قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر طلبت من ليبيا زعيم تنظيم "المرابطون" الإرهابي، الضابط المصري السابق هشام عشماوي الذي جرى القبض عليه في ليبيا لمحاسبته. وأضاف خلال كلمته بندوة تثقيفية للقوات المسلحة: "الفرق بين الإرهابي هشام عشماوي، والشهيد أحمد المنسي (استشهد يوليو 2017 إثر هجوم مسلح بسيناء)، على الرغم من أنهما بدأا حياتهما ضابطين في الجيش، إلا أن أحدهما تشوش أو ربما خان، والثاني استمر على العهد والفهم". وأكد أن "هذا الفرق جعلنا نصفق لأحمد المنسي، ونطلب هشام عشماوي لمحاسبته، هذا قدم حياته ونصفق له، والثاني نريده نحاسبه". عشماوي، الذي جرى القبض عليه الإثنين الماضي في ليبيا، هو ضابط صاعقة سابق بالجيش المصري، كان يقود تنظيم "المرابطون" الإرهابي، الذي يتهمه الأمن بالمشاركة في تنفيذ محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق (سبتمبر 2013). كما يتهم هذا التنظيم، بالضلوع باغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام السابق (يونيو 2015)، وحادثة العريش الثالثة (بسيناء)، فبراير 2015، التي أسفرت عن استشهاد 29 عسكريًا، وكذلك حادث الواحات، أكتوبر 2017، الذي أسفر عن استشهاد 16 شرطيًا. وقضت محكمة جنايات غرب القاهرة العسكرية، غيابيًا بإعدام عشماوي، و13 من العناصر الإرهابية في اتهامهم بالهجوم على "كمين الفرافرة" الذي أسفر عن استشهاد 28 ضابطًا ومجندًا. وفي تصريح إلى "المصريون"، قال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري والاستراتيجي, إن "عشماوي تحول من ضابط شريف إلى إرهابي يحارب بلده, بعد انسياقه وراء المال والشهرة عن طريق القتل والخراب والأعمال الإرهابية الذي قام بها أو التخطيط لها". وأضاف: "عشماوي يحمل الكثير من المعلومات التي يمكن أن تستفيد منها الدولة في حال تسليمه إلى الجهات المصرية؛ مثل معرفة الجماعات التي يعمل معها، ومن هو الممول لها، وكيف يحصلون على الأسلحة، وأي طريق يسلكونها وكيف تقوم تلك الجماعة بتجنيد أفرادها وتنفيذ عملياتها". وأشار إلى أن "تسليمه إلى مصر يرجع إلى السلطات الليبية، التي يمكن أن تتحفظ عليه وتحقق معه، إذا لم يتم قتله عن طريق تجنيد الجماعات الإرهابية لأحد أفرادها والوصول إليه لعدم إفشاء الأسرار التي يحملها". ووصف مظلوم، عشماوي بأنه "صيد ثمين للجماعات الإرهابية, التي بذلت الكثير من أجل ضمه وتجنيده، للعمل ضد بلده لصالح دول أخرى". من جانبه، قال اللواء نبيل ثروت الخبير العسكري والاستراتيجي، إن "عشماوي يحمل العديد من الأسرار التي يمكن أن تستفيد منها الدولة، في الوصول للجماعات الإرهابية سواء كانت في مصر أو ليبيا والقبض على عناصرها وتحجيمهم". وأضاف ل"المصرون": "عشماوي على الرغم مما يحمل من معلومات وأسرار عن الجماعات الإرهابية، لكنه لا يمكن أن يدلي بها إلا من خلال طرق معينة"، دون أن يوضح ماهية هذه الطرق. وتابع: "هناك العديد من المعلومات التي يحملها عشماوي لدى الأجهزة الاستخبارات المصرية والليبية، ولكن نريد أن نعرف المزيد فور تسليمه لمصر". ووصف العلاقات المصرية - اللبيبة بأنها "طيبة وسوف تقوم السلطات الليبية بتسليمه، لكونه محكومًا عليه في قضايا إرهابية ومن بينها أحكام بالإعدام". وأشار ثروت إلى أن "هناك فرقًا بين عشماوي الذي خضع لعملية غسيل مخ، وتمكنت الجماعات الإرهابية من تجنيده والعمل لصالحها وتنفيذ عمليات إرهابية والتخطيط لاغتيال قيادات أمنية كونه كان ضابطًا بالقوات المسلحة، وبين الشهيد البطل العقيد أحمد المنسي الذي قام بالتصدي لعملية إرهابية وتمكن من إنقاذ كتيبته ونال شرف الشهادة". في السياق، قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "عشماوي يحمل بالتأكيد العديد من المعلومات والأسرار التي يمكن الاستفادة منها لكونه كان زعيم تنظيم "المرابطون" التابع للقاعدة في ليبيا". وأوضح عيد ل"المصريون"، أن "عشماوي ليس من السهل أن يعترف بالمعلومات الذي يحملها، لكن الأجهزة الأمنية قادرة على انتزاع المعلومات التي يحملها في حال تسليمه، خاصة أنه قيادي محترف وعمل على تدريب العديد من أفراد التنظيم وتنظيم الصف الثاني وسافر إلى سوريا".