جاء فى معاجم اللغة أن كلمة الحَيْزَبُون لها معنيان: الأول: هى المرأة العجوز. والثانى: هى المرأة سيِّئة الخُلُق، وهو المعنى الذى نقصده فى هذا المقال. لم أجد أبلغ من هذه الكلمة فى وصف فئة من النسوة يتطاولن على رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بأسلوب هابط نابع من بيئتهن الفاسدة، رغم علمهن أن التطاول على الرئيس يؤذى مشاعر 13 مليون "مسلم" انتخبوه رئيسا للبلاد، ولكنهن يتعمدن الإساءة إليه، ويسخرن أيضا من علماء المسلمين ومقدمى البرامج فى القنوات الفضائية الدينية. والإعلام المشبوه وخاصة فى القنوات الفضائية "سيئة السمعة" هو الذى يفتح لهن الأبواب لينفثن سمومهن بالاشتراك مع مقدمى البرامج والمقدمات. وليأذن لى القارئ الكريم فى تعميم هذا اللفظ على الذكور (ولا أقول الرجال فهم ليسوا كذلك) لاشتراكهم مع هؤلاء النسوة فى سوء الأخلاق. لقد كان لهم فى الكثير من رجال الإعلام والسياسة والقانون أسوة سيئة فى التدنى فى أسلوب النقد والحوار. أفهم أن يختلف البعض مع سياسات الرئيس وينتقدونها، ولكن التعبير عن ذلك يجب أن يكون فى إطار أدب الاختلاف والحوار، وليس بالسخرية والضحكات الخليعة!! يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). وننقل هنا بعض ماقاله الدكتور أحمد الطرابلسى "ليبيا" بعنوان: "فصل الخطاب فيمن خرج عن الكتاب": "الأصل فى ولى الأمر أن يلتزم فى نهجه الحكم بكتاب الله عز وجل وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما هو مقرر فيهما من مبادئ وقواعد للحكم، لأنه مكلف برعاية أمور الأمة، وتدبير شئونها بما يوافق الشرع، ومادام ولى الأمر قائماً بواجباته الملقاة على عاتقه، عادلاً بين رعيته، فإنه لا يجوز الخروج عليه، لورود نصوص كثيرة تتوعد الخارج بعذاب عظيم، ومن خرج على الإمام العادل يعد باغياً، ويجب على الأمة أن تقاتله وتنتصر لولى الأمر وتقف إلى جانبه، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى من إمامه شيئاً يكرهه فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية"، وقال عليه الصلاة والسلام: "من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه، إلا مات ميتة جاهلية". قال الإمام الرازى رحمه الله تعالى: (اعلم أنه تعالى لما أمر الرعاة والولاة بالعدل فى الرعية، أمر الرعية بطاعة الولاة، فقال: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ". ولهذا قال على بن أبى طالب رضى الله عنه: حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله ويؤدى الأمانة، فإذا فعل ذلك فحق على الرعية أن يسمعوا له ويطيعوا). ونص ابن تيمية رحمه الله تعالى على وجوب طاعة الإمام الحاكم بما أنزل الله تعالى فقال: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، إذا كان الإمام عادلاً براً تقياً).انتهى. ********* قال حيزبون - رجما بالغيب - إن نظام حكم الرئيس مرسى لن يستمر أكثر من بضعة شهور: قال تعالى: "أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا"؟ وقال حيزبون من "المبدعين" إن أحدا لا يستطيع منعه من إبداعه حسبما يحلو له. لاشك فى أنه يوجد إبداع أخلاقى محترم، ولكن هؤلاء هم أهل الإبداع الشيطانى القبيح، إبداع الخلاعة والفسق والفجور!! ويظنون أنهم يقدمون فنًا حَسَنًا. يقول الله تعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ). ويقول ابن سعدى رحمه الله: يقول تعالى: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ عمله السيئ، القبيح، زينه له الشيطان، وحسنه فى عينه، فَرَآهُ حَسَنًا أى: كمن هداه اللّه إلى الصراط المستقيم والدين القويم، فهل يستوى هذا وهذا؟ إنها أمنية هذا الحيزبون وأمثاله من الفلول الذين يناوئون الرئيس ويعملون على إفشال دعوته (نحو وطن نظيف) فيعمدون إلى "اتساخ الشوارع" ويشاركهم فى ذلك الحيزبون فى الأجهزة المختصة بالنظافة. إنهم فلول النظام السابق الذين يخططون لإعادته لأنهم لا يستطيعون العيش إلا فى البيئات الفاسدة حيث الانحراف الخلقى والسلب والنهب. إن هؤلاء لايجدى معهم أن تحدثهم بالقرآن فقد قال تعالى: "وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِى أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ". * النصر للمسلمين إن شاء الله، أما الحيزبون والفاسقون أعداء الشريعة فقد قال الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لا يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)