شهود عيان ل «المصريون»: كانت طيبة ولم تكن سيئة السمعة.. ووالداها: طليقها هددها بالقتل ونفذ جريمته كالعادة خرجت ياسمين أو كما يلقبها أهالى المنطقة "بفتاة النقاب"، من بيتها كل صباح متجهة إلى مقر عملها بمحل الملابس الذى تعمل به لتساعد والدها على مصاريف الحياة، لم تتوقع ياسمين، أن خروجها من بيتها سيكون الأخير لها، فبينما تقوم الفتاة بوضع بضاعتها فى الأماكن المخصصة لها حتى يراها زبائنها, الهدوء يخيم على المكان، لم تدرك الفتاة أنه سيكون آخر يوم فى حياتها داخل هذا المحل، فالمجرم ملثم يتربص لها ينوى الانتقام منها وما هى الا لحظات حيث أخرج مسدسه وأطلق النار عليها وتقع ياسمين على الأرض ليشاهد رواد محلها جثتها بديلاً عن بضاعتها المعروضة. حكايات وراويات مختلفة، ففى الوقت الذى تناقلت فيه المواقع الإخبارية، أن القاتل تخلص من "ياسمين" بداعى الشك فى سلوكها, أكد العديد من شهود العيان الذين شاهدوا المجنى عليها وهى تلتقط أنفاسها الأخيرة، بأن الفتاة تتمتع بسمعة طيبة أنهم لم يروا أى شيء مخل أثناء وجودها فى المحل وليس كما يدعى البعض. بالقرب من المحل يقطن أهل المجنى عليها "ياسمين"، والداها قام باستدعاء والدتها التى انهارت ما أن رأت ابنتها قتيلة قائلة: "قلتلك يا بنتى ارجعيله بدل ما يموتك, عملتها يا أحمد وحرمتنى من بنتي, يا رب مالناش غيرك". وأضافت الأم، "ن. ف" أن ابنتها تعمل فى محل الملابس لتلبية احتياجاتها ومواجهة ضغوط الحياة، مشيرة إلى أنها تلقت اتصالًا من ابنتها قبل مقتلها بدقائق قائلة لها: "عاوزة أى حاجة يا ماما وأنا راجعة ومكنتش أعرف أن هذا هو الاتصال الأخير". "المصريون" تنقل تفاصيل واقعة مقتل الفتاة الذى وقعت فى وقت الظهيرة والجانى ابن عم الضحية قتلها بدافع الانتقام لعدم رجوعها إليه. فى البداية تقول السيدة "فاطمة" شاهدة عيان على الواقعة، إنها فوجئت أثناء شرائها متطلبات المنزل بسماع دوى إطلاق النار، وصرخات وتجمع بعض المارة أمام محل لبيع الملابس. وأضافت، أنها تتبعت الأهالى الذين هرعوا إلى مصدر الصوت، وعندما وصلت وجدت جثة لفتاة منتقبة غارقة فى دمائها، فيما تحاول بعض السيدات إفاقتها. وقالت، شاهدنا الدماء تغطى وجهها، فحاولنا إيقاف النزيف، رفعناها فوق منضدة لتستطيع التنفس، حاولنا إنقاذها بكل الطرق ولكن دون فائدة وأخذتها الإسعاف وهى "بتطلع فى الروح". واستكملت ل"المصريون":, إن المتهم كان شابًا، يرتدى "كاب أسود"، ويضع على وجهه "كوفية" بنية اللون يخفى بها ملامح وجهه بالكامل، ويرتدى قميصًا أحمر، دخل فجأة ووقف أمام الفتاة، وأطلق رصاصة على وجهها ولاذ بالفرار، فقمنا على الفور بالاتصال بسيارة إسعاف، وقوات الشرطة، التى حضرت لمعاينة موقع الحادث. وأضافت السيدة, أن المجنى عليها شابة فى مقتبل العمر، مشهود لها بالاحترام وحسن الخلق، ومحبوبة من أهالى المنطقة محل سكنها. ومن جانبه يقول "محمود", صاحب أحد المحلات فى المنطقة، إن الفتاة تقيم برفقة ذويها منذ عامين تقريبًا بالمنطقة، وأنهم قدموا من الصعيد وتحديدًا محافظة أسيوط، وهى أكبر أشقائها، بينما يعمل والدها موظفًا بسيطًا، وعلاقته جيدة بكل من حوله، ولم يشاهده أحد يومًا ما يفتعل مشاجرة، حتى إنه لا يتحدث مع أحد ويفضل الجلوس وحده. وأضاف"محمود"، فور نقل الخبر لوالد المجنى عليها، لم يتوقف عن الصراخ والبكاء، وقال: "عملها طليقك أخدك منى هنتقملك يا بنتى ارتاحي". وأضاف صاحب محل السوبر ماركت ل"المصريون"، أنه فوجئ بأنها مطلقة عقب مقتلها، فلم يعلم أحد بالمنطقة بأنها مطلقة وعلى خلافات مع طليقها بسبب رفضها الرجوع إليه. وأضاف الشاهد, أن الواقعة حدثت أثناء صلاة الظهر، حيث تفاجأنا بصوت طلقات رصاص، ولكنى لم أشاهد المتهم. بينما قالت الحاجة "فوزية", أحد سكان شارع السوق الذى وقعت فيه الحادثة, إنها فوجئت بياسمين ملقاة على الأرض، وكنت أظن أنها فقدت الوعى بسبب صوت الرصاص، لكن عندما اقتربت منها بمساعدة الجيران والمارة، وكشفنا النقاب عن وجهها لم نميز