جاء فى الموسوعة العربية العالمية أن محمد كريم كان من المناضلين فى مصر ضد الاحتلال الفرنسى، ولد بحى الأنفوشى، وعمل فى أول أمره قبانيًا (أى وزانًا)، ثم تمت ترقيته إلى أن تقلد أمر الديوان والجمارك بثغر الإسكندرية، وعندما آلت السلطة فى مصر إلى اثنين من زعماء المماليك فى القاهرة وهما مراد بك وإبراهيم بك (فيما بين 1790 1798م)، عين مراد بك محمد كريم حاكمًا للإسكندرية ومديرًا لجماركها؛ وذلك لما لاحظه من مكانة كبيرة له عند أهل الإسكندرية، وقام بقيادة المقاومة الشعبية المصرية ضد الفرنسيين عندما وصلوا إلى الإسكندرية تحت قيادة نابليون. يعتبر محمد كريم هو المصرى الأول الذى واجه الأسطول الفرنسى عند وصوله الإسكندرية؛ فقد بدأ على الفور العمل مع الصيادين والعمال فوق حصون الإسكندرية ليصد الفرنسيين عن مصر، وصمد مع رجاله رغم نيران مدافع الفرنسيين، ثم إنه لم يستسلم حتى عندما دمرت المدافع حصون الإسكندرية، إذ أنه بدأ معركة أخرى فى شوارع الإسكندرية ومداخلها لمقاومة زحف الفرنسيين إلى الداخل، لكنه ولسبب ما اعتقل، وحمل إلى نابليون الذى حاول إغراءه وكسبه إلى جانبه، وذلك بأن أطلق سراحه ورد إليه سيفه، لكنه رغم ذلك عاد إلى تغذية حركات المقاومة، ومن ذلك أنه لجأ إلى الصحراء لإعداد المجاهدين وإرسالهم إلى صفوف المقاومة، كما أنه قاد حركة واسعة فى سبيل المقاومة السلمية حين حاول نائب نابليون الجنرال كليبر احتلال دمنهور، ثم اعتقله كليبر وحبسه فى إحدى البوارج الراسية فى أبو قير، ثم أرسله إلى نابليون بالقاهرة ليرى فيه رأيه فحوكم محاكمة صورية، وقُضى بإعدامه فى مثل هذا اليوم عام 1798م. وفى عام 1953م، تم تكريم محمد كريم ووضعت صورته لأول مرة مع صور محافظى الإسكندرية فى مبنى المحافظة؛ تخليدًا لذكراه.. كما أطلق اسمه على شارع التتويج، وأصبح اسمه شارع محمد كريم (وهو الشارع الموازى لطريق الكورنيش، ويبدأ من أمام الجندى المجهول وحتى ميدان المساجد)، كما أطلق اسمه على إحدى المدارس الخاصة بالإسكندرية (مدرسة محمد كريم بسموحة). وفى27 نوفمبر 1953، افتتح المسجد المجاور لقصر رأس التين وأطلق عليه "مسجد محمد كريم"، وقد صُنع تمثال للقائد محمد كريم تم وضعه فى حديقة الخالدين بالإسكندرية.