أكد عدد من الخبراء أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد الإرهابيين في سيناء يتراوح ما بين 700 إلى 1300 إرهابي . وأشاروا إلى أن انشقاق بعض العناصر عن التنظيمات الإرهابية في غزة، رفع من كفاءة التنظيمات الإرهابية في سيناء. كما أكدوا أن الكثير من العناصر الإرهابية الأجنبية تدخل إلى مصر بشكل شرعي، وذلك لعدم وجود قاعدة بيانات للإرهابيين . فى هذا الإطار ، أتوقف أمام التصريحات التى أدلى بها الشيخ عيسى الخرافين، شيخ قبيلة الرميلات في سيناء، وأكد فيها أن البعض من غير المصريين يأتون كسياح، ويذهبون إلى دهب أو شرم الشيخ، ثم يذهبون للجماعات الإرهابية. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من جنسيات الإرهابيين مصريين وفلسطينين بجانب أعداد قليلة من السوريين واللبنانيين والعراقيين، وهم يملكون عداد كبيرة من السيارات المسروقة ويجيد معظمهم إستخدام أجهزة إتصال حديثة، موضحًا أن من مصلحة إسرائيل أن تظل سيناء فى فراغ أمنى، وأن هؤلاء الإرهابيون مجرد أداة لهم فى تحقيق ذلك. وحسب دراسة لمركز "هنري جاكسون" البريطاني والتي أعدها الباحثان أورين كيسلر، المتخصص في الشئون الإسرائيلية، وإميلي داير، المتخصصة في الإرهاب وشئون الشرق الأوسط، فتتعدد جنسيات هؤلاء المقاتلين الأجانب، إلا أن أغلبيتهم قد أتوا من دول معينة: سوريا، واليمن، والجزائر، وأفغانستان، والصومال، وليبيا، وينتمي غالبية هؤلاء المقاتلين إلى تنظيمات جهادية عالمية، كما استطاعت بعض الجماعات الإرهابية الأجنبية تأسيس قاعدة جديدة لها في سيناء. فى هذا السياق كشفت دراسة مهمة للغاية صدرت مؤخراً بعنوان " تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري " والتى أعدتها د. ايمان رجب الخبير في الأمن الإقليمي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الموجة الحالية للإرهابيين الأجانب المرتبطة بتنامي نفوذ تنظيم داعش في المنطقة لا تعد الأولى التي تهدد الأمن القومي المصري، حيث كانت هناك موجات أخرى في فترات سابقة. وعلى سبيل المثال، خرج من مصر وعدد من الدول العربية الأخرى مقاتلون في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وانضموا إلى ما كان يسمى بحركة "المجاهدين" في أفغانستان. وفي التسعينيات انضم عدد ثان إلى "كتيبة المجاهدين" في البوسنة، وعدد آخر إلى "العرب المجاهدين" في الشيشان في منتصف التسعينيات. وكان لخروج الإرهابيين من تلك الدول باتجاه مصر ودول أخرى تأثيره على إحياء موجة ذات طبيعة خاصة من الإرهاب في تلك الدول. وفي سياق الحديث عن تأثر مصر بالموجة الحالية لخروج الإرهابيين الأجانب من مناطق الصراع في سورياوالعراق وفي ليبيا، يشير استطلاع الرأي الذي صدر عن مركزI EMed الإسباني في ديسمبر 2017 بعنوان "حالة التطرف والتطرف العنيف في منطقة المتوسط" إلى أن 61% من العينة التي تم استطلاع رأيها توافق على أن الإرهابيين الأجانب العائدين من مناطق الصراع هم التهديد الرئيسي لأمن الدول المطلة على المتوسط في فترة ما بعد هزيمة داعش، وترتفع النسبة عن هذا المتوسط في دول جنوب وشرق المتوسط (تعد مصر من دول جنوب المتوسط) حيث تصل إلى 68%. في حين تبلغ النسبة في دول الاتحاد الأوروبي 55%. ويعد هذا الاستطلاع من أهم الاستطلاعات التي نفذت حول هذا الموضوع خلال المرحلة الحالية، وقد نفذ على 6500 خبير وصانع قرار في 43 دولة، 53% منها من دول الاتحاد الأوروبي و45% من دول جنوب وجنوب شرق المتوسط. وكشفت الدراسة أنه يمكن القول إن سبب تزايد أهمية هذه القضية يرجع إلى أن نجاح السلطات الأمنية في اعتقال الإرهابيين الأجانب قبل تنفيذهم أي عمل إرهابي أو بعد تنفيذه ليست سهلة، وذلك رغم أهمية التدريب الذي تقدمه المراكز الأمنية الموجودة في كازابلانكا وفي مصر والخاص بكيفية اكتشاف وتحديد الإرهابي العائد profiling، حيث تظل هناك صعوبة تواجهها السلطات الأمنية في الموانيء البرية والجوية في تحديد من هم هؤلاء الإرهابيون الأجانب العائدون بسبب أن مسار عودتهم لا يكون مباشرا من سوريا أو العراق إلى دولهم ولكن يتم المرور بدولة ثالثة أو رابعة. كما أنه لا توجد صفات محددة أو نموذج مثالي من حيث الشكل والمظهر للعائد من مناطق الصراع.