كلمتى الأخيرة للنخبة المصرية الفاسدة، النخبة العلمانية، وفضائيات الفتنة، اتقوا الله، فما معنى أن تخرج علينا كالغراب امرأة تدعى ”فاطمة ناعوت"، تسب وتشتم فى القرآن، وتقر فى نفس الوقت بأنها مسلمة صحيحة الإسلام، هؤلاء هم سبب بلائنا وبلاء المسلمين، فهم لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، منافقون، كاذبون، مخادعون. الفيلم المسىء.. موجه إلى مرسى وإخوانه، فلننظر ماذا سيفعل مرسى وماذا سيفعل إخوانه؟.. وليعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون. [email protected]