ملامحها بسبب الدماء التى كانت تغطى وجهها بالكامل، فصرخت واتصلنا بشرطة النجدة. وتابعت الشاهدة, عندما حضر أهلها قال والدها "كده عملتها يا أحمد"، فى إشارة إلى طليقها، وعرفنا فيما بعد أنها رفضت العودة له، لذلك قرر الانتقام منها. وتابعت "أن ياسمين كانت بتشتغل فى محل بيع ملابس منذ سنة ونصف تقريبًا، وهى فتاة على خلق وأمينة جدًا، ولم تفتعل مشكلة مع أحد مطلقًا، ولم نعلم عنها الكثير سوى أنها عشرينية أصولها من محافظة أسيوط، وتعيش برفقة أسرتها وأشقائها الصغار". وأشارت الي, أن المجنى عليها كانت تأتى يوميًا فى تمام الساعة 12 ظهرًا، وتفتح المحل حتى المساء، مشيرة إلى أنه قبل حدوث الواقعة بدقائق بسيطة حضرت ياسمين وبدأت فى تعليق الملابس أمام المحل، وسريعًا تفاجئنا بشخص يضع "كاب" على رأسه أخرج مسدسًا وأطلق النار عليها، وفر هاربًا، وكان فى انتظاره سيارة ملاكى. بينما قال "محمد", أحد تجار المنطقة, يا ريتنى كنت موجود كنت حاولت أمسكه، البنت بتجرى على أكل عيشها، وتعمل هنا منذ سنة ونصف، والجميع يشهد لها بحسن الخلق. وأضاف, أنا لم أشاهد المجرم، لكن سمعنا صوت انفجار قوى، وفى البداية اعتقدنا أنه انفجار فى كابل كهربائى رئيسي، وبعدها وجدنا ياسمين ملقاة على الأرض والدماء تسيل منها، وكانت لا تزال على قيد الحياة لأن يدها كانت تتحرك، فحملناها ووضعناها على ترابيزة المحل، وبعد أن تأكدنا من موتها أعدناها إلى مكانها مرة أخرى حتى حضرت النيابة، وكل ما سمعته من الجيران أن المجرم يبدو أنه شاب لأنه هرب بسرعة, وكان يلف كوفيه "شال" حول رقبته ووجهه ويضع "كاب" فوق رأسه. وأشار إلى أن كل ما أعلمه عن هذه الأسرة أن الوالد موظف، ولديه ياسمين ابنته الكبرى، و3 أولاد صغار، وهم طيبون، وياسمين كانت خلوقة ومحترمة، وعلمت من أشقائها الصغار أن طليقها كان يحاول إجبارها على الرجوع له لكنها رفضت، وأنه كان يفتعل المشكلات معهم مؤخرًا. وفى السياق قال "محمد" أحد الشهود العيان فى المنطقة, استيقظت كعادتى فى تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الواقعة، ومر ما يقرب من 45 دقيقة وحضرت المجنى عليها ياسمين كعادتها تقوم بفتح محل الملابس الذى تعمل به، لمساعدة أهلها فى تلبية متطلبات الحياة. وتابع، "أنه فى تمام الساعة الحادية والنصف ظهر يوم الواقعة، فوجئنا بشخص يترجل على قدميه ويتوجه نحو محل الملابس، الذى تعمل به المجنى عليها، وبعدها سمعنا صوت إطلاق نار على الفور هرعنا مسرعين فوجئنا ب"ياسمين" ملقاة على ظهرها وغارقة فى دمائها، والمتهم يهرول مسرعًا، إلى دراجته النارية ويفر هاربًا من المنطقة، فى تلك اللحظة لم يستطع أحد من الأهالى أن يُمسك به". وأضاف, أنه لم تمر سوى 15 دقيقة وفوجئنا بالمنطقة تنقلب إلى ثكنة عسكرية من مباحث قسم شرطة المرج للبحث عن خيوط تلك الواقعة وسؤال الأهالى عن مرتكب الواقعة، وبعد مرور دقائق تم نقل الجثة إلى المشرحة بصحبة عدد من قوات الأمن. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية, قامت بعمل كردون أمنى وأغلقت شوارع المنطقة، حتى عثرت على كاميرات مراقبة بجوار الواقعة، على الفور تم تفريغها للتعرف على المتهم. واستطرد، ان المجنى عليها ياسمين الجميع يشهد لها بحسن الخلق، وأنها ليست سيئة السمعة ومعروفة بين المنطقة بأنها فى حالها تخرج من المنزل للذهاب الى عملها فى محل الملابس ومن ثم العودة الى منزلها، ولا توجد عداوة بينها وبين احد فى المنطقة. ولفت، إلى أن المجنى عليها تعمل فى محل الملابس منذ ما يقرب من عام ونصف وفى الفترة الأخيرة قامت صاحبة المحل بإحضار ماكينة غزل للبنات لكى تعمل بها المجنى عليها لمساعدة أهلها فى المعيشة. وأضاف، ان ابن عمها قام بإطلاق النيران عليها لشكه فى سلوكها رغم أنها معروفة فى وسط المنطقة بطيبتها وحسن معاملتها . وأكدت الشاهد، أن المجنى عليها لم تكن سيئة السمعة, "زى ما الناس بتقول دى والله كانت طيبة وفى حالها ولم نر منها أى مكروه منذ أن سكنت فى المنطقة".