الناس إن كانوا أتقياء صالحين فإن التعامل معهم في منتهى الرحمة والإنصاف. أما إن كان الناس فجارا ظالمين فإن التعامل معهم في منتهى القسوة والألم. فإن الفجور عبارة عن البذاءات الأخلاقية كالكذب والخيانة وانعدام الحياء وتقطيع الأرحام والإساءة إلى الجيران وعقوق الوالدين وعدم إحترام الكبير وعدم العطف على الصغير وعدم الإحترام بين الزوجين. كل ذلك أدى إلى ارتكاب الجرائم بكل أنواعها مثل السرقة والزناوالاغتصاب والقتل والضرب والرشوة الخ....... والله سبحانه أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. فالفجور من عدم إتباع النبي صلى الله عليه وسلم. والمسئولية على عاتق الحاكم المسلم . قال عثمان بن عفان رضي الله: إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. ومهمة الحاكم المسلم أمران: الرعاية والهداية. فالرعاية ألا يبقى في الشعب جائع واحد . لا يبحث عن الإيمان في بطن جائع. ثم الهداية. بمعنى أن يتخذ الشعب قدوة حسنة للرئيس فيعمل الرئيس على إشاعة القيم والأخلاق الكريمة والفضائل بين الشعب فلا يأكل الرئيس حتى يأكل كل فقير في الشعب. والعدل أساس الملك. فالملك العادل يكتب الله في ميزانه عمل رعيته. لأنه إذا عدل في حكمه وكف عن ظلمه نصره الحق واطاعه الخلق وصفت له النعمى وأقبلت عليه الدنيا فتهنأ بالعيش واستغنى عن الجيش وملك القلوب وأمن الحروب وصارت طاعته فرضا ورعيته جندا. فإن الله ما خلق أحلى مذاقا من العدل ولا أروح للقلوب من الإنصاف. الإنصاف أجمل الأوصاف. هنا نقول تحدث للناس أقضية بقدرما أحدثوا من فجور.