يحدثوننا عن العمل بذكاء وهو العمل المشروع والذي يحقق الهدف بأقل جهد ممكن وفي أقل وقت ممكن..والخالق عز وجل يمنحنا الفرصة لنعمل من أجله بذكاء.. لسان يتحرك بذكر الله هو فعل الأذكياء..إبتسامة في وجه الآخر هي أسلوب الأذكياء.. ركعتان في الضحى من فعل الأذكياء.. يوم الجمعة هو يوم الأذكياء.. وساعة منه قبل الغروب هي ساعة الأذكياء.. شهر رمضان هو شهر الأذكياء.. من أعظم صور رحمته بعباده ان يجعل لهم في أيام قليلة خيراً بلا حدود..عشرة أيام في شهر ذي الحجة قد تكون طريقاً مختصراً إلى رضاه ومن ثم إلى جنته..بداية أقسم الله بهذه الأيام ( والفجر وليال عشر) .. ثم جاء رسول الرحمة ليبشرنا ويحفزنا ويخبرنا بأنه " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر.. ".. حتى المجاهد الذي يمارس أعظم الفرائض ويعتلي سنام الدين عليه أن يعود شهيداً بلا روح ولا مال حتى يكون عمله أحب الى الله من عمل الأيام العشر.. عرفنا من علمائنا سر هذه الأيام وسر قسم الخالق وسر قول نبيه.. هي أيام تجتمع فيها أربع لا تجتمع في غيرها..الصلاة والصيام والصدقة والحج..أركان الاسلام كلها تجتمع في عشرة أيام!!..جوهر الاسلام يتجسد في عشرة أيام..توحيد وعبادة وطاعة وتسليم وتضحية وتكافل وصبر ودعاء يجمعها العبد جميعها في عشرة أيام ويقدمها لله خالصة لوجهه الكريم.. العبد لن يستطيع أن يجاري الله في كرمه.. وكيف يجاري المخلوق خالقه؟!!..العبد يقدم عطاء عشرة أيام والخالق يرد بعطاء الدنيا والآخرة!! ..هو الرحمن والرحيم.. يعطي بلاحدود في مقابل عطاء محدود بحدود..ولأن الجهل سمة أقرها الخالق في المخلوق يأبى المخلوق إلا أن يبخل على نفسه أو يرضخ لبخل نفسه عليه..يضيع بغبائه كل هذه الفرص ويرفض التوقيع على أعظم صفقة سنوية تجري على وجه الأرض..تمر الأيام لتأتي لحظة على هذا الجهول غاية ما يتمناه فيها أن يعود فيصلي ركعتين..هي لحظة يكون فيها تحت الثرى