واصل الجيش العملية العسكرية التى بدأها مساء الثلاثاء فى سيناء، لتطهيرها من الإرهابيين، فى إطار العملية "نسر" التى جاءت عقب الهجوم على حرس الحدود المصريين الذى أوقع 16 شهيدًا من عناصر قوات حرس الحدود الأحد الماضي. فيما وصلت إلى مشارف مدينة العريش فجر أمس تعزيزات عسكرية كبرى قادمة من قيادة الجيش الثانى الميدانى. وذكر شهود عيان أن تعزيزات عسكرية شوهدت وهى تتمركز بالقرب من مدينة بئر العبد التى تبعد حوالى 80 كيلو مترًا غرب مدينة العريش حيث شوهدت المجنزرات المدرعات والدبابات والقاذفات الصاروخية، بالإضافة إلى مئات الضباط والجنود المصريين فى طريقهم باتجاه مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء. وصرح مصدر أمنى بأن الدفعة الجديدة تضم عددا إضافيا من القوات والمدرعات والدبابات وقاذفات الصواريخ وحاملات الجنود, ومن المنتظر أن تتجه نحو المنطقة الشرقية فى رفح والشيخ زويد لتدعيم القوات المتواجدة الآن فى المنطقة الشرقية لمهاجمة البؤر الإجرامية فى وسط سيناء وفق خطة أمنية مدروسة. وكانت قد وردت أنباء صباح الخميس عن اندلاع اشتباكات جديدة خارج مركز قسم ثالث شرطة العريش وتعرضة لإطلاق نار إلا أن مصدرا أمنيا نفى هذه الأنباء، وأوضح أنه "أثناء مرور سيارة ماركة (تويوتا) بيضاء اللون وبدون لوحات معدنية فى شارع أسيوطبالعريش مقر قسم شرطة ثالث العريش فى ساعة مبكرة من صباح الخميس أطلق قائدها عدة أعيرة نارية فى الهواء، لم تستهدف قسم الشرطة، ولم تسفر عن وقوع أية إصابات". إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية فجر الخميس أن القوات المسلحة شرعت فى إغلاق وتدمير فتحات أنفاق التهريب إلى قطاع غزة من الجانب المصرى لوقف عمليات التسلل والتهريب إلى البلاد، فيما تواصلت الحملات الأمنية لتطهير سيناء من العناصر المسلحة والبؤر الإرهابية لليوم الثانى على التوالى. وأشارت المصادر إلى أنه تم البدء بالأنفاق البعيدة عن الكتلة السكنية بمدينة رفح.. حيث تم إغلاق عدد كبير منها، لافتة إلى أن الحملة متواصلة من أجل تطهير المنطقة الحدودية ومنع التهريب والتسلل لحماية البلاد.. وقد تم الاستعانة بالمعدات التى وصلت مؤخرا إلى المنطقة. وهذه هى المرة الأولى منذ عقود التى يشن فيها الجيش المصرى ضربات جوية فى شبه جزيرة سيناء التى فرضت قيود على تواجده فيها بموجب معاهدة السلام المبرمة عام 1979 مع إسرائيل. وكانت مصر أغلقت على إثر الهجوم وحتى إشعار آخر معبر رفح مع قطاع غزة الذى يعد منفذ الفلسطينيين الوحيد على العالم الذى لا تسيطر عليه إسرائيل. ويوجد بالمنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة مئات الأنفاق، وقالت مصادر محلية إنها تتخطى حاجز الألف ومائتى نفق, وهى عبارة عن ممرات تحت سطح الأرض تم تطويرها مؤخرا لتستخدم فيها عربات تسير على قضبان حديدية، ويتم سحبها بواسطة آلات وروافع تعمل بالكهرباء.