فشلت مليونية 24 أغسطس التي دعا إليها محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب المنحل، لإسقاط الرئيس محمد مرسى، وجماعة "الإخوان المسلمين"، بعد أن أحجم المصريون عن المشاركة فيها، باستثناء المئات الذين تمركزوا بشكل خاص أمام المنصة، وبالقرب من قصر الاتحادية، بينما شهد ميدان التحرير القبض على أحد الأشخاص لإطلاقه النار بين الجموع التي حضرت لتأييد الرئيس، بينما تحول شارع طلعت حرب القريب إلى ساحة معركة بين عدد من معارضى الرئيس الذين قاموا بإطلاق الأعيرة النارية وزجاجات المولوتوف على المؤيدين وسط ميدان التحرير، الأمر الذى دفع المؤيدين للرئيس مرسى بطردهم خارج الميدان والاشتباك معهم بشارع طلعت حرب.. وبدأت حرب الهتافات بين الطرفين مما أدى إلى التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة مستخدمين محتويات الألعاب النارية، الأمر الذى أسفر عن إصابة العشرات من المؤيدين الذين استمروا فى مطاردة معارضيه حتى ميدان طلعت حرب، مما أدى إلى توقف المرور بشوارع وسط البلد، وحاول البعض من الطرفين تهدئة الأجواء وإقناعهم بالتظاهر السلمى والعودة للميدان. وقام أصحاب المحال التجارية بشارع طلعت حرب بإغلاق المحلات والوقوف أمامها لحمايتها من أى أعمال شغب أو تخريب مستخدمين الشوم والأسلحة النارية والبيضاء. واستمر مؤيدو الرئيس مرسى فى الهتافات التى تدعمه رافعين أعلام مصر وفلسطين، بالإضافة إلى قيام أحدهم بتوزيع بيان يحمل مطالبهم من الحكومة الجديدة إلى أن حدثت تدخلات من جانب أحد البلطجية وقام بإطلاق خرطوش عليهم وتمكنوا من اللحاق به فى حين تم نقل بعض المصابين إلى سيارات الإسعاف المتواجدة أمام مسجد عمر مكرم. وشهد محيط قصر الرئاسة بالاتحادية حالة من الهدوء التام فى ظل غياب المتظاهرين، ولم يتجاوز عدد المشاركين العشرات، فيما شهد محيط القصر تعزيزات أمنية لمنع وصول أى من المتظاهرين إليه. وحاول عشرات من المتظاهرين بالشوارع الجانبية الوصول لمحيط القصر أو أبوابه، إلا أن الأسلاك الشائكة حالت دون ذلك. ورفع المتظاهرون بعض اللافتات: "يسقط يسقط حكم المرشد" و"لا لأخونة مصر"، كما رفعوا العلم المصرى، وفى المقابل تواجد عدد قليل من أنصار الرئيس محمد مرسى حاملين بعض الأعلام وصورة الرئيس وأعلام جماعة الإخوان المسلمين. وأمام المنصة، حمل المتظاهرون الذين سلاسل بشرية على جانب الطريق لافتات مكتوبًا عليها: "معا لإسقاط حكم المرشد".. "من يحكم مصر مرسى أم الإخوان.. قطر أم الأمريكان".. "مصر أكبر من الإخوان".. "عايزنها مدنية".. "دم شهداء رفح فى رقبتك يامرسى"، كما رفعوا صور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وأنور السادات واللواء عمر سليمان، مرددين هتافات: "يسقط يسقط حكم المرشد".. "مدنية مدنية لا للدولة الإخوانية".. "عكاشة قالها زمان الإخوان ملهمشى أمان". وفى كلمة أمام المتظاهرين، اعتذر محمد أبو حامد لهم عن صدور بيان له يقول فيه إنه المتحدث الوحيد لمتظاهرى 24 أغسطس، وقال "لم أكن اقصد التقليل من أحد أو تهميش أحد ولكن كان هدفى عدم حدوث شيوع فى التنظيم". واعتبر أن من كانوا موجودين فى المنصة هم الاصل وهو الفرع، مؤكدا للمتظاهرين أن أفضل مكان للضغط من اجل تحقيق المطالب هو القصر الرئاسى ودعاهم للخروج فى مسيرة إلى القصر واستجاب له المتظاهرون. وقال أبو حامد إن الحرس الرئاسى قد وضع الأسلاك الشائكة والمعوقات التى يصعب علينا اجتيازها للوصول الى القصر ولكننا سنبذل كل ما فى وسعنا للوصول إليه. وردد المتظاهرون الهتافات المناهضة للإخوان والرئيس والمؤيدة لأبو حامد، منها "بنحبك يأبو حامد"و"أبوحامد أبو حامد من يومك وأنت جامد". وفى المقابل، تجمع العشرات من شباب وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين حول المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم وشكلوا دروعًا بشرية حول المقر لحمايته من أى محاولة للاقتحام من قبل المحرضين على حرق مقرات الإخوان وقامت فرق من قوات الأمن بتأمين المركز العام للجماعة ووضع حواجز أمنية عند مدخل شارع 10، بالإضافة إلى انتشار سيارات إطفاء، وعدد من سيارات الشرطة التى حرصت على تفقد الشوارع المحيطة بالمقر.