أثارت الوعكة الصحية التي ألمت ببطرس غالي أمين المجلس القومي لحقوق الإنسان واضطرته إلى دخول إحدى مستشفيات باريس أول أمس، تساؤلات حول احتمال بقائه في المنصب من عدمه، وعن أبرز المرشحين لخلافته. وكشفت مصادر مطلعة عن أن ثمة تكهنات تدور حاليًا في أروقة المجلس القومي لحقوق الإنسان، في ضوء الحديث عن التدهور الشديد في صحة غالي خلال المرحلة الأخيرة، مما أبعده تمامًا عن نشاط المجلس. وأوضحت المصادر أن وجود غالي طوال الوقت مع زوجته الفرنسية (يهودية الديانة) في باريس لإجراء فحوصات طبية، أثر سلبًا على نشاط المجلس وأفقده الدور الذي كان منوطًا به، بعد تعدد اعتذارات أمانة المجلس عن استقبال عشرات الوفود الدولية التي زارت مصر مؤخرًا، إضافة لتأجيل العديد من الجلسات وعدم البت في مقررات العديد من أنشطة المجلس. وعلمت "المصريون" أنه جار حاليًا البحث بجدية عن بديل لبطرس غالي وتدور بورصة التنبؤات حول العديد من الأسماء المرشحة لخلافته، ويبدو أقواها أسامة البارز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية لتولي هذا المنصب، في ظل ما يتردد عن وجود رغبة من رجال جمال مبارك في إبعاده من الدائرة المقربة من الرئيس، وإدراجه على قائمة الحرس القديم المراد التخلص منه، عبر إسناد منصب هامشي إليه يأفل خلفه نجمه السياسي ، بالإضافة إلى أنه يشترك في الكثير مع بطرس غالي في صفات تدعم توليه هذا المنصب، على رأسها كونه يمتلك علاقات جيدة مع أطراف دولية عديدة ، وخاصة مع الدوائر الأمريكية. أما ثاني أبرز لائحة المرشحين – بحسب المصادر – فهو الدكتور مصطفي الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، إلى جانب الدكتور كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس، الذي ترشحه التكهنات لأن يتم تصعيده لتولي هذا المنصب والبحث عن بديل له في منصبه، والذي من المتوقع ترشيح الدكتورة نادية مكرم عبيد له نظرا لكونها قبطية؛ إضافة لعلاقاتها الداخلية والخارجية المتعددة. يذكر أن اختيار غالي الذي كان قد شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة بعد رحلة طويلة في دوائر الدبلوماسية المصرية، جاء بهدف تحسين صورة النظام المصري في الخارج نظرا لأنه مسيحي الديانة، كما سبق له تولي مناصب دولية رفيعة ، من بينها أمانة المنظمة الفرانكفونية للدول الناطقة بالفرنسية.