أكد الدكتور أحمد حماد رئيس قسم اللغة العبرية بجامعة عين شمس أنه يشارك حاليا ضمن مجموعة من خبراء اللغة العبرية في مراجعة أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة العبرية استعدادا لخروجها إلي النور. وقال إن مجمع الملك فهد بن عبد العزيز في المدينةالمنورة سيتكفل بكافة نفقات إعداد هذه الترجمة التي تعد الأولى من نوعها والتي سيكون لها أبلغ الأثر في وقف المحاولات الإسرائيلية الساعية لتشويه القرآن الكريم عن طريق إخراج مراكز الأبحاث الإسرائيلية لترجمات مشوهة لمعاني القرآن الكريم مستغلة في هذا عدم وجود أي ترجمة عبرية من إعداد علماء لغة من العالم الإسلامي. وأشار الدكتور "حماد" لصحيفة "عقيدتي" الدينية الأسبوعية إلى أن إعداد هذه الترجمة استمر قرابة ثلاثة أعوام، حيث أعلن مجمع الملك فهد بن عبد العزيز عن بدء العمل فيها في نهاية عام 2002 وعكفت نخبة من علماء اللغة العبرية على إعدادها حتى وصلت إلى مرحلة المراجعة للخروج بها في أفضل صورة. وأكد الدكتور "حماد" أن العديد من علماء اللغة العبرية يناشدون المؤسسات الإسلامية العلمية العمل علي إخراج نسخة عربية من العهد القديم أيضا بحيث يكون مترجموها من خبراء اللغة في العالم العربي لأن كل الترجمات السابقة لم يشارك في إعدادها أي عربي وهو ما جعلها جميعا غير تامة علميا. وكانت تقارير صحافية إسرائيلية ذكرت في آذار (مارس) 2005 أن عالما إسرائيليا قدم رابع ترجمة عبرية للقرآن، وأن الترجمة الجديدة التي وضعها البروفيسور أوري روبين، سيتم توزيعها في إسرائيل بعد أن وصفت التراجم السابقة بأنها منقوصة وغير كافية. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن البروفيسور روبين يُعد من كبار المختصين في إسرائيل والعالم، في فهم القرآن الكريم، وتفسير الدين الإسلامي، وتصدر هذه الترجمة ضمن مشروع مشترك بين دار نشر "مباه"، ودار نشر تابعة لجامعة تل أبيب، حيث تقومان بترجمة كتب أخرى إسلامية وعربية ونشرها مثل مؤلفات الفارابي، وابن سينا، وابن رشد، والجاحظ. وأوضح روبين أن الترجمة الثانية للقرآن التي قام بها "ريفلين" كانت دقيقة، ولكنه استخدم عبارات لغوية يصعب على القارئ العبري فهمها من دون مساعدة الأصل العربي، وهو الأمر الذي يصعب قراءة الترجمة العبرية لمن لا يتقنون العربية. وأشار إلى أن ترجمة القرآن الثالثة التي قام بها "بن شيمش" واضحة وسلسلة، إلا أنها حرة، وغير دقيقة نسبياً للأصل، مؤكداً أنه حافظ في ترجمته على المبنى النصي للغة الأصلية، بالإضافة إلى تفسيرات وشروحات وملاحظات في الهامش. يذكر أن الترجمة العبرية الأولى للقرآن الكريم وضعت من قبل البروفيسور الإسرائيلي تسفي حاييم هرمان عام 1857، وصدرت الترجمة الثانية عام 1937 عبر يوسف يوئيل ريفلين، وحظيت هذه الترجمة بالشهرة الأوسع، وطبعت منها طبعات كثيرة، بينما نشرت الترجمة الثالثة للقرآن عام 1971 م، والتي أنجزها أهرون بن شيمش.