تمكنت قوات الجيش والشرطة المصرية، من اعتقال 6 متهمين كبار فى عملية الهجوم على كمين للجيش المصرى فى رفح يوم الأحد الماضى والذى أسفر عن استشهاد 16 ضابطًا وجنديًا إضافة إلى عدد من المصابين. وقال مصدر عسكرى، إنه وأثناء عملية البحث ومداهمة القرى فى المنطقة الشرقية التابعة لمركز مدينة الشيخ زويد، تمكن الجيش من ضبط 6 من كبار المتهمين والمطلوبين لدى الجيش والأجهزة الأمنية المصرية وتم اعتقالهم وجار التحقيقات الأولية معهم. وكشف أن من بين المشتبه بهم أحد العناصر الخطرة والمسجلة لدى أجهزة الأمن ومن المطلوبين فى قضايا الإرهاب والسلاح وغيرها، مشيرًا إلى أن التحقيق معه يمكن أن يكشف عن التنظيم الإرهابى المطلوب ضبطه. وأشار إلى أن الجيش مازال فى حالة استنفار قصوى وحملات متتابعة حتى يتم القضاء تمامًا على المجرمين الهاربين. يأتى ذلك فيما ذكرت وكالة أنباء "الأناضول" نقلاًَ عن سكان محليين إن الموقوفين 7 أشخاص، هم: سلمى سلامة (65 عاما)، وعيد سلمى (38 عاما)، وأمين موسى (38 عاما)، وطلعت جمعان (35 عاما)، ومحمد جمعان (30 عاما)، وأحمد جمعان (30 عاما)، سلامة سلمى (20 عاما). ونقلت الوكالة عن شهود عيان وأهالى من منطقة جنوب الشيخ زويد، إن القوات اقتحمت البيوت فجرًا، وقامت بتكسير الأثاث وإلقاء القبض على أشخاص مشتبه بهم. ووصف الأهالى عملية الاقتحام ب"المرعبة"، قائلين إنها أعادت لهم مشهد اقتحامات البيوت التى كان ينفذها جهاز "أمن الدولة" المنحل فى أعقاب التفجيرات التى كانت تضرب سيناء فى عهد النظام السابق. وفى العريش، أدى الآلاف من أبناء المدينة؛ صلاة الغائب على أرواح شهداء هجوم رفح. وتلا المشاركون بيانًا بعنوان "سيناء تبكى أبناء القوات المسلحة"، رافعين أعلام مصر مع لافتة كبيرة تحمل صور شهداء مصر الأبرار فى رفح، مطالبين قوات الجيش بسرعة القصاص من المجرمين، بينما غابت عنها جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية. وألقى إمام مسجد أبو بكر الصديق، أكبر مساجد مدينة العريش، خطبة عن العملية الإجرامية التي استهدفت جنود حرس الحدود في رفح، مؤكدًا أنها وقعت فى لحظة إيمانية عظيمة عند إفطار الصائمين. ميدانيًا، انتشرت فى مدن المنطقة الشرقية رفح والشيخ زويد أعداد كبيرة من التعزيزات العسكرية، التى وصلت صباح الخميس إلى سيناء وتضم أكثر من 500 ضابط وجندى وأعدادًا كبيرة من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود، وتم نشرها فى عدة مناطق فى سيناء. وكانت إسرائيل وافقت الخميس على السماح لمصر بنشر مروحيات قتالية فى شبه جزيرة سيناء؛ لملاحقة "الإرهابيين" الذين نفذوا هجوم رفح فى الأسبوع الماضى، فى الوقت الذى يواصل فيه الجيش المصرية شن أكبر حملة من نوعها لمطاردة المسلحين. وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن الجيش المصرى سيقوم بإدخال خمس مروحيات حربية إلى سيناء بعد موافقة أعضاء الحكومة الأمنية الإسرائيلية ال 14 على إجراء مؤقت لتخفيف القيود المفروضة بموجب معاهدة السلام الموقعة بين البلدين فى 1979 على انتشار القوات المصرية فى سيناء. فى سياق متصل، نفت مصادر مقربة من حركة "حماس" أن تكون القاهرة قد طالبت الحركة تسليمها ثلاثة من قادة وعناصر "جند الإسلام" فى مقدمتهم قائده ممتاز دغمش، مؤكدًا أنها استفسرت عن علاقة محتملة لبعض التنظيمات الفلسطينية بهجوم رفح. وأبلغت "حماس" القاهرة بحسب المصادر أن دغمش تعهد للحركة منذ مدة طويلة بعدم ممارسة أى نشاط معاد للحركة أو محرج، بل إنه أوقف جميع أنشطته داخل القطاع وخارجه بشكل ينفى أى مسئولية له عن هذا الهجوم. واستغربت الحركة فى اتصالاتها مع القاهرة حالة الهسيتيريا الإعلامية تجاه قطاع غزة واستباق نتائج التحقيقات وكأن الهدف الأهم إلصاق التهمة بالفلسطينيين بالقطاع وهو ما ترفضه الحركة جملة وتفصيلا. بدوره، اتهم إبراهيم الدراوى مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة، "الموساد" الإسرائيلى وما سماه التحالف بين "أمن الدولة" المنحل فى مصر و"الأمن الوقائى" التابع لمحمد دحلان بالوقوف وراء الهجوم على قوات حرس الحدود، قائلا إن التوأمة بين الجهازين مازالت مستمرة بل إن الأمن الوطنى فى مصر مازال يسبغ رعايته على عدد كبير ممن أطلق عليهم "صبيان دحلان" المقيمين فى عدد من الأحياء المصرية منها التجمع الخامس والرحاب و6 أكتوبر وغيرها. وتابع الدراوى اتهاماته لكل من دحلان ورشيد أبو شباك نائب رئيس جهاز مدير الأمن الوقائي الفلسطيني بالتورط فى تهريب الأسلحة من ليبيا إلى مصر واستخدام الأراضى المصرية خصوصا فى شبه جزيرة سيناء كمخزن للأسلحة والتخطيط للإضرار بأمن مصر أن الطرفين يرتبطان بعلاقات وثيقة ومازالت مستمرة مع فلول نظام القذافى ورموزه فى ليبيا وعدد من المحافظات المصرية. وأكد الدراوى أن أيًا من الأجهزة المصرية لم توجه اتهاما رسميا ل "حماس" حتى الآن بالتورط فى جريمة الهجوم على قوات حرس الحدود المصرية، مشيرا إلى أن "الموساد" هو المتورط الأول فى الهجوم، مدللا على ذلك بخروج تصريحات من قادة المخابرات الإسرائيلية بقدرته على إرباك النظام الجديد فى مصر عبر الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية وهو ما ظهرت أولى بشائره فى الهجوم الأخير.